غزة – حوار ناهض منصور – خاص شبكة النبأ
المعلوماتية: يطل علينا الأول من أيار هذا العام وعمال
فلسطين البواسل ما زالوا يعانون هم وأطفالهم وزوجاتهم وأسرهم من جراء
الحصار والإغلاق الإسرائيلي المفروض ظلما وعدوانا على كافة مناحي حياة
شعبنا الفلسطيني الصابر المكافح وبهذا الصدد " شبكة النبأ المعلوماتية
" تلتقي برئيس اتحاد نقابات عمال فلسطين محافظات غزة راسم البياري في
حوار صريح يتسم بالشفافية حول واقع عمال فلسطين وظروف معيشتهم وماذا
قدم الإتحاد لهم من خدمات في ظل الاحتلال الإسرائيلي.
** الأول من أيار نتيجة حتمية لثورة باسلة
قاومت الاستغلال والقمع والاضطهاد ماذا يمثل الأول من ايار للحركة
العمالية الفلسطينية ؟ وكيف تنظرون في اتحاد النقابات إلى هذه المناسبة
؟
بداية أتوجه بالشكر لكم في " شبكة النبأ المعلوماتية " على اهتمامكم
الإعلامي بتغطية أحداث فلسطين
وقضايا العمال و هذه المناسبة تمثل عيدا للعمال وقد جاء هذا العيد
نتيجة طبيعية للثورة العمالية التي قاومت أساليب القمع والاضطهاد الذي
كان متسلطا عليها آنذاك وان هذا العيد يمثل للطبقة العمالية الفلسطينية
مناسبة رسمية مقدسة وانه يجب على الحركة العمالية تكريس جهودها وتكثيف
نشاطاتها لتحرير الأرض والمقدسات وان الحركة العمالية والقيادة
النقابية تنظر إلى هذا اليوم بأنه يوم تحقيق العدالة الاجتماعية التي
يحلم بها كل عامل في ظل ولته ونتمنى تنتهي معاناة عمالنا من الممارسات
والإجراءات الإسرائيلية التي يواجهونها يوميا ونتمنى إن يكون هذا العام
عام تحقيق العدالة الاجتماعية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة
وعاصمتها القدس الشريف وان يقر قانون العمل لكي يكون هناك ضوابط
ومعايير يعيش خلالها العامل في امن واستقرار .
** أين تقف الحركة العمالية والى أين وصلت ؟
الحركة العمالية لم ولن تتوقف وكان لها أدوارا كثيرة وعديدة منها
الدور النضالي وعطائها المسمر في الثورة الفلسطينية والحركة العمالية
وصلت إلى قناعات بان أولوية النضال هي من اجل الوطن والهوية من هنا
يمكن القول أن الدماء التي روت تراب هذا الوطن تأكيد على النضال
المستمر وعليه كانت الحركة العمالية تناضل على كافة الجبهات من اجل
تحرير الوطن وتحقيق الاستقرار الاقتصادي وتوفير حياة أفضل للإنسان
الفلسطيني في حقيقة الأمر أن الحركة العمالية أفضل من السابق بكثير
واليوم الحركة العمالية تتقدم وتتطور وتساهم في عملية البناء وذلك جنبا
إلى جنب مع سلطتنا الوطنية.
