عالم الأطفال عالم جميل بكل ما تحمله الكلمة من معاني والخجل عند
الطفل ظاهرة صحية وهي أفضل من حيث القياس مع صفة اللاخجل عنده.
وللوضع الأسري دور فرعي في أن يكون الطفل خجولاً بعد أن يكون قد
جُبل على الخجل في تركيبته الشخصية منذ فترة مبكرة من حياته وما يفضل
أن تنتبه له الأسرة جراء خجل طفل فيها أن تبحث أسباب الخجل عنده عبر
الاقتراب المتواصل منه من أجل تنمية شخصيته على نمط سلوك يبقى من الخجل
لديه نسبة معقولة إذ أنه ضروري للمرء طفلاً كان أم أكبر.
ولعل دخول الطفل إلى الروضة أو المدرسة يقيه من نسبة الخجل لديه
نتيجة لمخالطته الزملاء من الأطفال وبدء شعوره بمسؤولية توضيح افكاره
ومشاعره. أما المعالجات المغلوطة لخجل الأطفال فليس هناك أخطر من أن
يعامل بـ(قساوة) كي لا يكون خجولاً. وتعليم الطفل في البيت وخارجه
ليلقي التحية على أقرانه وعلى الكبار أيضاً أن يساهم في تكريس الروح
الاجتماعية لديه التي تتقوى في نفسه مع الأيام لذا لا يجوز أن يُنهر
الطفل على كونه خجولاً أو يبدي ما يعني ذلك.
وتطوير صفة الخجل الطفولي إلى انفتاح معقول عنده على الآخرين كأن
يكلف بأداء لعبة أو حركة مستحسنة أمام الكبار لإثبات وجوده فيما بينهم
وتشجيعه على ذلك أو الطلب منه لسرد قصة سمعها يوفر لديه القناعة، أن
هناك ما يطال ولكن ليس على حساب ما لا يُقال وكل ذلك سيصيب حتماً في
رفع الخجل عنه تدريجياً.
والخجل الذي يتقارب في معناه من مصطلح (الحياء) مطلوب في تربية
الطفل حيث تشعره كلمة (عيب ابني لا تعمل كذا) أو كلمة (أعمل كذا) ستدع
لديه في عقله حالة من الإحساس بقائمة من الموجبات وأخرى من الموانع
فتراه حاثاً نفسه لاستحسان ما يطلبه منه الأبوان وبذا سيمكن اعتبار ذلك
أهم خطوات تنمية الشخصية العادلة لديه منذ الصغر.
ولأن للطفل قدرات كامنة ووقوفه مع ذاته ما يزال مفتقراً للتجربة
فهذا ما يستدعي الوقوف إلى جنبه في العديد من الأمور حتى يصل إلى حالة
الانسجام مع وصايا والديه له لما يقدم طباعه الحسنة أمامهم كنوع من
الإيثار الطفولي الأولى لديه مما يساهم أيضاً في جعله طفل خجول بحدود.
والطفل الذي يشكو لوالديه مما يصادفه أحياناً يعني استعداده الطيب
للتعلم منهما حيث سبقاه إلى طريق فن تعليم الحياة.
إن ظاهرة الخجل عند الأطفال تكاد لا تستثني منها أي عائلة وأخيراً
فإن من شيوع مبدأ المودة مع الطفل يجعله يجتاز الخجل السلبي. |