إن للسياحة الناجحة أُسس موضوعية الغاية منها كيفية إجادة التعريف
أولاً بالبلد أمام الرأي السياحي المحلي أو الإقليمي أو العالمي
والثاني عدم المغالاة في طريقة إبراز السياحة وكأنها لممارسة المحرمات.
إذ من الأمور غير العملية أن يُنظر إلى المجالات السياحة على كونها
مُدر مالي تكون الغاية الأولى والأخيرة منه الكسب من الناحية المالية
على حساب تفقيد سمعة المجتمع الذي يستقبل زواره من السائحين والسائحات
على شروط حضارية ذات شفافية كالقيام بزيارات الأماكن الأثرية وأماكن
الاستجمام البريء وما أكثرها في البلدان السياحية أو العاملة لتكون
بلدان سياحية ناجعة.
ويقابل ذلك حرية اختيار الإنسان السائح لبلد معين الذي غالباً ما
يصبغ ذلك الاختيار فكرة لقضاء أيام هانئة في ربوع البلد الذي ينوي
زيارته إلا أن التوسع في الإنشاءات السياحية قد خلق نوع من المنافسة
السلمية بين البلدان السياحية فاستحدثت أجواء في بعض البلدان تشجع على
اقتراف أثام الوطر الجنسي المحرّم في شرائع السماء ولعل من أتعس ما
يشهده أكثر من بلد عربي أن الحكومات تشجع على سوق فتيات البلد ليقعن في
أحضان الرجال السائحين وعلى متقد خاطئ بأن ذاك يوفر مناخ مشجع لتكرار
الزيارة للبلد من قبل السائحين كما وأن (الغواية المستباحة) بهذا
المجال ستشكل حافزاً لجلب سواح جُدد والغريب أن بعض البلدان التي ترفع
مساجدها الآذان للصلاة تشهد فروضاً حكومية أن لا يتدخل أحد في محاولة
تعكير نشوة رجال سواح فاسدين وهم يصطحبون فتيات أهل البلد إلى أماكن
سكناهم السياحية لا بل وتتدخل الأجهزة التنفيذية كالشرطة والأمن لتمرير
تلك المنظومات الفاسدية والإفسادية عبر حماية فائقة وكأن شيء من
أخلاقيات العفة لم يحدث لها شيء.
وكيفما يكون الأمر فمما لا شك فيه تجاوز الخط الأخلاقي الأحمر في
السياحة هو نوع من التقليد لما هو جار في كل البلدان الغربية ودون أي
استثناء إلا أن ما يمكن تثبيته أن حالة الفقر المقنعة سواء في بلدان
الشرق أو الغرب يمكن اعتباره سبباً رئيسياً لما يقترف في هذا المجال
الحساس حيث تختلط مقومات أداء الخدمات السياحية بموضوع الترفيه الجنسي
المحرم.
والسياحة الفردية التي تحولت إلى سياحات عديدة في العصر الحديث
فيمكن الإشارة إلى كون (السياحة الدينية) اليوم باتت سياحة معروفة
وبالذات في البلدان الإسلامية العريقة وهناك نوع من السياحة التي
توفرها الدول لمجتمعاتها تسمى بـ(السياحة الداخلية) التي تشهد هي
الأخرى منذ أكثر من ثلاث عقود نجاحات متوالية.
إن الأداء السياحي لا ينبغي أن يتجاور الأسس الأخلاقية التي تقع على
عاتق الدول أولاً كونها مسؤولة عن ضرورة فتح السبل للقضاء على حاجات
الناس المعاشية وعدم تشجيع السياحة كغرض للفساد والإفساد كما هو الحال
المزري في التطرف السياحي الذي تشهده بلدان لم تقم دوائرها السياحية
وزناً للأخلاقيات التي بدونها لا يمكن أن تكون هناك سياحة ناجعة.
|