(من عامل بالعنف ندم) الإمام علي (عليه
السلام).
جاء في كلمة الناشر هذه التنويه:
... استخلص المؤلف آراءه في السلم والسلام في مختلف جوانب الحياة من
مصادر التشريع مستلهماً إياها من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية
وسيرة العترة الطاهرة (ع).
وهذا الكتاب القيم (السلم والسلام) من تلك المؤلفات.. التي تبين
للمجتمع أطروحة الإسلام في التعايش الدولي والإنساني لمختلف جوانب
الحياة.
وجاء في كلمة (مركز الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)
للتحقيق والنشر، بيروت، لبنان) تحت عنوان (كلمة المركز) هذا التحليل
المتعلق بالرغبات النفسية الشفافة:
تواجد الإنسان، ومنذ بدء الخليقة، وهاجسه الأول تحقيق أعلى درجة من
الاطمئنان والأمان والراحة، له ولعائلته، فكانت نتائج رغبته أن بدأ
بمعرفة نفسه ومعرفة الآخر ومعرفة المخلوقات والطبيعة.
فهو يدرك المخاطر، ويعلم باتخاذ خطوات تبعده عن الأذى. ومن هنا
أختار لنفسه نظاماً وقائياً يحمي نفسه من نفسه، ويحمي نفسه من الآخرين،
فكان أفضل الطرق التي جربها طول التاريخ مضافاً إلى تصريح المبادئ
السماوية بذلك، هو الاهتداء إلى مبدأ (اللاعنف) أو (المسالمة) كسلوك
يدعو إلى الركون إلى العقل، واللجوء إلى التسامح، فهو السبيل العقلاني
لحل إشكالات العصر المتزاحمة بفعل فوضى الطموحات المتسارعة ونشر
الأفكار القسرية على الناس والمجتمع.
وأول دعاة اللاعنف والسلم هم الأنبياء (عليهم السلام) فالدين
الإسلامي الحنيف صان للإنسان حقوقه، وحرم الاعتداء على النفس والغير،
وهي ضرورات اعتبرها الإسلام غاية وهدفاً أساسياً ليكون فرداً فعالاً في
بناء الحضارة البشرية وتقدمها وازدهارها.
ومن هنا فإن الأصل في الإسلام السلم واللاعنف.
وقد كان ذلك واضحاً في بناء دعوته على السلم والسلام بقوله تعالى: (ادخلوا
في السلم كافة).
ومما جاء في (المقدمة) للمؤلف هذه الكلمات المعرفة للأنفاس السلمية:
(إن السلم والسلام)..
هي كلمة تدخل في نفس الإنسان الاطمئنان والراحة والهدوء، وتوحي إليه
بذلك. ومن الواضح أن الكل يبحث عن السلم والسلام في حياته، ويطلبه
بفطرته، بل هذا ما نشاهده عند الحيوانات أيضاً فكلها تطلب السلام.
ونحن لا نعلم عن الأشجار والجمادات كثيراً، لكن إذا كان هناك شعور
فيها، كما تدل عليها الآيات والروايات وكما ذكر جماعة من الفلاسفة
القدماء والعلماء المتأخرين أيضاً، فإنها تطلب السلام، إن صح التعبير.
لكن الواضح أن سلام الإنسان غير سلام الحيوان، وسلام الحيوان غير
سلام الشجر والنبات، وسلام الشجر والنبات غير سلام الجماد من الأنهار
والجبال والنجوم وغيرها، وكلامنا عن الإنسان.
وكذلك جاء في الفصل الأول (دعوة الإسلام للسلام والمقارنة بين
الديانات والحضارات) ضمن العنوان الفرعي (آراء علماء الغرب عن سلم
الإسلام والمسلمين) هذه التوثيقات التاريخية المهمة:
لا بد من تسجيل بعض الشهادات الصادرة من أبرز علماء الغرب التي تشيد
بحقيقة الدين الإسلامي والمسلمين، فإنها شهادة من علماء غير مسلمين
بمدى سلم الإسلام وسلامه.
