بالرغم من اعتراض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تبنت لجنة
حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنيف بياناً تقدمت به باكستان،
يدعو الدول الأعضاء باللجنة إلى التصدي للممارسات التي تؤدي إلى تشويه
صورة الإسلام خصوصاً في الغرب.
ودعا البيان الباكستاني أعضاء اللجنة (53) إلى مواجهة الحملة
المتواصلة والمتنامية منذ فترة بهدف تشويه الإسلام والمسلمين في الغرب،
والبيان الذي قدمه وفد باكستان نيابة عن منظمة المؤتمر الإسلامي لقي
دعماً من كتلة الدول العربية والإسلامية الممثلة في اللجنة، ومن دول
أخرى مثل الصين وكوبا التي قال مندوبها (رودولفو رودريجيز) الإسلام
أصبح هدفاً لحملات تشويه مكثفة.
وقد أستند العديد من ممثلي الدول المؤيدة للقرار إلى تقرير اتحاد
هلسنكي الدولي لحقوق الإنسان الذي صدر في آذار/ مارس (2005) وعدّد صوراً
مختلفة من الانتهاكات التي يتعرض لها المسلمون في أوروبا، لاسيما
المرأة المحجبة.
كما كشف تقرير حقوقي عن أن (15) دولة بالاتحاد الأوروبي فشلت في
التصدي للعنف والتمييز المتصاعدين ضد الأقليات العرقية خاصة المسلمين
منذ أحداث (11) أيلول، وانتقد عدم حيازة تلك الدول سجلات موثوقة بشأن
هذه الانتهاكات، والدول الـ(15) هي ألمانيا وأيرلندا وأسبانيا وإيطاليا
والبرتغال وبلجيكا والدانمارك والسويد وفرنسا وفنلندا ولوكسمبورج
والمملكة المتحدة والنمسا وهولندا واليونان.
وقال التقرير الذي أعده (المركز الأوروبي لرصد النزعات العنصرية
وكراهية الأجانب) ونشرته صحيفة (الاندبندنت) البريطانية: إن الهجمات
تنطوي على نزعات عنصرية تزايدت بشكل مكثف ضد الأقليات العرقية بأوروبا
خاصة ضد المسلمين والقادمين من الشمال الأفريقي ويوغسلافيا السابقة
واللاجئين.
وتعليقاً على ذلك قال (بييت وينكلار مدير المركز): إذا لم تكن مهتماً
بجمع هذه البيانات فإن الأمر يبدو كما لو أنك لا تعاني من مشكلة.
ودعا الحكومات الأوروبية إلى التعامل مع المشكلة بجدية ومواجهة
الأمر الواقع.
فإن المشكلة إذا تفاقمت لها آثار سلبية جداً على المجتمع الأوروبي
نفسه أيضاً في حال استفشاء هذه الظاهرة العدوانية والتمييز العنصري
التي ذاق الأوروبيون الأمرين منها. |