رسم برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة فى آخر الإحصاءات الخاصة
بالمساعدات الغذائية في العالم لعام 2004 صورة مؤسفة لمئات الملايين من
الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية.
اعرب المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي جايمس موريس عن قناعته
بامكانية القضاء على جوع الاطفال.
وقال موريس في مؤتمر صحافي انه يامل بان تقدم دول الثمانية الصناعية
في اجتماعها المقبل التزاما يمكن بموجبه اطعام الاطفال الذين يعانون من
الجوع في العالم.
واضاف انه لو تم اطعام الاطفال الذين يعانون من الجوع يكون ذلك
بمثابة اول خطوة نحو خفض الجوع العالمي في عام 2015 الى النصف.
واكد انه في كل ثانية يفقد طفل حياته بسبب الجوع والامراض المتصلة
به مما يعني ان 18 الف طفل يوميا و60 مليون طفل سنويا يتوفون.
واعتبر موريس ان عدد المتضررين من الجوع ارتفع بواقع 60 مليون شخص
عما كان عليه في عام 1992 وان المساعدات الغذائية شهدت نقصا من 15
مليون طن الى نحو 5ر7 مليون طن في العام الماضي مشيرا الى ان العدد
الاجمالي للمتضررين من الجوع قد بلغ 852 مليون نسمة.
واضاف ان برنامج الغذاء العالمي قد يحتاج لتقديم مساعدات غذائية الى
سبعة ملايين نسمة في السودان والى 9ر1 مليون نسمة في الدول التي تضررت
من جراء اعصار تسونامي الذي وقع في 26 ديسمبر الماضي.
واشاد المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي بالولايات المتحدة
كونها المتبرع الاول في العالم نقدا وعينا للبرنامج.
كما اشاد موريس الذي كان يتحدث الى الصحافيين في جنيف على هامش
اجتماع دعت له المجموعة الافريقية في منظمة التجارة العالمية بالاتحاد
الافريقى وبالشراكة الجديدة لتنمية افريقيا المعروفة بالنيباد وبزعماء
افريقيين مثل نيلسون مانديلا وغيره من الذين يساعدون البرنامج على
مستوى القارة وفي دولهم.
وتشير الإحصاءات إلى انخفاض في إجمالي المساعدات الغذائية المقدمة
من كافة المصادر من 10.3 مليون طن في عام 2003 إلي نحو سبعة ملايين طن
فقط في عام 2004 أي بانخفاض ما يعادل نحو 30 بالمائة.
ويقول البرنامج إنّ هذا الانخفاض يعدّ استمرارا فى التراجع الشامل
لحجم المساعدات الغذائية المقدمة منذ عام 1999 حيث شهد ذلك العام تقديم
نحو 15 مليون طن من المساعدات، ومنذ 1999 زاد عدد الأشخاص الجوعي فى
العالم ثمانية في المائة.
وساهم ارتفاع أسعار البقوليات وتكاليف النقل في الانخفاض الكبير
للمساعدات المقدمة حيث تراجع حجم المساعدات من البقوليات المقدمة من
خلال برنامج التغذية والتبرعات الثنائية والجمعيات الأهلية فى أنحاء
العالم من 8.9 ملايون طن إلي 6.4مليون طن فيما انخفضت السلع غير
البقولية من 1.3 مليون طن إلي نحو مليون طن.
وقال جيمس موريس المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي "إننا
نشعر بالانزعاج الشديد إزاء هذا التدهور. فقد عملت كافة الجهات المانحة
الرئيسية على تعزيز مساعداتها التنموية على مدار السنوات القليلة
الماضية حتى وصلت إلى مستوى قياسى يقدر بنحو 80 مليار دولار أمريكي
سنويا. لذا فان المال متوفر، ولكن قسما أكبر منه يجب أن يوجه لإطعام
الجوعى."
وأضاف موريس قائلا "انه منذ خمس سنوات مضت عندما وصلت المساعدات
الغذائية آنذاك إلي 15 مليون طن، قدر زملاؤنا في منظمة الأغذية
والزراعة عدد الجوعى في العالم بنحو 790 مليون شخص. ولكن هذا الرقم
ارتفع الآن ليصل إلي 852 مليون شخص، وبالرغم من ذلك انخفضت المساعدات
الغذائية من أجلهم بنحو النصف خلال هذه الفترة. هذا أمر مخجل وغير
مقبول."
هذا وقد تراجعت إجمالي المساعدات الغذائية المقدمة من خلال برنامج
الأغذية العالمي من نحو 4.9 مليون طن في عام 2003 لتصل إلي 3.7 مليون
طن في عام 2004 وهو يمثل تراجعا بنسبة 25 في المائة، بما يعد أقل من
معدل الانخفاض العالمي. |