موضوع معقد وشائك، يتعلق بالعشرات بل وربما بالمئات والآلاف من
الذين أسهموا في تدمير العراق في العهد السابق، موضوع يتعلق بمن أؤتمن
على مقدرات البلد، ليس صدام وحده، بل هو المسؤول عن العراق كله وعن
هؤلاء كلهم ،، ما أريد الخوض فيه هو ان صدام أسقطته امريكا وهو محتجر
لديها وربما تعفو عنه ولا احد من السادة المسؤولين في عراق ما بعد صدام
حسين يجرأ على أن يعترض او يقول أن هذا ليس بجائز، وأكثر ما سيقوم به
هو ان يحرك مجموعة من أتباعه للتظاهر في عهد الحرية الممنوحة من الرئيس
بوش (( حفظه الله ورعاه ..؟؟)) وبذلك يؤدي كل واحد دوره ليبريء نفسه
امام المجتمع وليرتاح ضمــيره أمام الله وأمام القــانون، وهو يمثل
الشعب بكل فئاته وطباقاته، وقد جاء تلبية لنداء الشعب المسـكين لكي
ينقذه مما هو فيه !!
لا نريد ان نطيل على القاريء او نأخذ من وقته اكثر مما يجب، فهو وإن
تعود على الذين يسرقون حقوقه تحت أسم القانون وحماية ممتلكات الدولة،
لكننا لا نريد ان نسلب منه كرامته ووقته بأسم التنظير لمرحلة
الديمقراطية الموعودة، أو التحول من عالم الفقر الى عالم جنات عدن تحت
فوهات الدبابات الأمريكية او ما شهده ويشهدة المعتقلون من ربيع وجنان
وإحترام حقوق الإنسان في سجن أبو غريب وسجن (( بوكا ))، ولا نريد منه
ان يتخلى عن الحلم الذي صرح به الدكتور عادل عبدالمهدي قبل توليه نيابة
رئاسة الجمهورية من ان المواطن سوف يقف ليقاضي رئيس الجمهورية ورئيس
الوزراء أو السادة الوزراء وسيجد حقه في دولة الدستور والقانون محفوظا،
وربما يأتي السيد الوزير وبدون حماية تذكر لكي يقدم إعتذاره على
الطريقة الأوربية وينتهي الموضوع الى هذا الحد .
حديثنا له رابط ورابطه هو ان العشرات والمئات والالاف من المدراء
العامين والموظفين الصغار والدبلوماسيين والقائمين بالأعمال في
السفارات وحراس السفارات وممثلي العراق العظيم في المنظمات الدولية
والإقليمية ومن لف لفهم، كانت لديهم ميزانيات هائلة لتسيير امور البلد
وتمثيله في المحافل الدولية وفي العلاقات الدبلوماسية الثنائية، او
ربما رصدت هذه الأموال لكي يتم فيها تسيير امور عقد الصفقات التجارية
وغيرها لكي يتنعم المواطن العراقي بهذه الصفقات ولو أنها على الورق، لا
يهم فالعراقي ليس ضروري أن يأكل او يرفه، ولكن المهم الشرف والكرامة
والوطنية يأكل منهن ويلتحفهن ليقيّنه حر الصيف وبرد الشتاء !!؟؟؟ هذه
الأموال الطائلة وأقصد بها هنا ما كان موجودا في ميزانية البعثات
الدبلوماسية، والتي نظفها بعض الدبلوماسيين في زمن القائد المنصور
الملهم الضرورة (( حفظه الله ورعاه ..؟؟)) وتوكلوا على الله ليكي يتنعم
بها أفراد العائلة ،، عائلة السيد السفير او القنصل او القائم بالأعمال،
يتنعموا لأنهم ربما لا يعرفون العراق، سوى العلم الذي يرفرف فوق
السفارة، والبعض منهم يتنقل من سفارة الى أخرى، حتى ينال التقاعد،
وعندها يذهب الى دولة ثانية إما للإقامة إن كان المبلغ الذي تحت يديه
كاف ليعيش بمستوى سفير أو دبلوماسي، وهذا ليس تجنيا مني عليهم فالشواهد
كثيرة ومن يمسه هذا يستطيع ان ينتفض ليعرفه الناس (( وماكو دخان من غير
رماد ))، هؤلاء السادة المساكين هم من اكل قوت الشعب سرا، أما صدام
وأركان حكمه وحاشيته فأمرهم معلن ونستطيع محاسبتهم أو تأشير ذلك عليهم
لأنهم في واجهة السلطة أما هؤلاء فهم المرض الذي لم يكتشف بعد ولم
نتعرف على مختبرات الحكومة الجديدة لتشخيصه قبل ان يفلت الأخوة الجدد
في السفارات ممن ربما تسول لهم انفسهم على الطريقة الصدامية .
