صرح وزير الداخلية الالمانية أوتو شيلي بأن عدد المتطرفين
الاسلاميين المقيمين في ألمانيا زاد زيادة طفيفة العام الماضي.
وقال شيلي إن عدد المتطرفين الاسلاميين المقيمين في ألمانيا بلغ
31800 شخص في نهاية عام 2004 مقابل 30950 شخصا عام 2003، يذكر أن
العديد من المتطرفين الذين يعتقد تورطهم في هجمات 11سبتمبر عام 2001
على نيويورك وواشنطن كانوا يدرسون في كليات بألمانيا قبل أن يسافروا
إلى الولايات المتحدة.
والارقام التي أعلنها وزير الداخلية مستمدة من التقرير السنوي حول
المتطرفين الذي أصدرته وكالة الامن الداخلي الالماني.
وحذر وزير الداخلية الالماني اتو شيلي من ان الحزب الديموقراطي
القومي (ان بي دي) الذي حظر في المانيا في العام 2003 عاد يفتح ابوابه
حاليا امام النازيين الجدد باطراد.
وقدم شيلي في مؤتمر صحافي عقده اليوم معلومات استند فيها الى دائرة
حماية الدستور وهي الاستخبارات الداخلية الالمانية مفادها ان "الحزب
الديموقراطي القومي اصبح منذ مطلع العام 2004 يقترب بافكاره من افكار
الجماعات النازية الجديدة" موضحا ان "قادة التجمعات النازية اصبحوا في
هذه الاثناء مرتبطين تمام الارتباط بهذا الحزب".
وقدر شيلي وفقا لتقرير استحوذ على اهتمام ممثلي الصحافة المحلية
والاجنبية عدد اعضاء الحزب الديموقراطي القومي المحظور ب 5300 عضو اي
اكثر مما كان عليه في مطلع عام 2003 مشيرا الى انه بات يحظى بشعبية
متزايدة في التجمعات اليمينية المتطرفة.
لكن وزير الداخلية الالماني اكد من جهة اخرى "ان المتطرفين
الاسلاميين مازالوا يشكلون اكثر الاخطار على النظام الديموقراطي في
المانيا" مشيرا الى ان عددهم زاد في المانيا من 30950 شخصا في العام
2003 الى 31800 شخص في العام 2004.
واضاف ان المهمات الرئيسية للسلطات الامنية الالمانية تتمثل في
الدرجة الاولى في درء اخطار الاسلاميين المتطرفين كاشفا ان 171 قضية
تحقيقات جارية الان ضد اسلاميين متطرفين "ذوي ابعاد ارهابية".
وقال شيلي ان منظمة (ميلي غيريوس) الاسلامية التركية في المانيا
تأتي كاكبر تنظيم اسلامي في المانيا وقدر عدد اعضائها بحوالي 27250
شخصا.
وقال التقرير إن أكبر جماعة اصولية متطرفة في المانيا هي المنظمة
التركية «ميلي جوريس» التي يبلغ عدد أعضائها 26500 شخص، وتريد إقامة
جمهورية إسلامية في تركيا. وهناك وجود لشبكة «القاعدة» في ألمانيا، إلا
ان التقرير اعترف بعدم وجود أرقام محددة حول عدد أفراد خلايا «القاعدة»
في البلاد. وأفاد تقرير وكالة الامن الداخلي الالمانية، ان هناك نحو
850 عضواً من جماعة «حزب الله» اللبناني في ألمانيا، ونحو 1300 عضو من
جماعة «الاخوان المسلمين» المصرية، و350 عضواً من عدة جماعات إسلامية
جزائرية. ويقدر عدد إجمالي المتطرفين الأجانب في المانيا بنحو 57500
شخص.
وأكد وزير الداخلية شيلي ان مكافحة «الإرهاب الإسلامي» هي «المهمة
المركزية» بالنسبة لدائرة حماية الدستور الاتحادية (الأمن العام) في
الوقت الحالي. وأشار شيلي الى ان محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي
السابق اياد علاوي ببرلين في ديسمبر (الماضي) كانت أهم مؤشر على مدى
خطر التطرف الاصولي في ألمانيا.
كذلك، لاحظ التقرير تنامي عدد أعضاء «الحزب القومي» الألماني بنسبة
25% خلال العام الماضي، خصوصا بعد صعود الحزب إلى برلمان ولاية سكسونيا
بنسبة غير متوقعة وصلت الى 11% في انتخابات سبتمبر (ايلول) الماضي.
وإذا كان عدد أعضاء المنظمات اليمينة المتطرفة والنازية الجديدة قد
انخفض قليلا عام 2004، (40700)، فإن الجنايات التي ارتكبت من قبلهم قد
ارتفعت بنسبة 10% (بلغت 12051 جنحة). والملاحظ أن العنف المستخدم في
هذه الجنايات قد ارتفع بشكل ملحوظ، وخصوصا ضد الأجانب والأفارقة
واليهود واليساريين.
وعزا شيلي النجاح «النوعي» للسلطات الألمانية في مكافحة الإرهاب إلى
تشكيل «مركز الوقاية من الارهاب» الذي يضم 160 مختصا، وهو تشكل العام
الماضي بهدف التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية والاستخباراتية على
مستوى الاتحاد والولايات. |