عقب سقوط الاتحاد السوفياتي وزوال القطبية الثنائية، تسارعت الاحداث
في معظم مناطق العالم بحدة وشدة اكثر من ذي قبل اثرت ومازالت تؤثر على
البنى التحتية للشعوب وامتدت لتكون عاملا في التغيير الجيوسياسي لخريطة
العالم المعاصر.
ومع افول الايديولوجية الاشتراكية كانت الفرصة مواتية لبروز وسيادة
الولايات المتحدة الامريكية كقوة عظمى وحيدة the lonely super power من
خلال بسط استراتجيتها القائمة على فكرة الحروب لامتلاك مناطق نفوذ
والاستحواذ على الثروات.
اضحت هذه الخصائص ملاصقة ومرافقة لسلوك السياسة الخارجية للولايات
المتحدة الامريكية.غير ان هذه "الدولة العظمى" لا تقيم الحرب والعدوان
الا بعد خلق وايجاد ذرائع لتبرر بها جرائمها امام الراي العام الداخلي
والعالمي. ان التاريخ الدموي الذي طبع السلوك الخارجي لامريكا بلغ
ذروته بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001 بقرار تدمير افغانستان وفرض سياسة
التجويع والحصار الاقتصادي على العراق لأكثر من عشر سنوات انتهى بموت
الاف العراقيين وتدمير العمران والتاريخ واحتلاله في الاخير. وما يقوم
به جيش الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني من تدمير البيوت والقتل
العشوائي للاطفال، وفرض الخناق عليه عبر الاجراءات التعسفية والعنصرية
اللاإنسانية،كل ذلك يحدث بإيعاز وتدعيم من الادارة الامريكية.
يكاد يكون هناك اجماع حول اعتبار احداث الحادي عشرمن سبتمبر منعطفا
تاريخيا هاما،نظرا لتداعياته ليس على اهالي الضحايا فحسب، بل على
العالم العربي والاسلامي ايضا. حيث سارعت الاجهزة الاعلامية الامريكية
الى اقناع العالم ان هذه المنطقة باتت مصدر إرهاب وكل انواع الشرور
وينبغي على حلفائنا مساعدتنا على " تخريب عش العنكبوت".
ومن جهة اخرى اندفع الشتراوسيون اوالمحافظون الجدد الى توسيع دائرة
الضغط والقوة لتتجاوز طابع التدخل العسكري الى فرض الوصاية على الانظمة
الهشة الفاسدة اساسا لتغيير مناهجها التعليمية وعلمنة مجتمعها بالشكل
الذي تمليه " عقيدة بوش" حسب تعبير عالم السياسة البروفسور الكس
كلنيكوس (Alex Callinicos) الى جانب التضييق على حرية التعبير
والتعددية وإغلاق مكاتب الجمعيات الخيرية مع تجميد ارصدتها المالية.
يحدث كل هذا تحت شعار الاصلاح ونشر الديمقراطية. بينما هو في الحقيقة
تجريد البشر من هويتهم وجرهم الى عالم أورويلي.orwellian (نسبة الى
المجتمع الاستبدادي غير الانساني الذي ينسحق فيه الانسان تحت سطوة
الدولة والذي صوره الكاتب الانجليزي الشهير جورج اورويل في روايته
"1984").
لا يجب ان يفهم من نقدنا للرؤية الامريكية للاصلاح اننا نقف بجانب
الانظمة البيروقراطية المفروضة على الشعوب والتي هي في معظمها صديقة
وبعضها صنيعة المخابرات الامريكية. بل ان الديمقراطية والعدالة
والتغيير نحو الافضل هو جملة المطالب التي ترفعها الشعوب والمجتمع
المدني اليوم.
تؤكد النخب الغربية والعربية المثقفة في مختلف الحقول المعرفية
ريادة إدوارد سعيد في ميدان الإستشراق وهو بذلك يعتبر مؤسس دراسات ما
بعد الكولونيالية.
إن التفرد الذي إمتاز به في دراساته الأكاديمية يتوجه نحو قدرته على
إستنباط العلاقة بين المعرفة والسلطة ومدى ضلوع بعض الحقول المعرفية –
كالإنثروبولوجيا- في التأسيس لفكرة القوة وشرعنة السيطرة على الآخر.