** ما هي العراقيل والصعوبات التي واجهات
وتواجه الحركة العمالية ؟
حقيقة القول أن الحركة العمالية تتواصل رغم العقبات والمؤامرات التي
تحاك ضد العمال ورغم ذلك فان الحركة النقابية تواصل نضالها اليومي
وتواصل عطاءها وزيادة ثقافتها وتطوير أدائها سواء التطوير الإداري في
موقع العمل أو جودة الإنتاج وتواصل النضال من اجل أن يكون هناك قوانين
وتشريعات تحمي المجتمع بشكل عام ورغم ذلك هناك عقبات وهناك مشاكل على
أكثر من صعيد فعلى الصعيد الداخلي في موقع العمل هناك مشاكل لغياب
القانون والأنظمة والمعايير التي تنظم سوق العمل الفلسطيني ولعدم وجود
محاكم عمالية متخصصة بقضايا العمال وعدم وجود استقطاعات وضمانات
اجتماعية للعمال أو أي معايير تحكم وتنظم طريقة العمل هناك انتهاكات
كثيرة جدا وهناك نضال من اجل إقناع أرباب العمل بان يكن هناك عدالة
اجتماعية داخل الوطن الفلسطيني ونهضة واعية من قبل لحركة العمالية
لتخطي تلك المؤامرات التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني أن ما وصلت إليه
الحركة العمالية خلال أربع سنوات نرى أن هناك تطور واضح في عملية
البناء بناء المؤسسات الفلسطينية وبناء الاقتصاد الفلسطيني وهناك عملية
الأعمار وبناء المدارس والمستشفيات وتعبيد الشوارع هناك قرارات حول
قانون الضمان الاجتماعي وهذا يرجع إلى النضال العمالي اليومي والحركة
العمالية والقيادة النقابية المعنية بحماية حقوق العمال وعلى الصعيد
الخارجي هناك عوائق منا العمل داخل الخط الأخضر الإسرائيليون يوميا
يدبرون مؤامرات ضد العمال ويقومون بالإغلاق والحصار وفرض القيود من اجل
تحقيق أهداف سياسية ضد الفلسطينيين .
** بصورة توضيحية حول معاناة العمال نتيجة
الحصار الإسرائيلي ؟
رغم شراسة حرب التجويع والحاجة إلى لقمة العيش المغمسة بالمرارة
والدم ورغم وحشية العدوان الإسرائيلي الغاشم ضد كل ما يتحرك ويدب
بالحياة فوق أرضنا الفلسطينية إلا أن عمالنا الصابرين المكافحين قدموا
النموذج الرائع في تحمل الأعباء والصبر والصمود، و ارتقوا فوق الجوع
وتناسوا أفواه أطفالهم الجياع، وعضوا على جراحهم، وتخندقوا في صف واحد
مع شعبهم الصامد متحّدين كافة المخططات الإسرائيلية الرامية إلى
تركيعهم، ولقد تجلت عظمة موقفهم البطولي في انخراطهم المشرف مع كل فئات
وطبقات وقوى الشعب الفلسطيني في إنجاز مهام التحرر الوطني والدفاع عن
السيادة الكاملة على أرضنا وثرواتها وخيراتها وقدموا الخلاص من
الاحتلال وعبوديته على شظف العيش وأمعاء أسرهم الخاوية وخلال العشرين
شهراً الماضية من انتفاضة الأقصى المباركة نجح عمالنا في تجسيد هذا
الدور البطولي الرائد، وبذلوا الغالي والنفيس دفاعاً عن كرامتهم وعزة
وطنهم، وتعملقوا فوق الأزمة وهضموا المحنة الصعبة، واختاروا الجوع
والصبر على الاستسلام والركوع...ففي يوم الأول من أيار عيد العمال
العالمي فإن عمال العالم أجمع الذين يحتفلون بعيدهم مدعوون اليوم أكثر
من ذي قبل إلى الوقوف عند معاناة عمال فلسطين وما يتعرضون له من بطش
وتنكيل وملاحقة واعتقال وقتل على يد المحتل الإسرائيلي الغاصب، ومدعوون
إلى نصرة ودعم عمال فلسطين الصابرين المكافحين من أجل الحرية والخلاص
من استغلال الاحتلال الإسرائيلي لطاقاتهم وسواعدهم وعرقهم ودمهم .
** عمال فلسطين قدموا الشهداء وانخرطوا بالعمل
السياسي والوطني من اجل الدفاع عن وطنهم السليب ماذا تقول بذلك ؟
كان وما زال عمال فلسطين على مدار التاريخ النضالي الطويل لشعبنا
عنواناً للتضحية والفداء وتحمل الأعباء وسباقين إلى بذل الغالي والنفيس
دفاعاً عن كرامتهم وعزة وطنهم وخلال مشوار الثورة الفلسطينية الحافل
بالمعاناة والمؤامرات استطاعوا أن يجسدوا النموذج الرائع في البطولة
والفداء وأن يكونوا دوماً على قدر المسؤولية التاريخية الملقاة على
عاتقهم في مواجهة المعتدي المحتل وممارساته وإجراءاته الإجرامية ...
