ذكرت صحيفة الباييس الاسبانية أن حوالي مئة من النشطاء الكاثوليك
الاسبان أصدروا بيانا أعربوا فيه عن انتقادهم الشديد للبابا يوحنا بولس
الثاني وأملهم في أن يضع البابا الجديد نهاية «لليل الشتاء الطويل»في
الكنيسة الكاثوليكية.
ووقع على البيان 15 منظمة كاثوليكية وقساوسة ومفكرون.
وقال البيان إن الحملة لاعلان البابا يوحنا بولس الثاني قديسا تخدم
مصالح القطاعات المحافظة.
وأضاف البيان أن البابا«أثار توترات في أقسام كبيرة من
المسيحية».ووصف البيان فترة باباويته بأنها«إمبريالية ومركزية ومناهضة
للحداثة».
ودعا النشطاء البابا الجديد إلى إنهاء «السلوك الذي ينم عن عدم
احترام المقدسات »من جانب الكنيسة من خلال التمييز ضد المرأة كما دعوه
إلى«العودة إلى المسيح».
كما نشرت الاسبوعية البولندية الساخرة "نيي" يوم الاثنين الماضي
مقالا نقديا عنيفا ضد البابا يوحنا بولس حمل توقيع مديرها ومالكها
جيرزي اوربان الناطق السابق باسم الحكومة في الحقبة الشيوعية.
وانتقد اوربان الذي حكم عليه بدفع غرامة في كانون الثاني/يناير
الماضي بعد ادانته بتهمة "اهانة البابا" اعلان "الحداد التام" في
بولندا بعد وفاة البابا مقارنا اياه بالحداد الذي اعلن في الكتلة
السوفياتية بعد وفاة جوزف ستالين في العام 1953.
وقال مدير الصحيفة المعروف بمعاداته العنيفة للكنيسة ان يوحنا بولس
الثاني "ضغط على العالم الغربي للجم المساعدة المخصصة للحد من عدد
الولادات في افقر الدول وهو مسؤول تاليا عن استمرار المجاعات والبؤس
باسم احاكم ايديولوجية مسبقة".
واضاف "باعلانه الحرب على الواقيات الذكرية وقف لبابا في وجه مكافحة
الايدز في افريقيا. لكن لحسن حظه لا يمكن ابدا احصاء ضحايا سياسة
الكنيسة هذه كما يتم احصاء الخسائر البشرية التي يسببها قادة اخرون".
واوضح ان البابا "لم يكن يحث اتباع الكنيسة على التفكير ولم يقل
يوما شيئا مثيرا للاهتمام والدليل على ذلك وصيته".
واكد ان يوحنا بولس الثاني "لم يكن ينتمي الى النخبة المثقفة في
بولندا".
هذا وعقد الكرادلة الخميس واحدا من اجتماعاتهم الاخيرة التي تسبق
انعقاد المجمع السري في الفاتيكان وسط تصاعد التكهنات بشأن من سيخلف
البابا الراحل على الكرسي الرسولي.
وأشار خبراء في شؤون الفاتيكان إلى عدم ظهور مرشح واضح لخلافة
البابا حتى الان في حين لم يعد باقيا سوى يومين فحسب على بدء عملية
الانتخابات.
وتتردد بكثرة أسماء الكاردينالين جوزيف راتسينغر وديونيجي تيتامانزي
بوصفهما من المرشحين بقوة لتولي المنصب.وأفادت التقارير بأن المرشح
الالماني يحظى بدعم المحافظين الموالين للبابا الراحل كارول فويتيلا في
حين يتمتع تيتامانزي النيجيري بدعم الجناح الاكثر ليبرالية داخل
الكنيسة.
ولكن لا يبدو أن أي من المرشحين قد حصل على دعم كامل من الكرادلة
الذين ما زالوا منقسمين في الرأي قبل انعقاد المجمع السري هذا الاسبوع.
ويقول الخبراء إنه ربما يجري التغلب على جمود الوضع الراهن عن طريق
اختيار مرشح آخر يكون بمثابة حل وسط مثل بطريرك لشبونة خوزيه دا كروز
بوليكاربو أو بطريرك فيينا كريستوف شوينبورن.