فالآخر أوالشرق في عيون الغرب هو إنشاء كما يقول سعيد، أي هو كيان أضفى
عليه الغرب توصيفات من قبيل المتخلف، العنيف، البدائي،العنيد وبالتالي
تفترض هذه الوضعية إجراء عملية جراحية -يسميها مثقفوه بالتحضر والتثقيف-
عبر الإحتلال حتى وإن ادى إلى إبادة شعوب بأكملها،الأمر الذي حدث في
الجزائر , الهند, الفيتنام..وغيرها من مستعمرات القرن التاسع عشر وما
زالت ممتدة إلى القرن الواحد والعشرين ممثلة في احتلال فلسطين وهو آخر
وأطول إحتلال عرفه التاريخ.
ان اسقاط أنظمة ترفض الدخول إلى بيت الطاعة , وفرض نمط ثقافي وحضاري
على باقي الأمم،وتوجيه الاقتصاد العالمي وفق نظرية جشعة , والتسامي على
باقي الدول وحتى وان كانت غربية وعدها من المستوى الثاني، تعكس حالة من
الامبريالية المتصاعدة. إن العنصر الجوهري في المنظور الامبريالي حسب
ادوارد سعيد هو" رؤية الواقع الاجنبي البعيد في شكل يخضعه لتلك النظرة
ويعيد تشكيل تاريخه من المنطلق الامبريالي, ويرى شعوبه أقواما خاضعة ,
لا تقرر مصيرها لنفسها بل يقرره لها مسؤولون في العواصم الامبريالية
البعيدة بحسب ما يرون أنه الأفضل لتلك الشعوب".
هذه الرؤية الدقيقة تساعدنا في تفسير لماذا يسعى الغرب المتفوق الى
صناعة التبريرات وافتعال الأسباب لاضفاء الشرعية على سلوكه العدواني
وجعل الاخرين يقبلون سياساته ويمدونه بالعون والتأييد.
وهكذا اندفعت في هذا السياق الامبراطورية الاعلامية الى جعل كلمات:
ارهاب , أصولية , عنف تخلف مرتبطة في المخيال الغربي بالعرب والمسلمين.
يذكر سعيد في كتابه " تعقيبات على الاستشراق " أنه في عام 1986 صدرت
مجموعة مقالات حررها بنيامين نتانياهوتحت عنوان: الارهاب: كيف يمكن
للغرب أن يفوز. تضمن ثلاث مقالات بتوقيع مستشرقين محلفين كاد كل واحد
منهم أن يحلف بأغلظ الايمان أن الرابطة قائمة بين الإسلام والارهاب...وهذا
النقاش تبع عنه مغامرات مرعبة كقصف ليبيا..." (ص 84).
ولما صارت الامبريالية عملية إخضاع مناطق وشعوب لسيطرة الأقوى كانت
النتيجة ان عمت الدول المستعمرة- سابقا وحاليا- المجاعة والفقر وإزاحت
تراثها وفكفكة شبكة علاقاتها الاجتماعية، لتصل الى ذروة الهيمنة عندما
تطالب بتغيير ذهنية الشعوب المتصفة والمتهمة في نظرها بالتخلف،والثاوية
دائماالى الوراء، المتأهبة للقتل وسفك الدماء إلى ذهنية أكثر إنفتاحا
وتقبلا لمعايير العيش والحياة كما تراها الامبريالية الثقافية طالما ان
التاريخ انتهى عندها !!.
تنظر القوة العظمى إلى الحروب وبؤر التوتر – التي تختلقها – كأمكنة
للعيش ومصادر للإستثمار والإبتزاز بعدما تعطي لنفسها حق التدخل لفك
صراع أوإسقاط طاغية نيابة عن الشعوب الأصلية.