ونبدأها برأي الكونت هندريك حيث قال: (إن المسلمين امتازوا
بالمسالمة وحرية الأفكار في المعاملات ومحاسنتهم المخالفين، وهذا
يحملنا على تصديق ما قاله روبنسن: أن شيعة محمد (صلى الله عليه وآله
وسلم) هم وحدهم الذين جمعوا بين المحاسنة ومحبة انتشار دينهم، وهذه
المحبة هي التي دفعت العرب إلى طريق الفتح، فلم يتركوا أثراً للإفك في
طريقهم إلا ما كان لا بد منه في كل حرب وقتال ولم يقتلوا أمة رفضت
الإسلام).
وجاء أيضاً في الفصل الثاني (السلم والسلام في السياسة والحكم) عبر
العنوان الفرعي (إحلال الأمن والسلام في المجتمع) هذه المعاني التي
يحرص الإسلام على تطبيقها نصاً وروحاً:
للحدود والقصاص (العقوبة) الأثر الكبير في إحلال السلم والسلام في
المجتمع لأنها تكون رادعة للظلم ومانعة لارتكاب الجرائم العنيفة
والإرهابية. وقد قال الله سبحانه وتعالى: (ولكم في القصاص حياة يا أولي
الألباب لعلكم تتقون).
فالقصد من القصاص هو حقن الدماء وكف العدوان عن الأرواح.
ثم جاء في الفصل الثالث (السلم والسلام في الاقتصاد) بمحور (التعريف
النظري والإجرائي لمفهوم الضمان والتكافل الاجتماعي ما يشير إلى
تطبيقات العدل من قبل الإسلام بهذا الخصوص:
من المصطلحات التي لها علاقة وثيقة بعلم الاقتصاد: الضمان والتكافل
الاجتماعي والأول:.. يعني أن الدولة تقوم بمعونة المحتاجين وهو ما يعبر
عنه بالضمان الاجتماعي وهو من المصطلحات الحديثة.
وأما التكافل الاجتماعي فهو الذي يقوم به أفراد المجتمع وهو عبارة
عن إعطاء القادر والمتمكن إلى من هو بحاجة للعطاء والمساعدة.
وهناك فرق آخر بين المصطلحين، فالأول خاص إذ يشمل الأمور المادية
فقط ويصدر عن جهة واحدة، وأما الثاني عام ويشمل الحاجات المادية
والمعنوية وهو لا يصدر من جهة واحدة فحسب وإنما يشترك فيه جميع أفراد
المجتمع، وسمي التكافل تكافلاً لأنه بين اثنين من باب التفاعل، سواء
كان بين مجموعة كما يقال تكافل القوم أي كفل بعضهم بعضاً، أو بين طرفين
حيث يكفل كل طرف، أو كان الطرفان في شخص واحد كالطبيب الذي يعالج نفسه
فهو مُعالج (بصيغة الفاعل) ومعالج (بصيغة المفعول).
وقد يُصطلح على التكافل بالتضامن وهو التزام القوي أو الغني معاونه
الضعيف.
وعما جاء في الفصل الرابع (السلم والسلام في باب الجهاد) وبمتن
العنوان الفرعي (هل يمكن تحقق السلام بدون ثمن) هذه الإشارات من
التاريخ القريب:
ذكرنا... شيئاً عن الإرهاب الاستعماري وأن هناك عدة طرق في مواجهته
من أجل إحلال السلام والأمن، وذكرنا مثالين على ذلك وهما الثورة
الجزائرية وحزب المؤتمر الهندي وكان أسلوب الأخير في مواجهة الإرهاب
الاستعماري هو الطرق السلمية وقد نجح تماماً، وهذا السبيل في زماننا
هذا هو الأفضل...
عنوان الكتاب: السلم
والسلام
اسم
المؤلف: الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره)
معلومات الكتاب:
الطبعة الأولى 1426هـ - 2005م
(816) صفحة من القطع الكبير (مجلد)
الناشر: دار العلوم
للتحقيق والطباعة والنشر والتوزيع (بيروت لبنان). |