بسم الله الرحمن الرحيم
" ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين "
صدق الله العلي العظيم
لقد كانت منجزات بلاد الرافدين تمثل سلسلة من الاواصر التاريخية
والحضارية المترابطة والتي شهدت فجر حضارة الانسان وجدارته السياسية
والعمرانية.. حيث اسست اضخم الإمبراطوريات في التاريخ وبنيت المدن
والتي اتخذت مركزا للنهوض الحضاري واعتبرت بحق مفاخر كبرى لأهل بلاد
الرافدين.
لذلك فأن كل انسان عراقي شريف ونبيل لابد ان يستلهم من تاريخه
العريق وتراثه الإنساني العظيم في بناء حاضرة ومستقبله ولكن ومع الاسف
يصاب الانسان بالفزع عندما يرى مناطق أثرية كانت لها قدسيتها وحرمتها
وحفظت لها مكانتها طيلة قرون من الزمن أضحت الان ممرات لمدرعات القوات
الأمريكية او القوات المتحالفة معا التي تسرح فيها وتمرح بدون مراعاة
لقيمها التاريخية أو مكانتها في نفوس العراقيين.
وادت تلك العمليات العسكرية الى تعرض المواقع الاثرية للتدمير
والنهب والخراب وهذا ماحدث اولا لمتحف بغداد الاثري على ايدي لصوص
الحضارات والتاريخ.
و ذكر تقرير صادر عن المتحف البريطاني أن العربات العسكرية
الامريكية والبولندية سحقت أرصفة تعود الى ما قبل الميلاد وتعد مهدا
للحضارة ومقر حدائق بابل المعلقة احد عجائب الدنيا السبع في مدينة بابل
القديمة ولوثت التربة فيه ودمرت المعالم الاثرية بناء على توصية من
اسرائيل انتقاما لنبوخذ نصر.
وأكد اللورد ريديسدال رئيس الجماعة الاثرية البرلمانية الحزبية
البريطانية لصحيفة الجارديان انه اصيب بالفزع قائلا " هذه مواقع عالمية..
ماتفعله القوات الامريكية لا يضر بأثار العراق فحسب وانما يضر بالتراث
الثقافي للعالم كله بالفعل ".
واتخذت القوات الامريكية موقع الخليفة المعتصم الاثري مقرا عسكريا
لها جاعلة منه ميدان للرماية. حيث كانت وحدة من القناصة في الجيش
الامريكي اتخذت مواقع في أعلى المئذنة نهاية العام الماضي ، لكنها
اخلته يوم 17 اذار الماضي.وذكر ان مسلحين مجهولين قاموا بنسف قمة
المئذنة بعد اخلائها من قبل القوات الامريكية.
وجاءت عملية نسف قمة مئذنة جامع الملوية الاثري في مدينة سامراء
ضربة جديدة للميراث الثقافي للعراق.
ان الويلات المتحدة وبريطانيا لم تصدق على معاهدة لاهاي لعام 1953
التي تلزم الاطراف الموقعة عدم مهاجمة او تدمير المناطق الحضارية اثناء
الحروب وحمايتها وان ما حصل ويحصل الان في العراق استمرار لهذه السياسة
التي لاتحترم حقوق الشعوب في امتلاك تاريخها والحفاظ عليه.
ونشر عدد من علماء الاثار المعروفين مقالا في صحيفة غارديان
البريطانية شجبوا فيه موقف المتفرج الذي وقفته القوات الأمريكية
والبريطانية من اعمال النهب والتخريب والتدمير التي استهدفت المواقع
التاريخية وكنوز العراق الأثرية.
لذلك يجب على الحكومة الجديدة ان تتحرك بسرعة لانقاذ ثروة العراق
الاثرية ومتاحفه والحفاظ على قيمتها الحضارية وان تحمي الكنوز
التاريخية والمواقع الاثرية ومنع وقوع المزيد من الاضرار لان هذه
الثروات ملكا للبشرية.
*بلغراد-صربيا والجبل الاسود
sabah@sezampro.yu
http://sabahalzubeidi.friendsofdemocracy.net |