وربما يلجأ الكرادلة مثلما حدث في المجمع السري السابق عندما
اختاروا مرشح بولندي غير معروف مثل كارول فويتيلا إلى اختيار بابا تكون
شخصيته بمثابة مفاجئة مثل الكاردينال فرانسيسكو خافيير إيرازوريز أوسو
من شيلي.
وفيما تسري شائعات حول تاكد حصول راتسنغر على خمسين صوتا حتى الآن،
وهو من الاقوياء داخل الادارة الفاتيكانية، اكدت صحيفة «لا
ريبوبليكا»الاربعاء ان الكرادلة من خارج هذه الادارة قد بدأوا بتحرك
مضاد في ظل معارضة الكرادلة الامريكيين والألمان لوصول راتسنغر.
وعلى البابا الجديد ان يفوز بثلثي اصوات الكرادلة الناخبين، اي 77
صوتا من اصل 115، وافادت الصحيفة دون ان تحدد مصادرها ان «ثمانية
كرادلة امريكيين من اصل 11 وخمسة كرادلة ألمان من اصل ستة» يعارضون
ترشيح راتسنغر «بسبب رأي سلبي في قدراته الادارية».
واضافت الصحيفة «ان راتسنغر لم يرغب ابدا في الاهتمام بالامور
التنظيمية.فهو في حال وصوله الى السدة البابوية سيضع السلطة كلها في يد
الادارة الفاتيكانية، وهذا ما لا يريده الكرادلة الامريكيون وكذلك
الالمان».
وكتبت الصحيفة ان الكرادلة الالمان لم «ينسوا معارضة راتسنغر لدور
العلمانيين في الرعايا التي ليس فيها كاهن، اضافة الى رفضه المتكرر لحل
مشكلة المطلقين المتزوجين مرة ثانية والمحرومين من تناول القربان
المقدس».
وراتسنغر الذي سيبلغ الثامنة والسبعين نهار السبت في 16 ابريل، يمثل
التيار المتشدد والمحافظ على العقيدة، ويضم هذا التيار بحسب خبير
الشؤون الفاتيكانية لدى صحيفة «ميسادجيرو»الايطالية اوراتسيو بيتروسيلو،
الكردينالين الايطاليين كاميليو رويني وانجيلو سكولا القريبين من
الحركات الكاثوليكية المحافظة كجمعية «اوبوس دي» (عمل الله).
اما المعسكر الآخر الذي يضم كرادلة يرغبون بتعزيز التوجه التشاوري
والمجمعي المنفتح داخل الكنيسة مع اعطاء دور اكبر للاساقفة في
ابرشياتهم، فقد انضوى تحت لواء رئيس اساقفة ميلانو السابق كارلو ماريا
مارتيني.
وكان هذا اليسوعي (78 عاما) العلامة في الكتاب المقدس، حتى السنين
الاخيرة احد ابرز من يعرفون بـ«بابابيلي»(الذين يمكن جعلهم بابوات)،
وهو من مؤيدي التجدد في الكنيسة.
لكنه يبقى من الذين يمكن اعتبارهم من «كبار الناخبين»على الرغم من
تقاعده منذ سنتين واصابته باحد اشكال مرض الباركينسون.
ومن بين الاسماء البارزة المنسوبة الى معسكر «التقدميين»، الكردينال
الايطالي رئيس اساقفة ميلانو دينويدجي تيتامانسي، وكردينال بلجيكا
غودفريد دانيلز ورئيس اساقفة لشبونة خوسيه داكروز بوليكاربو.
من جهتها اكدت صحيفة «كورييري ديلا سيرا»ان هذا المعسكر يضم «اوزانا
ثقيلة»لا تقل شأنا عن معسكر راتسنغر.
لكن الخبراء يؤكدون ان هذين المعسكرين قد يتواجهان في الدورة الاولى
من الاقتراع لكنهما سيفسحان في المجال لاحقا امام «مرشحين حقيقيين».
كما يرى المحللون ان راتسنغر ومارتيني يمثلان وجهي يوحنا بولس
الثاني: البابا «المحافظ»في المسائل المتعلقة بزواج الكهنة والاخلاقيات
الجنسية من جهة، و«المنفتح»في المسائل المتعلقة بالحركة المسكونية بين
المسيحيين وبالحوار بين الديانات والسلام من جهة اخرى. |