تتعرض نظرية داروين حول اصل وتطور الانواع لهجمات من اليمين الديني
الاميركي الذي يسعى الى تدريس نظرية تستند الى وجود ارادة الهية وراء
خلق الكون في دولة تقوم قوانينها اساسا على فصل الدين عن الدولة.
ويفيد المركز الوطني لتعليم العلوم ان 19 ولاية شهدت مجادلات وقضايا
على خلفية مناهضة نظرية داروين.
ويقف وراء ذلك الرغبة في ادخال نظرية "التكوين الذكي" التي تعتبر ان
ارادة ذكية عليا وحدها يمكنها ان تخلق اشكال الحياة المعقدة.
واتسعت حركة هذا التيار خلال السنوات الماضية عبر منظمات ومنتديات
مثل معهد ديسكفري الذي يعتبر نفسه مرجعا علميا في مواجهة علماء يؤكدون
ان نظرية "التكوين الذكي" لا تستند الى اساس علمي وليست سوى نظرية
موازية لعقيدة الخلق (سفر التكوين) الواردة في الاناجيل والتي منعت
المحكمة العليا تدريسها في المدارس منذ 1987.
لكن التيار استمد قوته من ازدياد قوة التيار اليميني المحافظ الذي
يعبر عنه الرئيس جورج بوش والذي اعرب في سنة 2000 عن تشكيكه بنظرية
داروين لتطور الانواع مؤكدا ان "القضاء لم يعط موقفا حاسما بهذا الصدد
بعد".
وكان مجلس مدارس دوفر في ولاية بنسلفانيا وهي هيئة منتخبة من
المواطنين الاول الذي اقر في نهاية 2004 نظرية "التكوين الذكي"
باعتبارها بديلا عن الداروينية. كما صوت مجلس مدارس غرانتسبرغ في
ويسكنسن لصالح تعليم نظرية تنتقد نظرية التطور.
وافاد استطلاع نشرته الخميس الجمعية الاميركية لاساتذة العلوم ان
31% من المدرسين يشعرون بانهم ملزمون بادخال افكار مرتبطة بعقيدة الخلق
في محاضراتهم تحت ضغط الاهل والطلاب.
وفي بلد متسع حيث تتقدم الامور بناء على قرارات من القضاء يهتم
المواطنون بمتابعة القضايا التي ينظر فيها القضاء مثل القضية التي
رفعها اهالي طلاب ضد مجلس دوفر باسم فصل الدين عن الدولة.
وفي كانون الثاني/يناير امر قاض من جورجيا مدارس احد الاحياء بازالة
لاصقات وضعت على الكتب تنتقد نظرية تطور الانواع.
ولا يعترض اي عالم على نظرية داروين التي تعتبر ان الانواع الموجودة
على الارض هي نتيجة التطور تحت ضغط عوامل البيئة التي ادت الى الاصطفاء
الطبيعي وهذا ما يجعل من الانسان قريبا من القرد. وهكذا ينحدر الانسان
والقرود من سلالة واحدة هي سلالة الرئيسات. ويعتبر العلماء ان القرابة
الوثيقة بين الانسان والقرد تشكل اساس علم الاحياء الحديث.
المصدر: وكالات |