دعا برلمانيون عرب حكومات بلدانهم يوم الاربعاء الى اصلاحات عميقة
لتعزيز الديمقراطية وحقوق الانسان حتى لايفرض التغيير من الخارج.
وذكر النواب في مستهل منتدى البرلمانيين العرب الذي يستمر ثلاثة
ايام بالجزائر ان الاصلاح ينبغي ان يبدأ بتوسيع صلاحية المؤسسات
المنتخبة وإقرار التعددية السياسية وحرية التعبير والغاء قوانين
الطواريء والقوانين الاستثنائية وتامين المساواة بين الرجل والمراة.
غير انهم شددوا اثناء المنتدى الذي يبحث ايضا مسألة المصالحة على
رفض الضغوط الاجنبية مؤكدين على ضرورة ان تكون خطوات التغيير نابعة من
ارادة الشعوب.
وجاءت النداءات بعد اسبوعين من مناقشة مقترحات بشأن التغيير في قمة
عربية بالجزائر أعقبت مطالب امريكية متضمنة فيما يعرف بمشروع الشرق
الاوسط الكبير.
وقال عمار سعيداني رئيس المجلس الشعبي الوطني (مجلس النواب) في
الجزائر "لقد اضحت عملية الاصلاح والمصالحة في العالم العربي حتمية
لامناص منها لانها سبيل الى ارساء قواعد الممارسة الديمقراطية الحقة
وترسيخ لقيم العدل واحترام حقوق الانسان وصون الحريات واحترام الراي
الاخر."
وقال مشاركون في اللقاء الذي دعا اليه الحزب الاسلامي المعتدل العضو
بالائتلاف الحكومي في الجزائر ويجري بمقر البرلمان ان الشق السياسي
يمثل النقطة المحورية في الاصلاحات التي يتعين ان تشمل تعديل الدساتير
ومنح البرلمانات سلطة القرار والمراقبة والمتابعة.
وقال محمد مندوه العزباوي العضو بالكتلة المستقلة في مجلس الشعب
المصري لرويترز "بداية الاصلاح ان تكون هناك انتخابات حرة تفرز مجلسا
حرا قويا يمكنه ان يقول 'لا' للحكومة عندما يرى ذلك ويوافقها عندما
تصيب."
واضاف زميله حسين محمد ابراهيم مؤيدا "نحن نعتقد ان الاصلاح السياسي
هو قاطرة الاصلاحات. لابد ان نعترف بأن الكثير من التشريعات بحاجة الى
اصلاح سواء تعلق الامر بمصر او بقية الدول العربية. نطالب بحرية انشاء
الاحزاب والغاء قوانين الطواريء وكافة القوانين الاستثنائية. لماذا
يقدمون المدنيين للمحاكم العسكرية؟"
وحالة الطواريء لاتزال سارية بمصر منذ مقتل الرئيس السابق انور
السادات عام 1981. ويسري في الجزائر اجراء مماثل منذ 1992 رغم قلة
القيود على نشاطات الاحزاب ووسائل الاعلام.
واعتبر فريد غازي عضو مجلس النواب بالبحرين ان على البرلمانات
العربية ان تؤدي دور الضاغط لإقرار الاصلاحات التي تدعمها الشعوب.
وقال "الاصلاح السياسي مطلب شعبي قبل ان يكون مطلبا اجنبيا. على
السلطة التشريعية ان تضغط لتامين دورها في الرقابة وضمان الشفافية."
وقدر ناصر جاسم عبدالله الصانع من مجلس الامة الكويتي ان البرلمانات
العربية فشلت في انتزاع صلاحيات تتيح لها الاستجابة لطموحات الناخبين.
واضاف "يجب ان نجد وتيرة للاصلاح. ينبغي ان نتعامل معها بجدية.
البرلمانيون لايتحركون. المؤسسات التشريعية ليست لها سلطة."
وشدد ابو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم والعضو بالمجلس الشعبي
الوطني ان الحكومات العربية قد تجد نفسها مجبرة على تنفيذ اصلاحات
مفروضة من الخارج مالم تستجب في اقرب الاجال للاصوات الداخلية المطالبة
بالتغيير.
وتابع "صار واضحا ان التغيير حتمية لامفر منها. فإما ان نغير ما
بأنفسنا او نكون فريسة للاخرين."
وفي نفس الاتجاه قال عبدالمجيد مناصرة الممثل البارز لنفس الحزب
بالبرلمان "علينا ان نختار لون هذا التغيير الذي نريده. نحن نسمع عن
الاصلاح ولانكاد نراه. نفضله (الاصلاح) ان يكون داخليا."
وانتقد احمد منير محمد العضو بمجلس الشعب السوري الذي ساءت علاقات
بلاده مع الولايات المتحدة محاولات الغرب فرض افكاره على العرب.
وقال "فليكن لنا ظروفنا العملية الذاتية في عملية الاصلاح. نحن ضد
اي اصلاح ياتي من الخارج لانها رياح مسمومة."
وقال المصري حسين محمد ابراهيم "نحن نريد اصلاحا من الداخل."
وذهبت النائبة الفلسطينية ليلى خالد الى أبعد من ذلك في انتقادها
لمقترحات واشنطن عندما قالت ان "امريكا مصدر للارهاب وليس للاصلاح"
مشيرة الى ماوصفته بتناقضات البيت الابيض الذي يدعو للديمقراطية بينما
يستمر في احتلال العراق.
واضافت بعد ايام من بدء رئيس السلطة الفلسطينية اصلاحات داخلية "نحن
نطالب بالديمقراطية والاصلاح والمصالحة. انظمتنا غير متصالحة مع نفسها
ومع بعضها."
وحث مناصرة في المنتدى الذي حمل شعار "دور النائب في الاصلاح
والمصالحة" القادة العرب الى نبذ الخلافات لمواجهة تحديات مستقبلية.
وتابع "النزاعات العربية العربية كثيرة. اينما وجدت حدود مشتركة الا
وكانت مشتعلة."
وشدد نواب كثيرون على ان الصراعات بين الانظمة انعكست سلبا على
العلاقات بين الشعوب التي اصبحت طموحاتها ايضا متعارضة مع الحكام.
وقال الطيب مصباحي من مجلس النواب المغربي "نعتبر المصالحة اداة
للتقريب بين الشعوب."
واعرب محمد مندوه العزباوي متهكما و متأسفا على الوضع الراهن "في
تصوري المصالحة قسمان: بين الحاكم والمحكوم وبين البلدان العربية. هناك
من ينادي بالتطبيع مع اسرائيل ولاينادي بالتطبيع مع شعبه." |