|
غير بحث علمي حديث المفاهيم السائدة من أن الأقل دخلاً هم الأكثر
بدانة موضحاً أن ظاهرة الإفراط في الوزن تنتشر بسرعة فائقة بين الطبقات
الأمريكية المتوسطة والتي تحقق دخلاً يفوق الستين ألف دولاراً في العام.
وقالت د. جنيفير روبنسون، التي قادت البحث، إن الكشف جاء بمثابة
المفاجأة الشديدة، ومضت قائلة إنه "يحدد مدى التعقيد البالغ لظاهرة
البدانة" نقلاً عن وكالة الأسوشيتد برس.
وساد اعتقاد شائع، بين الأوساط العلمية، من أن الفئات الأقل دخلاً
هم الأكثر عرضة لزيادة الوزن، خاصة وأن أسعار المنتجات الإستهلاكية
الصحية ليست في متناول اليد ، كما أنها لا تتوفرة في الأحياء الفقيرة
كما مطاعم الوجبات السريعة.
ويتزامن الكشف مع نشر تقرير الأسبوع الماضي انتقد البرنامج الغذائي
الذي تقدمه الحكومة الأمريكية لملايين من العائلات المتدنية الدخل
لإفتقاده للمنتجات الغذائية الطازجة.
وتشهد الولايات المتحدة منذ السبعينات ارتفاعاً ملحوظاً في ظاهرة
البدانة التي ترافقت بدروها مع ارتفاع معدلات الدخل العام.
وجاء في الدراسة أن 22.5 في المائة من الفئة ذات الدخل الأقل من 25
ألف دولار سنوياً، في مطلع السبيعات، يعانون من السمنة.
وازداد المعدل إلى 32.5 في المائة خلال العام 2002.
كما أن معدلات الفئة التي يتعدى دخلها السنوي 60 ألف دولار في العام،
وتعاني من ظاهرة البدانة، قد قفزت من 9.7 في المائة في السبعينات إلى
26.8 في المائة عام 2002.
ويشدد د. آدام درونوسكي من جامعة واشنطن على أن ظاهرة السمنة مازالت
أكثر شيوعاً بين الطبقات الفقيرة، مشيراً إلى مدى التعقيد الذي ستضيفه
الدراسة الرامية للربط بين الدخل والسمنة التي قال إن لها أبعاداً
ثقافية وعرقية.
من جهتها حذرت اخصائية فى طب الاطفال من تزايد معدل انتشار السمنة
خاصة بين الاطفال والمراهقين موضحة انها اكثر امراض سوء التغذية شيوعا
مع ارتفاع مستوى معيشة الاسرة.
وذكرت رئيس قسم الاطفال بطب عين شمس الدكتورة منى سالم فى تصريح لـ
كونا ان الخطورة الاساسية للمرض تكمن فى مضاعفاته فى الكبر مشيرة الى
انه لتحديد ما اذا كان الطفل سمينا يجب اخذ الطول والوزن في الاعتبار
وحساب ما يسمى "مقياس كتلة الجسم".
واضافت ان السمنة تنتج اما عن زيادة فى عدد الخلايا الدهنية وهو ما
يحدث عادة للجنين وللطفل الوليد فى السنة الاولي من العمر ويجعل السمنة
فى الطفولة المبكرة اكثر خخطورة واكثر صعوبة في العلاج او كنتيجة
لزيادة محتوى الخلايا من الدهون.
واكدت ان السمنة تنجم فى الاساس بسبب زيادة معدل تناول السعرات
الحرارية مقارنة بمعدل بذل المجهود البدنى كما قد تؤدى بعض امراض الغدد
الصماء الي السمنة مثل امراض قصور الغدة الدرقية والبلوغ المبكر وتكيس
المبيضين وكذلك بعض الامراض الوراثية مثل الطفل المنغولي.
واشارت ايضا الى بعض الادوية مثل أدوية الكورتيزون بأنواعها وادوية
الاكتئاب وادوية منع الحمل معتبرة ان من أهم مخاطر السمنة اثارها
النفسية السلبية على الطفل حيث تنعدم لديه الثقة بالنفس وبالتالي ينسحب
من المجتمع ويؤدى ذلك الي زيادة بدانته ودخوله ففي حلقة مفرغة.
وقالت الدكتورة سالم ان السمنة من اسباب زيادة الإصابة بتوقف التنفس
اثناء النوم ليلا وقلة التركيز وضعف الأداء الدراسى نهارا اضافة الى
انه مع السمنة تزيد فرصة الاصابة بامراض الاوعية الدموية مثل تصلب
الشرايين وارتفاع ضغط الدم كما تزداد نسبة الاصابة بالسكر مع ارتفاع
تجمع الدهون في الجسم وزيادة مقاومتها لهرمون الانسولين.
واوضحت ان علاج السمنة يرتكز على تقليل كمية السعرات الحرارية التى
يتم تناولها بحيث لاتزيد نسبة الدهون علي 300 بالمائة وعلى ان تكون فى
اغلبها دهونا غير مشبعة كالزيوت النباتية وليست الدهون الحيوانية وعلى
زيادة بذل المجهود البدنى مع ضرورة تعاون جميع افراد الاسرة في تنفيذ
خطة العلاج الموضوعة. |