وخلال انتفاضة الأقصى وعلى مدار الخمسة عشر شهراً الماضية نجح عمالنا
البواسل في تجسيد هذا الدور الرائد في التلاحم والتفاعل، ولقد تجلت
عظمة موقفهم في تلاحمهم وتفاعلهم مع الجماهير وفي مدى تحمل الأعباء و
صلابتهم وصبرهم وصمودهم في مواجهة كافة الإجراءات التعسفية لقوات
الاحتلال، وارتقوا فوق الجوع وشظف العيش وتناسوا أفواه أطفالهم الجياع،
وتخندقوا يداً واحدة في صف واحد مع الشعب الفلسطيني، وتحدوا كل مخططات
الاحتلال الرامية إلى تجويعهم وتركيعهم بهدف إضعاف عصب الحياة
الفلسطينية وتجفيفها لضرب العمود الفقري للاقتصاد الوطني الفلسطيني في
ظل استمرار سياسة الحصار والإغلاق ومنع العمال من العمل وتجريف
المزروعات، واقتلاع الأشجار، وتدمير الدفيئات والمنشآت الإنتاجية، وقصف
الورش والمصانع ... وختاماً نقول لقد اجتاز عمالنا الصابرون الاختبار
وتعملقوا فوق الأزمة، وهضموا المحنة فرغم اتساع دائرة الفقر التي أصبحت
تضم أكثر من 70% من مجموع الأسر الفلسطينية، ورغم ارتفاع نسبة البطالة
التي طالت أكثر من 60% من عمالنا، ورغم شدة الحاجة والعوز إلا أن
عمالنا البواسل ما زالوا ملتزمين بخندق الجوع ... مرددين بصوتٍ عالٍ لا
وألف لا للركوع.
** ونحن على أعتاب عيد العمال الأول من أيار
والانتفاضة تدخل عامها الخامس ماذا تقول في ذلك؟
ونحن على أبواب عيد العمال العالمي ... الأول من أيار .. عمال
العالم يستعدون للاحتفال بهذا اليوم في ظل ظروف ميسرة وعمال فلسطين
يحتفلون به في ظل ظروف سوداء قاتمة أسدل عليها الاحتلال الصهيوني ظلاله
وظلمه وقهره ..، هذا المحتل الحاقد الذي وضع في أولويات برامجه
ومخططاته ذاك العامل البسيط ففرض حصاره الجائر وحرم العامل من عمله
ومصدر دخله ... وأضحى العامل الفلسطيني بين قتيل وجريح وأسير أو عاطل
عن العمل أو يعمل بأقل الأجور التي لا تسد رمق أطفاله مر ما يقارب
عامان على انتفاضة الأقصى والعمال يعيشون في معاناة تفاقمت مشاكلهم
بشكل لم يسبق له مثيل مما دفعهم للتوجه إلى المؤسسات التي تقدم لهم
المساعدة وكان على رأس هذه المؤسسات الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين
الذي يقوم بجهد جبار في هذا الشأن، وهذا ما أكده العمال بشهاداتهم
الصادقة عن حقيقة المساعدات التي تلقوها من الاتحاد طوال فترة الحصار
والإغلاق 0
** الأخ راسم ماذا عن مطالب الإتحاد من قبل
السلطة للحد من البطالة في ظل إلغاء برنامج البطالة من قبل وزارة العمل
؟
نحن كإتحاد نقابات عمال فلسطين لنا مطالب عديدة نوجهها إلي السلطة
الفلسطينية وكافة المؤسسات المعنية بقطاع العمال ولعلىاهم مطالبنا
المشروعة من اجل القضاء على البطالة هي تبني قضايا العمال لكافة والعمل
على إيجاد مشاريع للحد من البطالة في ظل وجود 350 ألف عامل عاطل ومتعطل
عن العمل .
لذا نطالب من وزارة العمل والمالية ومجلس الوزراء العمل على إيجاد
آليات عمل لاستيعاب وتخفيف البطالة لآلف المتضررين وليس إلغاء البطالة
فإلغاء برنامج البطالة في ظل عدم وجود بديل يخلق أزمة كبري ويزيد من
معاناة العمال في ظلما يتعرضون له من حصار إسرائيلي.
