إتصلوا بنا

الصفحة الرئيسية

حبيبتي.. لا تتعجلي بالمجىء

حبيبتي .. لا تتعجلي المجىء الى بغداد وتفسدي حبنا الدائم وعلاقتنا المنتخبة وعهدنا الذي لا يخضع للبرامج السياسية واللعبة الديمقراطية والمحاصصة.. لا تتعجلي المجىء سيدتي ليس لاني غير مشتاق لك او لا تسرني رؤيتك، ابدا بالعكس فأنتي حبيبتي وحياتي وهويتي امام الله وامام الناس لكني اخشى ان تصابي بالمرض الانتقالي الذي اجتاح مجتمعنا العراقي الطيب كما تعرفين او قد لا تعرفين ..

ولان المرحلة الانتقالية لا تريد ان تنتقل بالرغم من جهود الاطباء الامريكيين وامكانيات القوات المتعددة الجمسيات والجنسيات وحُقن الديمقراطية لكن بلا ديمقراطيين وحرية الاعلام وغياب الصحفيين ومشاريع امانة العاصمة وفساد الاداريين ودولارات الدول المانحة لمؤسسات المجتمع المدني وفضائح النفط مقابل الغذاء بالملايين

ابقي الآن في مكانك وارجوك اخبريني هل وصلتكم عدوى البطيخ العربي او سارس التفخيخ القومي؟ هل صحيح ان المطر في بلادكم – النرويج – ممنوع على شريحة معينة في الدنمارك ومسموح على اخرين؟ لا تستغربي اسئلتي فالمطر في بغداد سيدتي ليس كما كنتُ أقص عليك انه يختلف الان عن المطر في كردستان او في البصرة فالشمس هنا تشرق بشكل يسمونه فيدرالي وحسب المناطق السكانية والمحاصصة في بخار الماء ونسبة الرطوبة والمد والجزر في دول الجوار ومسيرات الهايدروجين ..

يعز علي ان اقول لك لا تتعجلي حبيبتي .. نعم انا احبك بكل ما في الكون من الحب وتعرفين كيف يكون المجانين بالحب ومشتاق اليك حتى حدثني الشوق عنك واستغرب من شوقي اليك ، ولكن الحكومة الانتقالية لم تتشكل بعد ومباحثات البرلمان وانسحابات بعضهم يحول دون ذلك .. نعم لدينا برلمان منتخب فقد صوتنا نحن العراقيون تحت وابل من القصف الجوي الازرق والهزات الارضية لدول الجوار الاصفر وزلزال النظام السابق ودرجاته التسعه الريختريه .. كان ذلك قبل ستين يوما ، في الثلاثين من كانون الثاني على وجه التحديد صوتنا وانتخبنا برغم البطيخ والزرنيخ واعتراضات اصدقائنا الساكنين في المريخ . ولقد ذهبت انا شخصيا حتى اعجل واستعجل باستتباب الامن وتوفير الظروف الملائمة لحياتنا القادمة فانت تعرفين ان البرلمان سيساهم في تعزيز الامن وتوفير الخدمات وسيكتب لنا مسودة الدستور، ابشري حبيبتي سينتهي قانون الطوارىء وسيكون لنا دستور دائم لنعرف هل استطيع ان اصطحبك الى متنزهات بغداد ويدي اليمني بيدك اليسرى وبطينك الايمن يذوب في بطيني الايسر ولا يلاحقنا اصحاب ( الشوارب والزيتوني وتقاريرهم الشابه ) حبيبتي اعذري لغتي الانتقالية والفاظي السوقية فكل شىء هنا انتقل الا الحكومة ومباحثات السياسيين وبروتوكولات البرلمان والجلسات السرية.. فالاخلاق انتقلت والشجاعة تحولت والوطنية استبدلت والمعارضة تريد ان تبقى معارضة لان عقدة صدام لم تنتهي بعد..

لقد قال احد المسؤولين ان الاتفاق حول تشكيل الحكومة اصبح وشيكا كان هذا قبل ثلاثين يوما ، في حين قال مصدر دبلوماسي اننا في اللمسات الاخيرة للاتفاق على الحقائب الوزارية لكن الحقائب لا تكفي ، الا ان المصادر المقربة تقول تم الاتفاق وكتبت مسودته بالاحرف الاولى، ستون يوما ياحبيبتي لم تتشكل الحكومة الانتقالية وتم عقد اجتماعين للجمعية الوطنية واغلقت الشوارع وتعطلت المصانع وذهب اغلب الناس للجوامع للتعجيل بالفرج لكن بلا جدوى فقد تم تاجيل انتخاب الرئيس ونائبيه الى الاجتماع الثالث ، وقد خرج احد المسؤولين وتبعه اخر لان لديهما امورا اهم من البرلمان ( التزامات ) !!!!

