اعلنت منظمة الصحة العالمية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين
الذي صادف الثلاثاء ان التدخين يظل من الاسباب الرئيسية للوفاة وهو
يتسبب بمقتل نحو خمسة ملايين شخص سنويا.
ووفقا للمنظمة الدولية فان التدخين سيؤدي الى مقتل 10 ملايين شخص في
عام 2020 معظمهم سيكون من سكان الدول النامية.
وتؤكد الدراسات ان النصح من قبل الاختصاصيين الصحيين والعاملين في
مجال الصحة يمكن ان يؤدي الى الامتناع عن التدخين بنسبة 30 بالمئة وان
تدخلات الممرضين والممرضات قد تساعد على رفع هذه النسبة الى نحو 50
بالمئة.
وحذر تقرير للمكتب الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية شرق المتوسط
ومقره القاهرة من ارتفاع معدلات التدخين مشيرا الى ان نسبة استهلاك
التبغ فى بلدان اقليم الشرق المتوسط شهدت زيادة كبيرة تجاوزت 24
بالمائة خلال الفترة من 1990 الى 1997 فقط .
وأشار التقرير الى أن الكويت تأتي في المرتبة ال 19 عالميا في
استهلاك التبغ والسعودية في المرتبة ال23 فيما تنفق بلدان مجلس التعاون
الخليجى الست رغم الانخفاض النسبى لمجموع سكانها ما يعادل 800 مليون
دولار سنويا على التبغ.
وذكر ان المغرب تنفق عل التبغ ما يفوق انفاقها على التعليم فيما
يموت سنويا حوالى 15 ألف حالة فى الجزائر بسبب التدخين مشيرا الى ان ما
تنفقه العائلات الفقيرة فى دول الاقليم على التبغ يتراوح مابين 15
بالمائة الى 45 بالمائة من الدخل اليومى للاسرة وقد تصل الى 60 في
المئة. واضاف التقرير ان مصر تتصدر قائمة بلدان الاقليم الاكثر
استهلاكا للتبغ وتنفق حوالى 454 مليون دولار سنويا على تكاليف علاج
الامراض التى يسببها التبغ بالاضافة الى المبالغ الكبيرة التى تنفقها
على شراء التبغ ومنتجاته منوها بأن نسبة الانفاق على التبغ تفوق ما
تنفقه الاسرة على العلاج وممارسة الرياضة والثقافة.
يذكر ان البحوث الطبية اكدت ان دخان التبغ يحتوى على أربعة الاف
مركب كيماوى كلها ضارة و500 منها ضارة جدا بل ان 43 مركب منها تسبب
السرطان وذلك بخلاف الاضرار السريعة التى تسببها المركبات المهيجة
والتى تؤدى الى السعال وزيادة البلغم وصعوبة التنفس احيانا خاصة عند
القيام بمجهود بدنى مفاجىء.
كما اكدت ان التدخين هو المسؤول عن 90 في المئة من وفيات سرطان
الرئة في العالم وثلاثين في المائة من جميع اصابات السرطان وأكثر من
ثمانى فى المائة من حالات التهاب القصبة الهوائية أو الالتهاب الشعبى
المزمن والالتهاب الرئوى بالاضافة الى التسبب في امراض القلب والسكتة
المخية وغيرها من الامراض القاتلة.
وأصدرت منظمة الصحة العامة نشرات تحذير عديدة واجبرت شركات التبغ
على كتابة عبارة (التدخين ضار بالصحة) على كل علبة تنتجها مع وضعها فى
مكان ظاهر على كل علبة.
ومن التطورات الكبيرة فى مجال مكافحة التدخين الاتفاقية الدولية
لمكافحة التدخين والتى اصدرتها منظمة الصحة العالمة ودخلت حيز التنفيذ
فى فبراير الماضى وذلك بعد سنوات من معارضة شركات انتاج التبغ التى لم
تكن تريد لهذه الاتفاقية الخروج الى النور رغم الموافقة عليها من قبل
57 دولة.
وهذه الاتفاقية تعرف باسم (اتفاقية الاطار) وتهدف الى الحد من
انتشار التبغ ومنتجاته عالميا كما انها تعتبره سلعة ضارة ومن حق الناس
ان يعرفوا العواقب الصحية لتدخينه وقد صدقت عليها العديد من دول العالم
ومن بينها مصر.
وخصصت منظمة الصحة العالمية يوم 31 من مايو كل عام للاحتفال
بالامتناع عن التدخين وهو اليوم الذى تكرسه المنظمة ودولها الاعضاء
لقضية تخليص المجتمع من التبغ واختارت له شعار (يدا بيد فى مكافحة
التدخين ).
واظهرت دراسة احصائية رسمية نشرت بمناسبة اليوم العالمي للاقلاع عن
التدخين ان 65 بالمئة من التونسيين ممن هم في عمر 25 سنة وما فوق هم من
المدخنين من بينهم سبعة بالمئة من الاناث.
وقالت الدراسة ان هذه الافة الاجتماعية تنتشر بشكل مخيف بين فئات
الشباب مشيرة الى ان 81 بالمئة من تلاميذ الاقسام النهائية في مراحل
الدراسة الثانوية والجامعية هم من المدخنين فيما سجلت الدراسة نسبة
متقاربة للتدخين بين الذكور والاناث من شبان المعاهد.
وجاء فيها ان معدل الاستهلاك الفردي للتبغ بالنسبة الى المواطن
التونسي يبلغ 17 سيجارة يوميا مما يكلفه انفاق خمسة بالمئة من دخله
السنوي على التدخين مقابل انفاق 3ر2 بالمئة فقط من هذا الدخل على
العلاج.
وقد قامت مختلف الدوائر والهيئات الرسمية والاهلية المعنية بحملة
اعلامية توعوية مكثفة شملت المرافق العمومية بمختلف المدن والمناطق
التونسية وتوجهت الى مختلف شرائح المجتمع بما في ذلك اهل المهن الصحية
من اطباء وممرضين لدعوتهم للانقطاع عن التدخين حتى يكونوا قدوة لغيرهم
في هذا المجال. |