وبناء عليه تنصب نفسها كحاكم لا ينازع على باقي الدول ويكون لها كل
الحق أن تصنف العالم إلى دول صديقة حليفة وأخرى مارقة ضمتها إلى محور
الشر شعارها في ذلك " من ليس معنا فهو ضدنا "، ومن يقرأ طروحات منظر
الإدارة الأمريكية صمويل هنتغتون صاحب نظرية الصدام يكتشف سيكولوجية
الرجل المتغطرس الذي يعطي لنفسه مكانة وقيمة أكثر من الأخرين وتعبيره
الوارد في كتابه " الغرب والباقي the West and the Rest " يعكس حقيقة
التسامي والتعالي التي هي نواة البنية التكوينية لذهنية المحافظين
الجدد. وهنتغتون نفسه ينقل عن نيبول V.S.Naipaul فكرة فحواها ان
الحضارة الغربية هي الحضارة العالمية التي تناسب جميع الناس.
الواقع ان كل إمبيريالية في التاريخ كانت تدعي الانفراد بالقوة
والعظمة والسيطرة. إنها الظاهرة الفرعونية المجسدة في قوله تعالى " ما
أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد " وهي مستمرة ومجسدة بشكل
جبروتي أكثر في شخصية الإدارة الأمريكية اليوم. إذن فلا نعجب من
تصريحات الرئيس بوش بخصوص عزم أمريكا على إعادة مجد الإمبراطورية
الرومانية القديمة عبر الحروب المقدسة، الصليبية، العادلة على ساحة
أفغانستان، العراق، فلسطين وأمريكا اللاتينية... إلخ.ومن يدري قد تكون
غدا ايران او سوريا.
امام هذا التمزق والتشظي حيث يزداد نشوب النيران وتدفعها الريح في
كل الاتجاهات،ظهرت أصوات معلنة رفضها للأمر الواقع ومناوئة لما أضحى
قدرا في السياسة الدولية ورسالتها لكل شعوب العالم: إن الإستضعاف ليس
قدرنا المحتوم وان الموت ليس خيارنا الوحيد وأن الظلم والإستكبار هو
حالة غير طبيعية، بل هو حالة مرضية شاذة تصيب كل قوة تتجاوز حدودها
لتصل إلى الطغيان والإمبريالية.
أمام هذه الفوضى كان من الطبيعي جدا وطبقا لقانون الفعل ورد الفعل
الفيزيائي أن تنتفض الشعوب لتظهر مقاومتها ودفاعها عن حقها في العيش
الكريم وتعبد الطريق لمستقبل أجيالها.
وإتخذت المقاومة - لسبب أولآخر -عدة أشكال حسب نوع الضغط الممارس
عليها، فتارة أخذت طابعا عسكريا كما حصل في الفيتنام وفلسطين وتارة
تحركت على خطوط أخرى لا تقل أهمية عن الأولى، ذات طابع إحتجاجي أين
ترمي بثقلها في أحضان الشعوب والمواطنين لتتحرك في خط النضال السياسي،
الإجتماعي، الإعلامي والفكري وهو أشبه بالثورة السلمية من أجل إيقاظ
الوعي العالمي وإستنهاض الهمم وتوجيهها للوقوف ضد التيار الجارف وصناعة
المصير الإنساني المشترك.
إن ما يميز هذه الثورة هو طابعها العالمي أعني إنتشار الوعي في كل
أنحاء العالم بضرورة مقاومة الإمبريالية والإحتلال مهما كان لونه
أوجنسه.
برزت المقاومة بقوة كحق تعبر عنه الشعوب بجلاء في الولايات المتحدة،
مباشرة بعد إعلان الحرب على الفيتنام، أين خرج المئات من المواطنين
منددين ومعلنين رفضهم للتجنيد في الحرب وهكذا إنتشرت ثقافة المقاومة
أفقيا وعموديا كما ونوعا، فردا وجماعة بعد الحادي عشر من سبتمبر حيث
رأينا خروج مئات الآلاف من الأمريكيين والأوربيين والاسيويين ومن
العالم العربي والإسلامي رافعين شعار واحد:" لا للحرب على أفغانستان،
لا لقتل الأطفال، لا لإبادة الشعوب الضعيفة ".