كذلك أين صندوق الضمان الاجتماعي الذي يمكن أن يعيل العمال خاصة أن
نسبة البطالة وصلت إلي 75% ويجب أن يكون ذلك بعيدا عن الاتجار .
** وهل لمجلس الوزراء أيضا دور في ذلك من وجهة
نظركم ؟
مجلس الوزراء الفلسطيني يتحمل مسؤولية كبيرة لأنه مطالب بتخفيف
معاناة العامل خاصة أن هناك عمال لا وجد لديهم مصدر دخل وإعفائهم من
الضرائب والكهرباء وكذلك الاستمرار في مجانية التامين الصحي التأكيد
على مجانية التعليم لأبناء العمال وان يكون هناك عمل على عقد اتفاقيات
تعاون ومد جسور مع الأسواق الأخرى لكي يكون للمنتج الفلسطيني دور فعال
وهذا واجب الحكومة وتطبيق فعلي لقانون العمل الفلسطيني الذي يدافع عن
حقوق العمال واجباتهم الشرعية لدي أرباب العمل وتشكيل محاكم عمالية
وذلك من أجل خلق حالة الاستعجال للقضايا العمالية العالقة .
** ماذا عن رأس المال الفلسطيني المهاجر ؟
رأس المال الفلسطيني المهاجر مطالب بالعودة فيما بعد الانسحاب وذلك
من اجل بناء الوطن ومن الغير الممكن أن يبقي رأس مالنا مهاجرا ونحن
أحوج له في ظل هذه الظروف كذلك ندعوا رأس المال العربي أن يستثمر في
فلسطين وان تكف بعض الأيدي عن الاحتكار والسميرة وان يكون هناك المزيد
من الحرية والعمل.
وندعوا الأمم المتحدة أن تقوم بدورها في بناء ومساعدة المقري
الفلسطينية وخاصة العمال لأنهم الفئة الأكثر تضررا وان تقوم بدعم
العامل الفلسطيني وتطور برنامجها بخصوص ذلك وان تستوعب35ألف عامل
فلسطيني .
والنقطة المهمة التي أريد قولها بأننا في الإتحاد العام لنقابات
عمال فلسطين لدينا الإمكانيات لغدارة كافة المشاريع الحيوية التي يمكن
أن تساعد في نهضة الاقتصاد الفلسطينية وذلك وفق البرنامج الوطني
الفلسطيني دو ن الحياد عنه عبر تنفيذ العديد من المشاريع او غدارة
المناطق الصناعية لما بعد الانسحاب سواء في المستوطنات أو غيرها وذلك
لإنهاء حالة البطالة المتفشية التي تتجاوز75 % والفقر 70% خاصة أن
الإتحاد يمتلك آلية التطوير المهنية والخبرة الطويلة ونأمل أن يكون
هناك استجابة من الجهات الرسمية الفلسطينية تجاه مطالبنا المشروعة .
** ما هي أشكال الممارسات الإسرائيلية ضد العمال
؟
لقد انتهجت حكومات إسرائيل باختلاف أطيافها السياسية ممارسات قمعية
ضد العمال منها:
1- الابتزاز الأمني .
2- ارتكاب مذابح بحق العمال .
3- الملاحقة والمطاردة .
4- إنشاء شركات وهمية لسماسرة التصاريح لسرقة مستحقات العمال .
5- الاعتقال التعسفي .
6- الاستفزازات اليومية على الحواجز والمعابر .
7- منع العمال من الوصول إلى أماكن عملهم من خلال فرض الحصار
والإغلاق .
** هل تعطينا صورة عن أشكال الممارسات
الإسرائيلية ضد الاقتصاد الفلسطيني؟
منذ قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية يواصل وضع
عراقيل أمام تقدم عجلة الاقتصاد الفلسطيني ونموه عن طريق :
1- السيطرة الكاملة على الحدود والمعابر والموانئ .
2- منع تصدير المنتجات الوطنية إلا من خلال الموانئ الإسرائيلية .
3- منع دخول المواد الخام إلى مناطق السلطة الوطنية .
4- السيطرة على الموارد الطبيعية .
