عندما يلتقي صناع ألعاب الفيديو الالكترونية ومطوروها في لوس انجليس
هذا الاسبوع في معرضهم التجاري السنوي سيبحث الجميع عن شيء واحد..
الالعاب الجديدة.
ومن المتوقع أن تعرض شركات سوني ومايكروسوفت ونينتيندو ألعاب فيديو
جديدة من الجيل الجديد للمطورين في معرض الترفيه الالكتروني في اطار
سعي الشركات الثلاثة غزو غرف المعيشة بأجهزة ذات خواص متقدمة في عمليات
الكمبيوتر والرسوميات والوسائط المتعددة.
تقول انكارينو لارا المديرة بمجلة تعنى بالالعاب الالكترونية على
الانترنت "سيركز هذا المعرض بصورة كبيرة على الاجهزة."
ووجهت مايكروسوفت ضربة قوية لمنافستيها سوني ونينتيندو باعلانها عن
جهازها الجديد المسمى اكس بوكس 360 قبل أسبوع من الافتتاح الرسمي
للمعرض.
وقالت الشركة التي تعد أكبر مطور لبرامج الكمبيوتر ان اكس بوكس 360
سيكون في الاسواق هذا العام قبل موسم الاجازات في الولايات المتحدة في
نوفمبر تشرين الثاني يعقبه تدشين الجهاز تجاريا في اليابان وأوروبا.
ويعتمد جهاز مايكروسوفت الجديد ذي اللونين الابيض والفضي على ثلاثة
معالجات دقيقة من انتاج اي. بي. ام. تمكنه من انتاج عمليات حاسوبية
قوية وعرض رسومات متقدمة بالاضافة الى قرص صلب قابل للفصل سعته 20
جيجابايت. ويتميز الجهاز الجديد بامكانية تغيير شكله الخارجي بفضل
أغطية ملونة منفصلة.
أما سوني فمن المتوقع أن تعلن عن تفاصيل جهازها الجديد بليستيشن 3
المحاط بسرية تامة يوم الاثنين.
ومن المتوقع أن يحتوي الجيل الثالث من جهاز ألعاب الفيديو الاكثر
مبيعا على "خلية" معالج دقيق طورتها انترناشونال بزنس ماشينز وتوشيبا.
أما نينتيندو التي لم تكشف الكثير عن خليفة جهازها جيم كيوب الذي
أطلق عليه "ريفولوشن" أو ثورة فمن المتوقع أن يكون جهازا للالعاب وليس
للترفيه.
وينتظر على نطاق واسع أن يكشف النقاب عن اجهزة سوني ونينتيندو العام
القادم.
الا ان منظمي المعرض الدولي السنوي يقولون انه يجب تنحية الدعاية
للاجهزة جانبا.. فموضوع المعرض حسب قولهم هو الالعاب.
يقول دوج لوفنشتاين رئيس رابطة برامج الترفيه التي تنظم المعرض
سنويا "الاجهزة عظيمة ومثيرة وتستحق ان تهيمن على الاخبار. الا ان قلب
هذه التجارة هو البرامج."
ومن المتوقع أن تعرض شركة الكترونيكس ارتس وهي أكبر منتج في العالم
لبرامج ألعاب الفيديو ألعابا جديدة مبنية على أفلام مثل "الاب الروحي"
و"فيلم جيمس بوند من روسيا مع حبي" بالاضافة الى النسخ الجديدة من "نوط
التكريم" وأخرى مبنية على سلسلة كتب هاري بوتر.
أما اكتيفيجن فقد أعلنت يوم الخميس انها ستكشف نسخا جديدة من "نداء
الواجب" و"الرجل العنكبوت".
وينتظر كثيرون بشغف النسخة الجديدة من "أسطورة زيلدا" ضمن سلسلة جيم
كيوب من انتاج نينتيندو.
وتكتسب الالعاب على الانترنت زخما بفضل سعي اللاعبين توصيل أجهزتهم
بالانترنت لمنافسة بعضهم البعض.
وتراهن مايكروسوفت على أن نصف مستخدمي اكس بوكس 360 سيلعبونها على
الانترنت. ويتوقع أن تقدم سوني تفاصيل اللحاق بمسيرة مايكروسوفت في
مجال توصيل أجهزة ألعاب الفيديو بالانترنت.