لم تصبح المقاومة إذن حكرا على ثقافة أو دين أو عرق أو جنس معين. بل
تجاوزت كل الحدود الجغرافية والثقافية والدينية لتظهر بعدها الانساني
العميق بين البشر. وهوما يبعث على الإرتياح كون حملات مقاومة العدوان
ومناهضة الإمبريالية تتزايد عبر كل مناطق العالم داعية إلى إيجاد عالم
بديل قائم على السلم والعدل والحرية. لكن يبقى تضافر الجهود وإلتفاف
جميع القوى الحية تجاه المقاومة السلمية وتفعيل أدواتها ووسائلها أمر
ضروري ومهم حتى يمكن للمشروع الإنساني من تحقيق النجاح ويقطع الطريق
أمام الأيدي الشريرة التي تقود العالم نحو الصراعات والنزاعات التي قضت
على أي معنى للحياة وهي أجمل ما وهبه الله للإنسان.
يجدر القول، أن المتتبع لمسار حركات المعارضة في العالم يجد أن
حركات العرب والمسلمون تأخرت كثيرا عن مثيلاتها في أمريكا الشمالية
واللاتينية خصوصا حتى بدا وكأن الشارع العربي قد اختفى والكل يذكر مقال
الكاتب الكبير فهمي هويدي " هل يعلن موت الشارع العربي؟ " واخر اثار
ضجة ونقاشا يحمل عنوان " خيولنا التي لا تصهل" وهي كتابات تعكس الخوف
من التراجع وفقدان الامل في التغيير.غير ان تسارع الأحداث وتغير
الخريطة الجيو استراتيجية العالمية حيث دفعت الساحة العربية إلى
الواجهة كمنطقة للنفوذ والأطماع من طرف الإمبريالية بمختلف أشكالها،
جعل العرب يشعرون بالخطر الداهم وان لا سبيل امامهم الا الخروج الى
الشوارع عبر المظاهرات والمسيرات تعبيرا عن غضبهم تجاه ما يجري على
اراضيهم. وفعلا بدأت الاحتجاجات تتوسع اكثر فاكثر واشتدت مع قرار
الدخول في مقاطعة البضائع الامريكية. وتاكد الجميع اخيرا ان الشارع لم
يمت وان الخيول بامكانها ان تصهل،إلا أن هذه الاحتجاجات كانت ظرفية جدا
خاضعة للمناخ السياسي السائد تنقصها الإستمرارية والتنظيم المؤسس
القائم على الفهم العقلاني لا الإنفعال الجماعي الذي سرعان ما يختفي مع
الزمن.
ومع تسارع الاحداث يبدو أن هناك وعي نخبوي وجماهري بدأ يتزايد أكثر
وبصورة إيجابية، متجاوزا الحدود العربية والقومية ليعطي صبغة الوعي
النضالي العولمي. فها هو العالم العربي يستيقظ أخيرا على خبر ميلاد
الحملة العالمية لمقاومة العدوان بين جمع من المثقفين والدعاة المسلمين
ونخبة من رجال الفكر والثقافة والإعلام. وبقدر إستبشارنا بهذا الخبر
بقدر ما إزداد شعورنا بعظمة الرسالة ومسؤولية المهمة.
أمام هذه الحركة الفتية جهود كبيرة من أجل ارساء وترسيخ ثقافة
المقاومة السلمية داخل بلدان العالم العربي والإسلامي لتجعل منها وسيلة
للتعبير والتغيير ودفع الظلم عن كينونتها بحكم أن الأمة العربية
الإسلامية هي الأكثر تضررا في العالم اليوم. ان الإمتحان العسير الذي
يواجهه هذا المولود هو مدى إتساع ساحات نضاله ليشمل أكبر عدد ممكن من
مناطق العالم ومدى شراكته ومساهماته مع باقي الحركات العالمية ليستوعب
كل الثقافات والديانات التي تجمعنا معها أرضية النضال الموحد.
