بالنسبة لطفل عمره عشرة أعوام فان دراسة الهندسة قد تكون أمرا شديد
الصعوبة غير أن فصل دكتور تشانج المدرسي من الطلبة الامريكيين لا
يتعلمون كل ما يتعلق بالزاويا والمثلثات فحسب بل أنهم يفعلون ذلك
باللغة الصينية.
ومدرسة بوتوماك الاعدادية في أحدى الضواحي الراقية شمالي العاصمة
واشنطن تعد واحدة من عدد متزايد من المدارس التي تدرس باللغة الصينية
التي صارت تقليعة بفضل الانتعاش الاقتصادي الصيني وتصاعد حدة النفوذ
الصيني في العالم.
وفي مدرسة بوتوماك أقبل طلاب وعمر بعضهم ستة أعوام على دراسة اللغة
الصينية بتشجيع من ابائهم ولرغبتهم في القيام بشيء مختلف.
قالت ليندا جولدبرج مديرة المدرسة "انه لامر مثير خاصة في الاشهر
القليلة الاولى في المدرسة عندما تسير في روضة الاطفال ويفهم الطلبة ما
يقوله المدرس الذي هو كله بالصينية."
وقالت هولي هاند التي تدرس ابنتها في فصل تشانج "يمضي الاطفال نصف
الوقت وهم لا يعرفون حتى أن المعلم يتحث بلغة مختلفة."
واعلنت الولايات المتحدة أن عام 2005 هو "عام اللغات" رغم أن قليل
من الامريكيين يدركون الامر جيدا. ووفقا لمسح أجرته رابطة اللغات
الحديثة عام 2002 فان الكثير من الطلاب الجامعيين يدرسون اللغات
الاجنبية بقدر أكثر مما كان عليه الامر من قبل. وزاد عدد الطلاب الذين
يدرسون الصينية الان بنسبة 20 في المئة مقارنة بعام 1998.
ويتعلم 1.4 مليون طالب 15 لغة اجنبية بزيادة قدرها 17 في المئة
مقارنة بعام 1988.
الا أن 9.3 في المئة فقط من الامريكيين يستطيعون التحدث بلغتهم الام
ولغة اجنبية مقارنة بنحو 52.7 في المئة من الاوروبيين وفقا للتقديرات
الرسمية.
وللوهلة الاولى تبدو الامور وكأن الولع بالثقافات الاخرى صار له
الاولوية في مدرسة بوتوماك الاعدادية.
فالفن التشكيلي الصيني حاضر بقوة في الممرات والاطفال ينشدون
الاغاني الشعبية الصينية.
الا أن تلاميذ تشانج تشيان لا ينشدون أو يلهون بالصينية الا بعد
تدريبات مكثفة على المفردات الصينية ودروس أشكال المثلث وشبه المنحرف
وكلها باللغة الصينية.
قال تشانج الحاصل على درجة الدكتوراه في العلوم التربوية "تلاميذي
يفهمون جيدا ويقرأون بصورة معقولة لكن نقطة ضعفهم الكتابة."
وقال ايان اليرز ان الحروف الصينية صعبة.
وقال الطالب الصغير "الكتابة صعبة بعض الشيء."
وقالت تشولي هاند وعمرها عشرة أعوام ان الصينية "رائعة" وانها بدأت
تلم بنظام الكتابة المعقد للحروف التي تضم عناصر من المعاني والاصوات.
وتابعت "انها لغة مختلفة تماما. ليس ثمة ما يمكن الرجوع اليه. لا
استطيع أن أكتب كوكاكولا بالصينية. انها تستخدم (مثلا) كثير من
الصناديق للاشارة الى الفأر."
واحلام بيع الكوكاكولا والمنتجات الامريكية الاخرى في الصين ساعدت
في تعزيز الاهتمام بالدراسات الصينية. وقال مركز البحوث اللغوية
المتقدمة ان 640 مؤسسة تعليمية امريكية تقدم برامج صينية فيما هناك 102
مدرسة تدرس من رياض الاطفال حتى آخر مراحل التعليم قبل الجامعي باللغة
الصينية.
وتعليم الصينية مهم ايضا للادارة الامريكية التي أطلقت برنامج
التعليم للامن القومي في 1994 لتمويل دراسات جامعية باللغات المهمة في
مختلف مناطق العالم بما في ذلك شرق اسيا والشرق الاوسط.
وفي 2002 بدأ هذا البرنامج مبادرة قومية لتعليم اللغات العربية
والصينية والكورية والروسية التي تعتبر شديدة الاهمية للأمن الامريكي. |