وبينما تتسلل ألعاب الفيديو الى التيار الرئيسي للثقافة يجد مزيد من
الفنانين إلهاما في رسوماتهم وموسيقاهم.
ويتطلع المصممون المبدعون الذين يعملون في صناعة حجمها سبع مليارات
دولار كما تطلع من سبقوهم في الايام الاولى لصناعة السينما الى شيء
يتجاوز النجاح التجاري.. يريدون اعترافا بهم كفنانين.
قال جون جيبسون وهو أمين معرض في هوليوود للفنون التي أوحى بها
الحنين للحقبة الكلاسيكية في ألعاب الفيدو قبل 15 عاما "الكل يشكو من
أن الالعاب ليست فنا لذا دعنا نريهم الامر بطريقة أخرى."
وكانت جائزة ليلة الافتتاح في معرض 1988 الجديد المزدحم بالضيوف
والذي ينبض بمقطوعات موسيقية صاحبت ألعاب الفيديو القديمة للوحة "باك
مان على التل" التي بيعت مقابل ثلاثة الاف دولار.
قال جريج سيمكينس الذي صمم اللوحة من وحي خياله وكان نشطا في شبابه
كرسام على الجدران في الحي وعمل حتى فترة قريبة لدى اكتيفيجن منتج
ألعاب الفيديو "كنت أرسم في الازقة الخلفية هنا لسنوات ثم أصبحت الان
في النهاية في السوق."
وفي الجهة الاخرى من البلدة تعرض في متحف مقاطعة لوس انجليس للفنون
الاكثر رصانة فنون ألعاب الفيديو في اطار مسابقة يجري الاعداد لها
بعنوان "فى نقطة الضوء".
وقال كيفن سالاتينو المحكم البارز وأمين المطبوعات والرسومات في
متحف مقاطعة لوس انجليس "نريد أن نجعل شيئا ما متحركا بطبيعته شيئا
ساكنا." ومضى يقول "في عالم الفن توقفنا عن تقليد الواقع منذ زمن بعيد
جدا نحن دائما مهتمون بطرق بديلة لتمثيل الواقع."
وقدم في افتتاح معرض 1988 في هوليوود عرضا صور المدينة الصغيرة
والجميلة الى شارع ملروز الراقي في ليلة ربيعية ذات نسمات رقيقة مع
تطلع بحنين للايام الخوالي لالعاب الفيديو.
قال مارك شيرود المدير الاكاديمي لبرنامج تصميم الالعاب والفنون
بمعهد كاليفورنيا-سان فرانسيسكو "هناك قيمة للحنين هنا. انظر الى مصممي
الالعاب الموجودين هنا الان.. الجيل الاول من مصممي الالعاب. انهم في
العقد الرابع من أعمارهم الان. لدينا نوع من الناس يتطلعون بمحبة
للوراء مع تقدمهم في العمر."
ويصور عدد من اللوحات في المعرض ماريو السمكري الايطالي البدين
والقصير بشاربه الذي يشبه مقود الدراجة الذي كان من بين الرموز الشهيرة
للشباب في الثمانينات.
قال جيب سوار وهو مصمم رسوم متحركة لديه ثلاث لوحات تعتمد على ماريو
في المعرض ان الهوس بماريو قد يصل الى حد التطرف. ومضى يقول "أرغب في
أن أقضي عاما من حياتي في تحريك ماريو."
وبينما تشير استطلاعات الرأي الى أن طلاب الجامعة في السنوات
الاخيرة لعبوا ألعاب الفيديو فان الملصقات والالعاب على القمصان صناعة
كبيرة وتتنامى هنا.
ومع قدوم جمهور جديد بعد أن كبروا على الالعاب يكتسب كثير من
الفنانين شرعية جديدة.
قال ريتش ماهون وهو رسام مخضرم لافلام السينما "تنجذب أعداد أكبر
بكثير من الفنانين الى محال ألعاب الفيديو."
واشترك ماهون في مسابقة معرض متحف مقاطعة لوس انجليس بلوحة "مستوى
الدراسة في تشاينا تاون" المأخوذة من لعبة "ماتريكس". |