اظهرت دراسة اجريت بتكليف من وزارة الداخلية الالمانية ونشرت
نتائجها هنا اليوم ان الشابات والشباب الالمان لا يميلون الى انجاب
اطفال كثيرين بل انهم يكتفون بعدد قليل من الاطفال.
وحسب الدراسة التي قام بها معهد بحوث السكان ومقره مدينة (فيسبادن)
الالمانية ان كثيرا من الشبان والشابات لا يرغبون قطعا في انجاب اطفال.
وراى وزير الداخلية الالماني اتو شيلي في نتائج هذه الدراسة مؤشرات
"خطرة" على المجتمع الالماني واوضح في بيان وزع هنا ان الاطفال لا
يشكلون اعباء على الاسرة بل انهم يشكلون ارتياحا وطمانينة عميقين على
بنية وتركيبة الاسرة والمجتمع على حد سواء.
وقال ان من يرفض الاطفال "انما يرفض الحياة" مطالبا المجتمع
الالماني في نفس الوقت باحترام القيم الاسرية وعناصرها ومكوناتها
وتعايش البشر مع بعضهم بعضا واعطاء تعايش الاجيال مع بعضها حقها الذي
تستحقه.
وحذر من ان الالمان يتوجهون بمفاهيمهم الاجتماعية الى امور سلبية
ستكون عواقبها وخيمة على المجتمع موضحا ان عزوف الشباب والشابات عن
انجاب الاطفال سيهدد المجتمع الالماني بالانكماش الامر الذي "يتعين
اليقظة منه وتجنبه".
واوضح ان الانخفاض في رغبة الحصول على الاطفال سواء كان ذلك بالنسبة
الى الرجال او النساء يشكل تناقضا واضحا لرغبة الاباء والاجداد في
تعاقب الاجيال في اطار معقول.
وحسب نتائج الدراسة التي شارك فيها 4000 رجل وامراة فان ثلثي الذين
شملتهم الدراسة يؤيدون ايجاد ترتيبات وقواعد مشددة لتنظيم الهجرة الى
المانيا فضلا عن انهم يؤيدون اندماج الاجانب في المجتمع الالماني بصورة
كاملة ويرفضون الهجرة غير المشروعة رفضا تاما.
ويستخلص من الدراسة انه بالرغم من تحفظات من قبل المواطنين الالمان
ازاء الاجانب الا انهم لا يعتبرون بشكل عام معادين لهم.
ورات الدراسة ان تقييم المواطنين الالمان للاجانب الذين يقيمون في
البلاد يعتمد على امور عدة من بينها الوسط الاجتماعي الذي يعيشون فيه
ومستوى التعليم للاجنبي و للمواطن الالماني وكذلك نوع المهنة وهكذا
فان42 في المئة من الالمان الذين يعيشون في الوسط الريفي لا يرغبون في
هجرة الاجانب الى البلاد في حين يمثل هذا الراي في المدن 26 في المئة
فقط.
ويرفض 62 في المئة من المواطنين الالمان غير المثقفين ممن شملتهم
الدراسة دمج الاجانب وهجرتهم الى البلاد فيما تبلغ نسبة هذا التوجه من
المثقفين الالمان 2ر15 في المئة ممن شملتهم الدراسة.
وانطلاقا من الدراسة فان 68 في المئة من المزارعين ممن شملتهم
الدراسة يرفضون هجرة الاجانب الى المانيا بينما يرفض الهجرة المذكورة
من طبقة المثقفين 6ر19 في المئة فقط. |