استنكرت منظمة المؤتمر الاسلامي تقدم امرأة لاول مرة لامامة جماعة
من المصلين في صلاة جمعة بكاتدرائية مسيحية في مدينة مانهاتن بالولايات
المتحدة الامريكية.
واعتبر مجمع الفقه الاسلامي التابع للمنظمة في بيان تولي المرأة
خطبة الجمعة وامامتها للرجال والنساء مختلطين في الصلاة بانها "بدعة
مضلة وفتنة قائمة ومخالفة لاحكام الشريعة" باتفاق جمهور علماء الاسلام
وفقهائه المعتمدين.
وكانت استاذة جامعية امريكية متخصصة في الدراسات الاسلامية تدعى
امنة ودودي قد تولت خطبة الجمعة الماضية وامامة المصلين من الرجال
والنساء في مدينة مانهاتن الامريكية.
واوضح المجمع ان "المعتبر عند فقهاء الاسلام ان الجمعة فرض على
الرجال دون النساء فهم الذين يقيمونها خطبة وصلاة ويجوز للمرأة الحضور
استحبابا لافرضا ولا يجوز لها ان تتقدم على الرجل في الصف كما جاء في
الحديث الشريف (خير صفوف الرجال اولها وشرها اخرها وخير صفوف النساء
اخرها وشرها اولها)".
واشار الى ان "من شروط اقامة الجمعة عند الفقهاء ان تكون في مسجد
جامع ولا تصح في كنيسة او كاتدرائية مع وجود المساجد مؤكدا ان صلاة
الجمعة المذكورة غير مستوفية للشروط وعلى من اداها ان يعيدها ظهرا قضاء".
ودعا المجمع الفقهي الاسلامي المسلمين كافة الى التمسك بأحكام الدين
الاسلامي المستمدة من الكتاب الكريم والسنة المطهرة والاستعانة برجال
الدين المعتمدين في ما يعرض لهم من مشاكل وقضايا محذرا اياهم من تحريف
الغالين وتأويل الجاهلين المبطلة لاحكام الشرع وادلته.
واتهم طائفة من المبطلين بانها ترمي الى تحقيق مصالح خاصة على حساب
المبادىء الاسلامية السامية وعقلنة الشريعة واخراج الدين الاسلامي من
كونه الهيا الى دين طبيعي مشددا على أن الحقوق والواجبات والتكاليف
المتنوعة المرتبطة بالنساء والرجال قد قضى الله بها وليس لاحد من الناس
التصرف فيها او التأويل لها.
من جهته اكد شيخ الازهر الدكتور سيد طنطاوى أن امامة المرأة للرجل
لا تجوز مطلقا باعتبار ان بدن المراة عورة ولا يليق بها ان تتقدم على
الرجال " ولو كانت تصلى بهم".
واوضح في تصريح صحافي ان امامة المرأة للرجال سواء في الصلاة
المفروضة العادية او في صلاة الجمعة او حتى صلاة السنة والنوافل باطلة
مؤكدا ان مثل هذه الصلاة باطلة سواء كانت فى المسجد أو غيره.
وقال انه يجوز للمرأة ان تكون اماما لبنات جنسها من النساء مؤكدا ان
بدن المرأة عورة وعندما تؤم الرجال لايليق بهم ان ينظروا الى المرأة
التى يظهر امامهم بدنها.
واوضح " ان ظهر بدن المرأة في الحياة العامة فانه لا يصح ان يوجد في
العبادات التي لحمتها وسداها الخشوع ".
وكان شيخ الازهر يعلق على امامة استاذة للعلوم السياسية امريكية
تدعى امينة ودود الرجال المسلمين في احدى الكنائس الامريكية موضحا ان
مثل هذه الامور تخالف شريعة الاسلام وتتحدى مشاعر المسلمين.
من جهة اخرى قال وزير الاوقاف المصرى الدكتور محمود زقزوق ان
الاسلام لا يمنع المرأة من تولى مناصب عليا فى الدولة "ولها ان تشغل من
المناصب ما يتلاءم مع طبيعتها ومع خبراتها وكفاءتها ومؤهلاتها " .
واضاف زقزوق فى كتيب بمناسبة احتفالات المجلس القومى للمرأة بمصر ان
كثيرا من علماء الاسلام نظر الى عمل المرأة نظرة تقدمية مشيرا الى ان
الامام بن حزم اجاز ان تتولى المرأة الحكم .
واوضح انه "اذا كان الاسلام لا يحرم المرأة من حقها فى تولى مناصب
عليا فى الدولة مادامت اهلا لذلك فانه ينبغى الا يطغى نشاط المرأة خارج
البيت على قيامها بمسؤوليتها الاساسية نحو اسرتها من اطفال وزوج واسرة
" .
واعتبر ان المطلوب "المواءمة بين عمل المرأة خارج البيت ومسؤوليتها
فى البيت من اجل مصلحة المجتمع كله" لافتا الى ان الاسلام لايمنع
المرأة من حقها فى التعلم ويجعل طلب العلم فريضة وامرا واجب على الرجل
والمراة على السواء .
وقال ان الاسلام لايمنع المرأة ايضا من العمل" فمن حقها ان تعمل
طالما كانت فى حاجة الى العمل ولها ان تختار العمل المناسب لقدراتها
وكفاءتها مؤهلاتها " مضيفا انه لا توجد نصوص دينية تمنع المرأة من حقها
فى التعليم او العمل .
واعاد زقزوق الى الاذهان ان المرأة كانت حتى فى عهد الرسول تقوم
بالكثير من الاعمال المهمة والمهام المختلفة" سواء فى مساعدة الجيوش او
مداواة الجرحى او غير ذلك من اعمال اقتضتها طبيعة المرأة انذاك " .
واوضح انه ينبغى التفريق بين تعاليم الاسلام الواضحة فى صياغة
وحماية المرأة وبعض التقاليد البالية والعادات السيئة التى تعوق تقدم
المرأة وتقف حائلا بينها وبين حقها فى التعليم العمل فى بعض المجتمعات
الاسلامية . |