كشفت بعض الدارسات أن عدد الأطفال اليمنيين المنخرطين في سوق العمل
يصل إلى 400 ألف طفل وطفلة، عدد كبير منهم يمارسون أعمالاً شاقة في
مجالات البناء والنجارة والزراعة والحدادة.
وأوضحت الدراسات أن هناك من الأطفال من يعمل في أرصفة الشوارع كبائع
متجول وفي مسح وغسل السيارات وغيرها.
فيما كشفت دراسة شملت ألف طفل أعدتها المنظمة السويدية العاملة في
اليمن والمعنية برعاية الأطفال، أن 42% من الأطفال في سوق العمل يعملون
يومياً لفترات تتراوح بين 11 إلى 17 ساعة، وأن 40 % يعملون بمعدل 6 إلى
10 ساعات يومياً.
وأوضحت الدراسة أن ذلك مخالف لقانون العمل الصادر عام 1995م والذي
أجاز في مادته رقم 45 عمل الأطفال ضمن ما هو محدود من مهن بما لا يزيد
عن سبع ساعات في اليوم أو 42 ساعة في الأسبوع، ويمنع تشغيل الطفل لأكثر
من أربع ساعات متواصلة من دون إنقطاع.
وأشارت الدراسة إلى أن 28% من الأطفال يعملون باعة متجولين، لذلك
يتعرض نحو 25% منهم لأمراض ناتجة عن تغيرات الطقس فيما يتعرض قرابة 7%
لأمراض معدية وأكثر من 50% عرضة لتحرشات أخلاقية.
وكانت دراسة أكاديمية آخرى قد قدرت عدد الأطفال العاملين في الشوارع
بنحو 13 إلى 15 ألف طفل معظمهم يعملون في بيع الصحف والماء والسلع
المنزلية وأشرطة التسجيل والفواكه والخضروات، فضلاً عن تنظيف السيارات.
وأشارت الدراسة التي أعدها الدكتور خالد راجح شيخ، وزير الصناعة
والتجارة اليمني، إلى أن 41% من هؤلاء الأطفال يبيعون منتجات زراعية
وسمكية على الطرقات ويتعرضون لمطاردة رجال البلدية.
واعتبرت الدراسة أن الفقر هو السبب الرئيسي لظاهرة عمالة الأطفال
وهو الذي يقف وراء حرمان الأسر أبناءها من دخول المدارس أو مواصلة
التعليم لعدم قدرة تلك الأسر على تحمل تكاليف الدراسة.
وتسعى الحكومة اليمنية إلى الحد من ظاهرة عمل الأطفال وحمايتهم من
الإستغلال الذي يتعرضون له من أرباب العمل إلى جانب حمايتهم من الأعمال
الخطرة واسوء أشكال العمالة من خلال وضع إستراتيجية وطنية تساهم في
وضعها كافة المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات
الأهلية، تستوعب كافة الجوانب المتعلقة بظاهرة عمالة الأطفال.
وكان تقرير حكومي قد كشف الشهر الماضي أن أكثر من مليوني طفل بينهم
مليون وثلاثمائة وستين ألف طفلة خارج المدرسة لعام 2002- 2003م.
وقال التقرير أن ظاهرة الأمية تتفشى بين الأطفال إلى حد مقلق، حيث
تزايد معدل الأطفال الأميين من 6ر4 ملايين إلى 1ر5 ملايين طفل خلال خمس
سنوات فقط.
وعزا التقرير الصادر عن المجلس الأعلى لتخطيط التعليم تفشي ظاهرة
الأمية وسط الأطفال إلى أسباب تتعلق بضعف البنى المؤسسية القائمة لهذا
النوع من التعليم إضافة إلى محدودية الإمكانات والموارد الإقتصادية
للدولة. |