5- فرض ضرائب جمركية على جميع البضائع المستوردة من العالم الخارجي
عبر إسرائيل إلى أراضى السلطة الوطنية الفلسطينية.
6- فرض ضرائب الدخل وضرائب الضمان الاجتماعي على الفلسطينيين
العاملين داخل الخط الأخضر دون أن تعود عليهم بأي فوائد .
تخريب البنية التحتية للاقتصاد الفلسطيني من خلال القصف اليومي
للمنشآت والمصانع والمشاغل الفلسطينية
وتجريف الأراضي الزراعية واقتلاع الأشجار ….
** وما هي الأسباب التي أدت إلى تكبد الخسائر؟
1- عدم تمكن العمال من التوجه الى أماكن عملهم داخل الخط
الأخضر في ظل الحصار .
2- عدم تمكن الفرد من شراء المنتجات أدى الى ضعف حركة النقل
والمواصلات.
3- تقسيم القطاع الى عدة مناطق ووضع الحواجز أدى الى عدم دخول
الشاحنات والناقلات .
4- الحصار المفروض على منع
الشاحنات والحافلات من دخول مناطق الخط الأخضر لنقل البضائع
** لماذا يتم دوما ربط الاقتصاد الفلسطيني
بالاقتصاد الإسرائيلي وإلي أي مدي يعود ذلك بالضرر على الاقتصاد
الفلسطيني ؟
إننا نعلم جيدا أن شعبنا الفلسطيني يرزح تحت وطأة الاحتلال منذ 48
عاماً، ولقد عمد هذا الاحتلال طوال هذه الفترة على منع إقامة اقتصاد
وطني فلسطيني ذو بنية تحتية قوية، ومنع شعبنا من الاعتماد على نفسه في
كسب قوته، وعمل جاهداً على ربط اقتصادنا الوطني باقتصاده رباط تبعية
مما أدى إلى اختلال البنية الهيكلية الاقتصادية وإضعاف قطاع الإنتاج في
اقتصادنا الفلسطيني والتركيز على الجانب الاستهلاكي .
مما أدى إلى :
1- اختلال البنية التحتية الاقتصادية
التي تظهر جلياً في ضعف الأهمية النسبية لقطاعات الإنتاج من حيث
أهميتها النسبية في تكوين الناتج المحلي ونسبة استيعابها للقوى العاملة
مقابل سيطرة قطاع الخدمات الغير منتج للقيمة المادية في الاقتصاد
المحلي .
2- التبعية الاقتصادية حيث أدت سياسة
الاحتلال إلى إضعاف قطاع الإنتاج في اقتصادنا الوطني وركزت على الجانب
الاستهلاكي مما أدى إلى خلق فائض من الأيدي العاملة يزيد على طاقات
وقدرات المؤسسات الوطنية ومراكز التشغيل مما دفع الكثير من الأيدي
العاملة للبحث عن عمل خارج الأرض المحتلة .
كما وقف الاحتلال ضد أي نهضة اقتصادية يمكنها استيعاب الأيدي
العاملة الفلسطينية مما يجعلها تستغني عن سوق العمل الإسرائيلي وتتحرر
من سلطة أصحاب العمل الإسرائيلي، وتكسر طوق التبعية الاقتصادية.
3- تدني مستوى المعيشة نظراً لتدني مستوى
الأجور التي يتقاضونها وتآكل الأجور لعدم ربطها بجدول غلاء المعيشة.
