لم يخطر على بال مهندسة العمارة الفلسطينية سعاد العامري أنها ستصبح
يوما ما كاتبة تنشر قصصها في شتى أرجاء العالم مترجمة الى أكثر من 15
لغة.
واطلقت سعاد كتابها "شارون وحماتي - مذكرات رام الله" الذي يعتمد
أسلوب السرد الذاتي لحياتها يوم الاربعاء في الاراضي الفلسطينية بعد
توزيعه في أوروبا واستراليا وسينشر في الولايات المتحدة في أكتوبر
تشرين الاول المقبل. وكانت دار فلترنيللي الايطالية للنشر أول من وزع
الكتاب.
ويروي الكتاب الذي يقع في 224 صفحة ويتألف من جزئين باللغة
الانجليزية قصصا من حياة سعاد وزوجها وحماتها واصدقائها خلال انتقالها
للعيش في الاراضي الفلسطينية منذ عام 1981 وحتى الآن مرورا بالانتفاضة
الفلسطينية الاولى وحرب الخليج والاجتياح الاسرائيلي للضفة عام 2002.
وتروي سعاد قصصها بأسلوب ساخر وتطغى روح الفكاهة على جمل وعبارات
تنتقد الاحتلال الاسرائيلي وممارساته بطريقة غير مباشرة.
مذكرات سعاد التي ترأس مركزا يعنى بشؤون العمارة والتراث الفلسطيني
كانت مجرد رسائل عبر البريد الالكتروني توزعها على قائمة اصدقاء لها
حتى وصلت رسائلها إلى من أعتقد أنها تصلح كتابا يروي مذكرات فلسطينية
تعيش تحت حظر التجول.
وقالت سعاد لرويترز "خلال فترة الاجتياح كنت أشعر بنوع من الاكتئاب
لاننا لم نعد قادرين على الدفاع عن أنفسنا أمام الاحتلال الاسرائيلي.
كنت أريد محاربة الاحتلال وانهاءه. لم يكن لدي طريقة أخرى ادافع بها عن
نفسي الا عبر كتابة رسائل في البريد الالكتروني."
بدأت سعاد بمراسلة اصدقائها ومعارفها عندما انتقلت والدة زوجها
البالغة من العمر 92 عاما والتي كان منزلها متاخما لمقر الرئيس
الفلسطيني الراحل ياسر عرفات حيث تركزت حوله العمليات العسكرية في مارس
آذار عام 2002.
ويروي الكتاب فصولا ارتبطت عناوينه بتجارب مرت بها سعاد. وفي الجزء
الأول تتحدث عن تاريخ عائلتها التي هجرت من يافا عام 1948 وكيف تعرفت
إلى زوجها وقضايا لم الشمل لعائلات الفلسطينيين التي تحتاج إلى قرار
اسرائيلي وأزمة الهوية والحصول على تصاريح للتنقل بين المدن خاصة لدخول
مدينة القدس.
أما في الجزء الثاني فتروي سعاد معاناتها خلال الفترة التي انتقلت
والدة زوجها الطاعنة في السن للعيش معها تحت حظر التجول الذي استمر
أربعين يوما. وتقول سعاد "الكتاب لم يكن مقصودا لكنه لاقى قبولا جيدا
جدا في الغرب لان الانسان الغربي العادي لم يكن يعرف تفاصيل حياة
الفلسطينيين تحت الاحتلال. أعتقد أن الأسلوب كان موفقا بدليل أن الكتاب
ترجم لأكثر من 15 لغة أي وصل إلى نحو 100 ألف قارئ على الأقل كما سيتم
نشره في أمريكا في نهاية هذا العام."
وقالت دار نشر فلترنيللي الايطالية إنها ستحول الكتاب إلى فيلم يقوم
باخراجه ميشيل خليفة وهو مخرج فلسطيني معروف على الصعيد العالمي كما
سيتم تحويل الكتاب أيضا إلى عمل مسرحي في تونس واسرائيل. |