على ضوء ما صرحت به وزير الخارجية الأمريكية (كوندوليزا رايس) الأحد
15 أيار 2005م الجاري عند زيارتها المفاجئة لكل من مدينة أربيل في
الشمال العراقي وبغداد العاصمة فإن الشيء الذي ميز كلامها هو إطلاق
العبارات ذات الصبغة الدبلوماسية كـ(الوعود) من أجل دعم العملية
السياسية الجارية في العراق والذي يحتاج دعماً للعملية العسكرية ضد
الإرهاب أكثر ولكن هذا ما لم تشير له الوزيرة بالصراحة التي عُهدت
عندها.
إذ من الواقع الذي يتطلبه الظرف العراقي الآن هو الدعم الأكبر
للعمليات التي تقضي على الإرهاب وإلا فإن دعم العملية السياسية فقط لا
معنى له أساساً في ظل استمرار تصعيد التفجيرات العشوائية الإرهابية
التي أودت منذ تسلم الحكومة الجديدة في البلاد منذ زهاء أسبوعين إلى
مقتل أكثر من (400) ضحية من العراقيين حدث جراء تفجير 070) سيارة
ملغومة بحسب أخر إحصائية عراقية أكدتها مصادر الحكومة العراقية
الإعلامية مؤخراً.
وحيث تأتي زيارة (رايس) إلى العراق في ظل أحداث تصعيد خطير يشهده
الداخل العراقي نتيجة لتصعيد وتيرة عمليات التفجير التي تنفذها العناصر
الإجرامية الصدامية بمساعدة مرتزقة (العربان) المتسللون إلى العراق
بدعم غير مباشر من قبل أعداء العراق سواء كانوا من دعاة الغرب الكذابين
أو العروبيين المزيفين الذين يضعون أكثر من قناع على وجوههم أو بينت
الأحداث منذ إنهاء نظام صدام وفريقه السياسي الاستعماري – الإمبريالي
بقرار أصدرته لندن وبالتنسيق مع واشنطن اللتان نفذتا تمثيلية عمليات
الاحتلال المباشر للعراق في ربيع سنة 2003م.
والمعارضة العراقية بأغلب جهاتها التي استلمت شيئاً من إدارة غير
فعلية (مائة في المائة) لأمور البلاد حيث أهدت لهم القوات الأنكلو –
أمريكية المحتلة بها حالة المشاركة لمسؤولية غير كاملة للبلاد فهذا ما
وضع عموم المعارضة العراقية في موقف ضعيف بحيث لم تستطع أي معارضة
عراقية حتى الآن من فرض مطالب الشعب العراقي على المحتلين الذين
يتقولون بأن نيتهم متجهة لتحقيق الديمقراطية في العراق لكن الواقع
الإرهابي بات مكشوف الغايات في كون الإرهابيين يفتشون عن فرض موضع قدم
قوية لدى أي حكومة عراقية وتشير تقديرات الشارع العراقي أن قوى الإرهاب
في العراق تبغي انتزاع اعتراف رسمي بها يضع الاعتبار اللا مستحق لفلول
النظام الصدامي على ما كان لهم في السلطة الصدامية المقبورة بيد أن (رايس)
قد أشارت ضمناً لمعنى يتقارب بـ(التلميح) لذلك حيث قالت بما معناه في
آخر تصريح لها ببغداد: أن العملية السياسية ينبغي أن يرافقها انفتاح
لحل مشاكل العنف أي الإرهاب في العراق بـ(الوسائل السياسية) وليس إقصاء
ذلك على الحلول العسكرية، والمعنى هنا يأخذ أكثر من معنى أخطر ومن ذاك
التحليل لإقامة حوار بين الحكومة العراقية الحالية والإرهابيين وإلا ما
معنى الحل السياسي وما هي كيفيته مع عصابات الإرهاب المدسوس في العراق؟!
ومما يمكن تمهيد فصلي لذاك الحوار!
هذا وكانت (رايس) قد أعربت في المؤتمر الصحفي الذي عقدته بالمشاركة
مع رئيس الحكومة العراقية (د. إبراهيم الجعفري) بضرورة الالتزام بموعد
15 آب 2005م المقبل لصياغة الدستور الدائم بضمان مشاركة كل أطياف
العراقيين في اللجنة المكلفة من قبل البرلمان العراقي والمتكونة من
(55) عضواً كما أشارت (رايس) أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي
سيتوليان رعاية مؤتمر دولي حول العراق في حزيران 2005م المقبل لدرس ملف
مساعدة العراق. |