** مادة العمل الصادرة عن بروتوكول باريس هل
تحدد عدد العمال أو دخولهم لإسرائيل ؟
بروتوكول باريس لم يحدد عدد العمال ولا إجراءات دخولهم، ولم يحدد من
يُسمح له بالدخول بل ترك الأمر مفتوحاً للسياسة الإسرائيلية، فقد نص
البروتوكول أن كلاً من الطرفين سيحاول الحفاظ على حرية الحركة بينهما،
إذ سيواصل الفلسطينيون العمل في إسرائيل لكن ليس لهم حرية العمل
والحركة كما يرغبون، ومعروف للجميع أن حركة الأيدي العاملة تتم في
اتجاه واحد حيث تنتقل الأيدي العاملة الفلسطينية للعمل في إسرائيل،
ولقد أبدت إسرائيل تعنتاً ورفضاً قاطعاً لمبدأ حرية انتقال الأيدي
العاملة الفلسطينية، كما أن البروتوكول أعطى للطرفين حق تنظيم
وتوظيف عمالة في الجانب الآخر وكذلك الحق في تحديد عدد العمال مما منح
إسرائيل آلية وأداة قوة تستطيع من خلالها ابتزاز السلطة، حيث تستطيع
منع الفلسطينيين من العمل لديها تحت أعذار من ضمنها الإجراءات الأمنية،
وباستطاعتها كذلك أن تخلق مشاكل حقيقية للسلطة وذلك من خلال وقف حركة
العمال الفلسطينيين وهو ما يحدث حالياً في قطاع غزة حيث تتعدى معدلات
البطالة 50%.
** ماذا عن تقارب الأجر بين العامل الفلسطيني
والإسرائيلي ؟
ولقد رفضت إسرائيل تحديد اجر للعامل الفلسطيني قريب من أجر نظيره
الإسرائيلي مما جعل العمال الفلسطينيين وعائلاتهم في حالة فقر متفاقم
باستمرار نظراً للفارق في الدخل بينهم بالإضافة لذلك فإن العمالة
الفلسطينية الرخيصة في الاقتصاد الإسرائيلي ستزيد من قدرة المنتجات
الإسرائيلية على منافسة مثيلاتها الفلسطينية وهذا سوف يترجم بالتالي ضد
العامل في الأراضي المحتلة
** ما هي مناشدتكم للدول العربية من اجل إنقاذا
عمال فلسطين ؟
نناشد الدول العربية بالإسراع في إنقاذ عمال فلسطين الذين لم يتورع
شارون وحكومته عن طحنهم وأسرهم متسائلاً في حال استمرار الإغلاق
والحصار وسياسة خنق الشعب الفلسطيني بكافة فئاته سيزداد التدهور
الاقتصادي عما هو عليه اليوم فكيف يمكن مساعدة هؤلاء العمال ونشلهم من
العوز والبطالة والفقر، فعلى الدول العربية الإسراع في إنقاذ العمال
وتقديم المساعدات العاجلة لهم وأضاف لقد أصبح الاتحاد يمتلك قاعدة
بيانات ومعلومات كبيرة وشاملة عن العمال وأسرهم وأصبح لدينا معلومات عن
ما يزيد على 250 ألف عامل بالإضافة لبيانات الموظفين، وتم التوصل لهذه
القاعدة بعد عناء ومشاك بجهود النقابيين والموظفين والعاملين في
الاتحاد مؤكداً أن هذه القاعدة ستسهل مستقبلاً على المسؤولين
التنفيذيين العمل وستساعد في تنظيم سوق العمل الفلسطيني وطرح مشاكل
العمال كساعات العمل والأجور والصحة والسلامة المهنية
والتصنيف المهني .
** السيد راسم دعنا نتحدث بلغة الأرقام ماذا
قدمتم من مساعدات للعمال ؟
وأريد أن أشير إلى أنه منذ بدء الانتفاضة كان للاتحاد دوراً فاعلاً
ومميزاً مع كافة المؤسسات المحلية والعربية والدولية من أجل إيجاد
مساعدة سريعة وعاجلة للعمال مؤكداً أنه يتم صرف مساعدات مالية للعمال
في حين تتوافر الأموال حيث تبلغ قيمة المساعدات التي تصرف للعمال شهرياً
ما يقارب خمسة مليون ونصف من استقطاعات رواتب موظفي السلطة توزع على 11
ألف عامل بواقع مبلغ 500 شيكل لكل عامل، وأضاف أن إجمالي المبالغ
المالية التي وزعت على العمال منذ بدء الانتفاضة وحتى شهر أبريل 2002
حوالي76659000 شيكل وزعت على عدد 146540عامل، كما تم توفير فرص عمل على
بند البطـالة في الاتحاد لما يزيد عن 15 ألف عامل وعاملة عاطلين عن
العمل كما تم تسجيل ما يقارب 160 ألف عامل لدى الاتحاد، حصل منهم على
خدمة التأمين الصحي المجاني خلال عام 2000 -2001 ما يقارب 70 الف عامل،
و من شهر 2002/1 حتى نهـاية شهر 2002/6 ما يقـارب 30 ألف عامل، وما
يقارب 40 ألف عامل حصلوا على التأمين الصحي المخفض، وناشد العمال على
أن يتوجه للانتفاع من المساعدات المحتاجين فقط والعاطلين عن العمل
والمتضررين حيث أن هذه الأموال بمثابة صدقات رواتب موظفي السلطة مضيفاً
أن هناك معايير استحقاق وأولوية لصرف المساعدات المالية منها أن يكون
العامل متزوج ويعيل أسرة كبيرة أو أعزب ويعيل أسرة كبيرة والديه
وأخواته، أو عامل حالته الصحية سيئة.
