بدأ في كانساس يوم الخميس نقاش على غرار جلسات المحاكمة يستمر ستة
أيام حول ما يتعين أن يتعلمه الاطفال في المدارس حول أصل الحياة... هل
هو الارتقاء الطبيعي ام ان الله خلق الكون؟.
تشهد الجلسات وجود مدعين متعارضين وقائمة طويلة من الشهود وجرى
الترتيب لها وسط جهود بعض الجماعات المسيحية من كانساس وعلى المستوى
القومي لمواجهة هيمنة نظرية الارتقاء على مدارس البلاد.
وطرح وليام هاريس الباحث الطبي الذي شارك في تأسيس جماعة في كانساس
تدعى انتليجينت ديزاين نتورك Intelligent Design Network القضية
الاساسية حول نشأة الحياة قبل أن يعرض اسباب انه وغيره من المسيحيين
يريدون إجراء تغييرات في مناهج المدارس.
وقال هاريس إن مناهج العلوم في المدارس تعلم الاطفال أن الحياة
تطورت طبيعيا بصورة عشوائية موضحا أن هذا يتناقض مع تعاليم الانجيل
التي تقول إن الله خلق الحياة.
وقال هاريس لدى افتتاح النقاش "هم يعرضون اجابة يمكن أن تتعارض مع
وجهات النظر الدينية. جزء من هدفنا الاجمالي هو أن نزيل التحيز ضد
الدين الموجود حاليا في المدارس. انه جدل علمي له مضامين دينية قوية."
وتسعى الجماعات المحافظة لاقناع مسؤولي التعليم بالولاية بتغيير
المعايير حول كيفية تعليم نظرية التطور في مناهج العلوم في وقت تضع فيه
السلطات التعليمية في كانساس معايير جديدة لتدريس العلوم.
وتأتي الجلسات التي نظمتها لجنة تابعة لمجلس التربية والتعليم في
كانساس بعد 80 عاما مما اطلق عليه "محاكمة القرد" "Monkey Trial" التي
ادين فيها جون سكوبيس مدرس الاحياء في تنيسي لقيامه بتدريس نظرية
الارتقاء بصورة غير قانونية.
وتجدد النقاش حول نظرية الارتقاء في أكثر من عشر ولايات أمريكية
بينما تشهد البلاد صعودا لنجم المحافظين الدينيين الذين قاموا بدور مهم
في اعادة انتخاب الرئيس الجمهوري جورج بوش العام الماضي.
واجتذبت جلسات كانساس حشدا ضخما ضم كثيرا من الطلاب والمدرسين
والوعاظ. وقاطع القسم الاكبر من الشخصيات العلمية المحلية والقومية
الجلسات.
وقال بدرو اريجونجاراي المحامي المدافع عن نظرية الارتقاء في
الجلسات إنه يعتزم الا يستدعي أي شهود رغم أنه استجوب شهودا بعدوانية
احيانا.
واقر هاريس اثناء الاستجواب بأن هناك العديد من الاشخاص الذين لا
يجدون اختلافا بين العقائد الدينية بأن الله خلق الحياة ومبادئ نظرية
الارتقاء حول كيفية نشوء الحياة عبر عمليات طبيعية.
وخارج قاعة الجلسة شكك علماء غاضبون في جدوى الجلسات. وقال جاك
كريبس نائب رئيس منظمة مواطنو كانساس من أجل العلم "إنها محاكمة
استعراضية. لقد اختطفوا العلم والتعليم."
وقال كين شميتز وهو أستاذ كيمياء في جامعة ميزوري-كانساس سيتي حضر
الجلسة إنه قلق من أن الهجوم على نظرية الارتقاء يمكن أن يشوش التلاميذ
ويعرض قدرتهم على التفوق في العلوم للخطر.
واضاف شميتز "لن يفهموا ذلك."
ولن تتطلب التغييرات في المناهج التي اقترحها المحافظون احتواء
مناهج العلوم على المعتقدات الانجيلية التي يطلق عليها أيضا "ما يذكره
سفر التكوين عن بدء الخليقة" حيث ان المحكمة العليا الامريكية قضت عام
1987 بأن هذه المعتقدات لا يمكن تدريسها في المدارس العامة جنبا إلى
جنب مع نظرية الارتقاء.
لكنهم سيضيفون تساؤلات حول مبادئ نظرية الارتقاء كتفسير لاصول
الحياة والكون والشفرة الوراثية. علاوة على ذلك سيتم تشجيع المدرسين
على مناقشة "تفسيرات بديلة" مع الطلاب.
وتفجرت القضية في كانساس منذ سنوات ولفتت الاهتمام العالمي عام 1999
عندما صوت مجلس التربية والتعليم في الولاية على قرار منع تدريس نظرية
الارتقاء في مناهج العلوم.
وعدلت الانتخابات التالية تشكيل المجلس وأدت إلى تجديد التأييد
لتدريس نظرية الارتقاء عام 2001. لكن انتخابات العام الماضي منحت
المحافظين اغلبية ستة مقاعد مقابل أربعة. ويضع المجلس الآن معايير
جديدة لتدريس العلوم. |