لكن التزاماتي الاخلاقية تجبرني ان اقول لك ابقي في مكانك حبيبتي لكي تبقين حبيبتي ولا تتعجلي المجيىء ، فلن تجدي عملا في بغداد فالخزينة طوارىء ، لا يغرك النفط وسعر البرميل واسعار الصرف والزئبق والكبريت الاحمر وتصريحات البيت الابيض .. البطالة متفشية بالرغم من مساعدات صندوق النقد العربي وخاصة المخابرات السورية والاردنية الباسلة ( جزاهم الله على ما يفعلون ) فقد تم احتواء ذوي النفوس الضعيفة المنحلة وتم تعينهم في (المعهد القومي لقتل العراقيين) الذي يشرف على تمويله الاخوة السوريون وشركات عربية اخرى مساهمة، وهذا المعهد يختص بالقتل والتخريب فالذي يقتل الحرس الوطني فله مائة دولار والذي يقتل قوات الشرطة فمائتين دولار ، وطبقا للنظام الداخلي لهذا المعهد- وانا لا اعرف التفاصيل لكن تلفزيون العراقية يعرضه علينا يوميا فالمعهد يسمح بالعمل بعد انتهاء الدوام الرسمي فاذا فخخ احدهم مسجد او جامع او مدرسة فله ثلاثمائة دولار اما اذا قتل عراقيا ومُثل بالجثة فان الاجور كالاتي :

اذا قُطع ثلث الاعضاء فله اربعمائة دولار واذا مُثل بثلثي الاعضاء وهو نصاب البرلمان والانسان فله خمسمائة دولار( وعفيه) طبعا انك لم تسمعي بالعملة التي تسمى ( عفيه ) فانها عملة كان يتعامل بها الرئيس السابق عندما يستهزء باحدهم يقول له ( عفيه ) وكان يعطيه مليون دينار ..

سيدتي انا لا اخفي عليك الامور فانك تعلمين ان علاقتنا علنية ولقد انتخبتك من بين كل قوائم النساء لكنني اقولها صراحة اننا نعاني نقص في كل شىء ، الكهرباء متخلفة ومستهدفة من قبل اعداء العالم جيمس واط فقد تبين انه يعمل وهو ميت لصالح منظمة ماسونية ، المجاري متطورة لكنها منغلقة على نفسها لذلك لا تقاوم دخول الماء وخروجه ، اما الحصة التموينية فمتورطة بنقص السكر وحليب الاطفال ، لكن المسؤولين يقولون اننا في ازمة سياسية ، اما المثقفون فيقولون نحن في ازمة ثقافية اما الصحفيون فيقولون نحن في ازمة تمويلية .. واما العراقيون فيفضلون سيارات التدفئة والتبريد ويكرهون السيارات المفخخة والتخريب

لا تحرجيني سيدتي فلن استطيع ان اريك الجنائن المعلقة ما دامت اجتماعات البرلمان معلقة ولا استطيع ان اصطحبك لحضور امسية في اتحاد الادباء والاستماع الى قصائد الشعراء فاعلمي ان القصائد خالية تماما من الغزل والحب والجمال فكلها تبكي وتنوح واحمد الله ان اسمك ليس ليلى فان الادباء مشغولين بالطيخ العربي والنقد الادبي والتفخيخ الدولي وتابين الشهداء

اخيرا سيدتي يخصك بالسلام الاخ محمد ،اما امه فقد ماتت اثناء الانتخابات وعمته قتلت في الموصل وابوه قتل في بعقوبه لقد قتلهم عصمان السوداني وانس السوري ومله هويدي بمساعدة اعوان الطاغوت المنحل.

واخبرك سيدتي بان سميرة وخطيبها ماتا في مجزرة الحلة عندما ذهبا لاكمال معاملة زواجهما.

قتلهما الاخ المحامي المجاهد منصور البنا الممثل الخاص للشعب الاردني مساهمة منه لاعمار مدينة الحلة ومساعدة العراقيين في حل ازمة السكن.

تقبلي تحياتي ولا تتعجلي المجىء طبعا لا اقول لك تعالي بعد تشكيل الحكومة الانتقالية فان ذلك يجعلك عانس وستصابين حتما بالجلطة السياسية..

تقبلي قبلاتي المفخخة..

انتظري رسائلي القادمة بعد ستين سنه ..

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 5/نيسان/2005 - 25/ صفر المظفر/1426

^

إتصلوا بنا

الصفحة الرئيسية