شفافية وقدسية في العمل
نحن في الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين نعمل بكل شفافية وأمام
الملأ ونقول لكم راجعوا هيئة الرقابة العامة، قاول لكم راجعوا صحف
اليوم وخاصة جريدة الحياة الجديدة - يوم الأربعاء الموافق 9/2/2005م
صفحة رقم 8، يتضمن مساعدة مالية من اتحاد عمال اسبانيا مقدارها 153600
لعقد دورات تدريبية للعمال فنؤكد لكم أن أخبار الاتحاد والمساعدات
المالية أيا كان نوعها وشكلها يتم الإعلان عنها ونشرها في كافة وسائل
الإعلام.
قام الاتحاد العام بتقديم المساعدات التي اعتبرها إسعافات أولية
للعمال ولا تفي بالحاجة والعوز من بداية الانتفاضة وحتى اللحظة وأبدأها
من شهر 2/2005 حيث بدأ الاتحاد العام في تجديد بطاقة الانتساب والتأمين
الصحي المجاني للعمال وأؤكد لكم بان الاتحاد خلال الخمسة أيام الأخيرة
فقط قدم خدمة التأمين الصحي المجاني لعدد 103310 عامل في كافة محافظات
الوطن والعمل في هذه الخدمة ساري المفعول كالعادة من بداية الانتفاضة،
مع العلم أن هذه الخدمة تكلف السلطة الوطنية الفلسطينية 198 مليون شيكل
سنويا، كما شرع الاتحاد في توزيع مساعدة مالية وقيمتها 100 شيكل فقط لا
غير لخمسة وعشرين ألف عامل في محافظات غزة ممن يعيلون 7 أفراد فما فوق
.
ناهيك عن الكفالة السعودية والتي قدمت لعدد 21 ألف عامل لمدة عام في
الضفة والقطاع
والمساعدات المالية مبلغ 500 شيكل لعدد 189,374 مساعدة موزعة بين غزة
والضفة من بداية الانتفاضة وحتى 1/6/2002م .
ناهيك عن توزيع مساعدات عاجلة على اسر العمال في المناطق المنكوبة
كمحافظتي الشمال ورفح، وتوزيع السلال الغذائية المقدمة من اللجنة
السعودية لدعم انتفاضة القدس والتي بلغ عددها 200 ألف سلة وزعت مناصفة
بين غزة والضفة على العمال المتضررين، و69,525 سلة غذائية مقدمة من
جامعة الدول العربية، إضافة إلى 80 ألف سلة مقدمة من التبرعات الشعبية
والهيئة العمانية للأعمال الخيرية واستقطاعات رواتب الموظفين ولجنة
مساعدات العمال، ناهيك عن تشغيل آلاف العمال على بند البطالة المؤقتة
وإعفاء أبنائهم من الرسوم المدرسية .
** ماذا عن برنامج المساعدات المقدم من الإتحاد
العام لنقابات عمال فلسطين خلال انتفاضة الأقصى أيضا بالأرقام ؟
حسنا طالما تريد الحديث بلغة الأرقام في ذلك الكافلات السعودية عدد
المستفيدين منها 15121 عائلة في السلة السعودية الأولي عدد المستفيدين
100052 عامل والسلة السعودية الثانية عدد المستفيدين 97975 عامل أي
مجموع المستفيدين من السلات السعودية 198027 عامل، أما من جامعة الدول
العربية عدد المستفيدين 70146 عامل ومن السلة العمانية الأول عدد
المستفيدين 80712 عامل والسلة العمانية الثانية عدد المستفيدين 14958
عامل أي مجموع المستفيدين 95670 عامل ن وبخصوص المنتسبين للإتحاد عام
2005 بلغ 103310 موزعين على كافة المحافظات في غزة 32822 محافظة الوسطى
16632 ن الشمال 19322 خان يونس 21144 أما محافظة رفح 13390.