لا أعتقد أن مؤسسي الحملة العالمية لمقاومة العدوان يجهلون أهمية
النضال العالمي المشترك وضرورة مد الجسور بين جميع الناشطين الحاملين
لنفس الهموم ونفس القضايا المصيرية كجمعيات السلام في الولايات المتحدة،
وأروبا، حملات ضد العولمة في أمريكا اللاتينية، اليسار الأمريكي
والأوروبي المتزايد والمعادي بشراسة للأمبريالية، هيئات وحركات من أجل
البيئة، حركات ضد الفصل العنصري، الحركات النسوية، حركات الحقوق
المدنية، الحركات والنقابات العمالية، منظمات وحقوق الإنسان والشخصيات
ذات التأثير الجماهيري كالبروفيسور نعوم تشومسكي، طارق علي المؤرخ
هوارد زين وغيرهم من كل قارات العالم.
وجملة الأسباب والدواعي التي تفرض على المسلمين العمل المشترك مع
باقي هذه الحركات تتمثل في:
1. تجرد الإمبريالية من أي لون أو عرق أو عقيدة دينية إلا عقيدة
التسلط والإبتزاز، وبذلك فهي وباء وسرطان إن تركه يستشري ويتوسع في جسم
العالم هو بداية نهاية التعددية الثقافية والحضارية للشعوب.
2. تجرد النضال والدفاع عن حقوق الشعوب المضطهدة من أي لون أو عقيدة
إلا عقيدة الإنسانية والعيش المشترك وحق الإنسان في الحياة، وهي مبادئ
أوصت بها الأديان والرسل وأكدت عليها المواثيق الدولية.
تعطي الشابة الأمريكية والناشطة ضمن حركة التضامن العالمية راشيل
كوري نموذجا رائعا في الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في العيش الكريم،
عندما وقفت في وجه البلدوزر الإسرائيلي وهو يتقدم لهدم منزل فلسطيني في
رفح فسحقها ليتركها جثة هامدة كان ذلك في مارس 2002. العالم كله رأى
هذه الصورة المأساوية لفتاة أمضت فترات مع الأهالي الفلسطينيين
والأطفال تسمع منهم وتعيش معاناتهم اليومية وتقاسمهم مآسيهم تحت
الإحتلال الفلسطيني. إنها نموذج الكرامة والتضامن كما عبر إدوارد سعيد
لوالديها. لقد الهم هذا المشهد جندي إسرائيلي احتياطي رفض أداء الخدمة
العسكرية أن يكتب إليها قائلا: " إنك تقومين بشيء جيد، شكرا لما
تفعلينه ". وهناك نموذج اخر لصور قوافل الشباب الأمريكي والأوربي ماثلة
أمامنا وهي تتخطى الحدود قاصدة بغداد لتقف كدروع بشرية للدفاع عن عاصمة
علمت الإنسانية منذ قرون فن الكتابة، وكان هذا تعبيرا عن موقفهم الرافض
للحرب والعدوان.
3. الموقف الايجابي لمجموعات من النخب المثقفة الغربية، خصوصا
الأمريكيين منهم منذ صدور بيان – ليس بإسمنا Not in Our Name - الذي
وقعه 120 مثقفا ردا على بيان – الخيانة – الذي وقعه ستون مثقفا يبررون
فيه عدالة الحرب على العراق، إضافة إلى بيانات ومواقف شجاعة وجريئة من
شخصيات فردية وجماعية من ألمانيا، تركيا وأمريكا اللاتينية.
ينبغي القول اخيرا ان التاريخ يجري بسرعة خيالية وان احداثه يصنعها
للاسف الشديد الاقوياء والمتغطرسون. فعلى المسلمين الخروج من قوقعتهم
والتخلص من الإعتقاد بأنهم وحدهم يملكون حلول أزمات العالم ومشكلات
العصر. ضاربين بذلك مختلف الرؤى من الثقافات التي تملك هي الأخرى، بلا
شك، جزءا من الحقيقة. ان الحكمة وسر النجاح هو اعتقادنا الصارم بأن
مشكلاتنا الداخلية المعقدة - نحن المسلمين – وطغيان الإمبراطورية
الأمريكية لن يكون لها مخرجا ومنفذا إلا بتضافر جهود الأحرار في العالم
والإستماع إلى جميع الأصوات الداعية إلى السلم والعدل والعيش المشترك
بين الشعوب.
a_zegaoua@yahoo.fr |