حديثنا طويل ولا نريد ان نتطاول على أحد فأنا أعتقد الآن حتى اولئك
الذين هم في بعض مواقع الدولة الجديدة يستنكرون مقالي هذا ويعدونه
تشويها لسمعة الحكومة الجديدة او تشويها الديمقراطية، لكننا وبعون الله
،، وبعد ان منحنا السيد الرئيس بوش حفظه الله ورعاه حق الكلام والحرية،
وبرعاية كريمة من ثلاث حكومات في سنة ونصف صار من المهم أن نتكلم ونشخص
ما يحس به المواطن، فهذه الحكومات لا زالت فقط في تمشية أمورها أما
امور المواطن فهي لا زالت مؤجلة، ولكن خلق الله الإنسان عجولا، ونحن
نريد منها ان تتكرم لتكشف لنا خبايا السفارات القديمة قبل ان يظهر لا
سامح الله في السفارات الجدد ما يخدش كرامة المواطن كالذي شهدناه في
عهد بطل الأمة وقائد ام المعارك والحواسم، او أن ما شهدناه في حكومات
تصريف الأمور من رحلات بالطائرة لنقل المبالغ الى دول أخرى لشراء بضائع
تخص أمن وسلامة المواطن او شراء أسلحة ومعدات لنحمي بها الوطن، فهذا ما
نخشاه في الحكومة الجديدة ونسأل الله ان يوفقها لعمل كل خير لهذا البلد
ولا سيما في إختيار الشخصيات النزيهة وخاصة في القضايا المالية حصرا
!!!!!!
لنعد أيها القراء الأعزاء الى مربط الفرس ،، حيث شكى لي أحد الأخوة
ان قنصلا او قائما بالأعمال ((لهف )) خزينة القنصلية وتوكل على الله
حتى يضمن مستقبل أطفاله، وإذا به بعد حين صاحب مصلحة إعلامية ويشير
بإصبعه الى مكامن الخطر من الفساد، ويطال الذين حرموا من أبسط مستحقات
المواطنة، وإذا به كاتب ومحلل سياسي ومنظر في الموضعات التي تضمن
للعراق التقدم والرقي في ظل الديمقراطية الجديدة، ولم ينتبه أن المبلغ
الذي يوظفه الآن في تشخيص مصلحة النظام أو تشخيص الخلل، أو إصدار صفحة
على الإنترنيت على مبدأ (( البرستيج )) هي من لقمة عيش المواطن العراقي
أيام صدام واليوم يريد أن يشارك في العملية السياسية لكي يفضح الفساد
ويعيد للمواطن كرامته وسيادته ليأكل منها ويشرب منها، وليس مهما ان
يمتلك بيتا وأثاثا ومستلزمات القرطاسية للدراسة لأولاده، لأن لديهم
كرامة وسيادة ووطنية !!!!!؟؟
هؤلاء أيها السادة ليسوا واحدا او أثنان او ثلاثة . هؤلاء بالمئات
وبالآلاف سرقوا في عهد صدام والمحاكم والشعب يشهد، والذي بقوا في عهد
الطاغية في السفارات نهبوا الملايين، وأعتقد البعض منهم لا زال في
موقعه، وهو يريد ان يمثل العراق في المحافل الدولية ،، بالله عليكم أية
محافل دولية يمثل بها شعب، من قبل إنسان سارق وسرقته ليست شيء بسيط بل
آلاف او ملايين الدولارات ،، متى يحق للمواطن ان يناشد حكومات تصريف
الأمور حول تصريف الأموال التي أختفت بين عشية وضحاها في قنصليا ت
وملحقيات ومراكز ثقافية وصحافية في العالم وهي من حق الوطن والمواطن
المسكين ؟؟
أنا لا أريد ان أسمي شخصا ولا أريد ان أكون مشاغبا ولكن وجدت
الحكومة تتحدث عن النزاهة وإجتثاث الفساد كما هو إجتثاث البعث، ووجدت
المواطن امامه سراب قاتل ينتظر حتى تستطيع الحكومة كتابة الدستور ووضع
قوانين ويبقى عند ذاك التنفيذ .. (( وموت يا ...........؟؟)) .
الذين يريدون (( برستيجا سياسيا وإعلاميا وماليا )) فلهم كل الحق
وأنا ادافع عن طموح كل من لديه طموح، ولكن ليس على حساب مصالح الشعب،
فليس من العدالة ان يموت آلاف من الجوع ويتخمون عشرة فقط ،، نريد
محاسبة حقيقية فالنظام السابق ذهب، ولكن أموال العراق، والعراق والشعب
باقيان ما بقي الدهر ،.. ولكي لا يعتب علي البعض في تأشير الحقائق التي
تحتاج الى متابعة .. الى هنا وما يقوم به صاحبنا الدبلوماسي القائم
بالأعمال الآن يجب ان يقف عنده وإلا ستثار الملاحظات من الذي يرون فيه
سارقا في العهد السابق فهل يريد ان يكون كذلك الآن ؟؟
* أستاذ عراقي
مقيم في المانيا |