** ماذا عن عضوية الإتحاد لنقابات عمال فلسطين
لدي الاتحادات العمالية والنقابات الدولية ؟
أقول الجميع بأن الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين عضوا عضوية
كاملة في العديد من الاتحادات العمالية والنقابية الدولية كالاتحاد
الدولي للنقابات الحرة، وخلال مشاركة الاتحاد في المؤتمر الثامن عشر
للاتحاد الدولي للنقابات الحرة، هذا الاتحاد الذي يمثل 250 مليون عامل
في العالم ويضم 187 اتحادا على المستوى الدولي من 143 دولة، بناء على
مجهودات الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في خدمة العامل الفلسطيني
فقد تم انتخابه عضوا مركزيا في اللجنة المركزية للاتحاد الدولي
للنقابات الحرة ICFTU وذلك لمدة أربع سنوات، وعضوا رئيسيا في لجنة
التوجيه والإدارة للاتحاد الدولي، ونائب أول في كل من لجنتي المرأة
والشباب في الاتحاد الدولي للنقابات الحرة .
نحن حنا نريد وضع الحقائق في نصابها وليس الإدعاء بأننا نريد تنظيم
مظاهرات لمساعدة العمال ومن ثم يكشف الوجه الحقيقي عما يدور من تهجم
وتشويه للصورة الديمقراطية الفلسطينية، فعل الجميع ممن ينبرون وراء
هؤلاء الأشخاص مراعاة الضمير الإنساني وعدم الأخذ باليمين والطعن
بالشمال إذا كانوا معنيين فعلا بكرامة العامل الفلسطيني ويريدون الحفاظ
عليه.
** كلمة توجهها إلى الاتحادات العمالية العربية
والدولية بمناسبة الأول من ايار ؟
على النقابات العمالية والاتحادات العربية والدولية إن تقف الى جانب
الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين والحركة العمالية في الوطن والشتات
وان تساعد على خلق كافة التسهيلات لخروج ودخول النقابيين خارج الوطن
ولتكثيف تدريبهم بما يخدم مصلحة الطبقة العاملة وان يقفوا بجانب
القيادة السياسية في نضالها من اجل بناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها
القدس الشريف وأوجه كلمة إلى معالي وزير لعمل بان يسرع في عقد اجتماعات
المجلس الثلاثي من اجل وضع سياسات التشغيل في سوق العمل الفلسطيني ووضع
سياسة التدريب المهني والعمل على تطوير هذه المراكز وأتمنى أن يتم
تطوير كافة دوائر الوزارة وأناشده على تقوية الروابط والعلاقات بين
وزارة العمل والنقابات والاتحادات العمالية .
** كلمة أخيرة يوجهها رئيس اتحاد نقابات عمال
فلسطين للعمال ؟
يا عمال العالم إن عمال فلسطين في يوم عيدكم وعيدهم يناشدونكم أن
تهبوا لنجدتهم والتضامن معهم ضد الاضطهاد والقمع وحرب التطهير والتمييز
ومسلسل الإرهاب المنظم الذي يمارسه بحقهم(شارون وحكومته) العنصرية .
وأخيراً لا يفوتنا إلا أن نؤكد في عيد العمال العالمي وعيد عمالنا
في فلسطين بأن عمالنا الكادحين كانوا وما زالوا رغم المعاناة والجوع
وشدة العوز على قدر المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقهم في الحفاظ
على تلاحم ووحدة جبهتنا الداخلية الفلسطينية في المرحلة الراهنة الخطرة
التي يحياها شعبنا المرابط المكافح من أجل تحرير الأرض والإنسان من آخر
عهود العبودية والاستعمار والاستغلال والاحتلال الإسرائيلي البغيض.
Press334@hotmail.com |