ـ تأخر عقد الجلسة الأولى للجمعية الوطنية لأكثر من شهر على إعلان
نتائج الانتخابات ، ثم اقتصرت جلستها الأولى على المراسيم والتعارف.
أما كان الأجدر بالنواب لو أنهم عقدوا مثل هذه الجلسة
البروتوكولية من قبل ! طالما أن الجميع لم يعترض على مثل هذه
الجلسة كما يبدو.
ـ قد يكون مبرراً لما حدث من تأخير، أن الظرف السياسي للعراق ليس
عادياً ، والوضع الأمني ليس مستتباً كباقي دول العالم ( وكان ذلك مبرراً
لبعض الشخصيات العربية السنية في عدم مشاركتها في الانتخابات. ولكن
يعلم الجميع أن هذا المبرر لم يكن واقعياً تماماً ). فهل نقبل به مبرراً
لتأخير الجلسات !
ـ أم أن إصرار النواب على الاتفاق بين الكتل البرلمانية قبل عقد
الجلسات مقبولاً دائماً، وله إيجابياته الكثيرة التي ترجحه ، حتى لو
تأخرت الجلسات شهوراً! فألا يكون عقد الجلسات (دون اتفاقات مسبقة) وان
كانت قصيرة أو قليلة أو محدودة النتائج هو أفضل من تأخيرها بمثل هذه
الصورة ، و تكون له سلبياته المحدودة ؟. أم أن هناك أضراراً خطيرة على
البلد إذا عقدت الجلسات سريعاً ودون تأخير و اتفاقات سابقة لها بين
الكتل!.
ـ ثم ما هو المانع لو اطلع الجمهور والأعلام على جرى فيها؟. أليس
الأعلام والجمهور هو الحكم الفصل بمنجزات النواب؟. ثم ألا يكون مفيداً
لبعض الكتل أن تضغط إعلاميا وجماهيريا على الكتل الأخرى طالما وجدت أن
مصلحتها في ذلك أو كانت الكتل الأخرى مراوغة ، أو تماطل لمصالحها ؟
ـ ألا يضطر النواب للتعاطي مع المسائل المطروحة بجدية حقيقية عندما
تكون الجلسات علنية وصريحة وحيث تكون الجلسات مسجلة بالصوت والصورة ،
خاصة في تلك الجلسات التي لا يسبقها الاتفاقات الخفية المسبقة ؟. ألا
يفرض ذلك على النائب المتصدر للحديث أن يقدم براهين منطقية لآرائه
المطروحة ؟. كما وان ذلك يكشف معدن النواب وملكاتهم ، وانتماءاتهم
الفكرية. فلماذا يحرم المواطنين من ذلك؟.
ـ ألا يحق لهذا الشعب وللأعلام أن يقول كلمته في النواب بعدما
يننهون من مداولاتهم؟ أم لا يحق له أن يطلع على ما يتداول ؟ أم أن
السرية مطلوبة لمصلحة البلد؟ أم أن الجماهير غير قادرة على التمييز !.
ـ ماذا يمنع أن تقدم الكتل مرشحيها ، قبل أن تتفق فيما بينها، ويقوم
كل مرشح يعرض خبرته أمام النواب في خطاب معد من قبله أو من قبل كتلته ،
ثم يصوت على كل منهم؟. أفي ذلك مساساً بشخص المرشح ويتخوف من فشل
التصويت عليه ؟ أو تتخوف الكتل أن يطول الأمر ولا ينجح أي مرشح في
الحصول على النصاب المطلوب ؟. أين المشكلة أو الخطأ أو الخطر في ذلك ؟
أليست العملية ترشيح وتصويت ، والكل يكشف أوراقه!. أليس في ذلك فائدة
عظمى حيث لا يكون المرشح مغروراً بنفسه أو كتلته مغرورةً بنفسها!. ثم
لا تدعي الكتلة مستقبلاً أن منجزاتها كانت مفخرة تاريخية للبلد وأنها
كانت معجزة القرن ولولاها ما كان البلد ولن يكون.(كما يتبجح بذلك الآن
بعض أركان الحكومة الحالية).
ـ قد تكون هناك ربما أخطاء وفضائح في هذه الجلسات المعلنة غير
المسبوقة سلفاً بالاتفاقات. وما المانع في ذلك أو أين الضرر فيه ؟ أم
أن هناك تخوف على المستقبل السياسي للنواب أو للمرشح لهذا المنصب أو
ذاك؟. أليست من مصلحة البلد أن تتكشف طروحات الكتل ونوابها؟ فلربما
اكتشف النائب انه في الكتلة البرلمانية الخطأ أو التي لا تتفق طروحاتها
حقيقة مع الواقع السياسي أو أن الكتل الأخرى ذات موضوعية سياسية أكثر
جدارة من طروحات كتلته الحالية!.
ـ ألا تكون المداولات خارج الجمعية ، سبباً في ظلم ذلك النائب عندما
ينسحب من هذا التكتل والتحاقه بآخر ؟ حيث لا تعلم الجماهير بما حدث ؟
وتبدأ الشائعات والتهم نصب عليه صباً من كل حدب وصوب؟ ألا تتزعزع ثقة
المواطنين في النواب، وتكثر الشائعات على النواب كلما زاد التأخير ؟
ـ ألا تكون المداولات العلنية ضمانة لمصلحة البلد ؟ بل وتمنع النفوس
المريضة من التآمر أو التحريض بالخفية هنا أو هناك !. بل ويبعد التهمة
عن هذه الكتلة أو تلك بأنها تأتمر بأوامر خارجية.
ـ هل الكتل الفائزة تخاف من شيء يكشف حقيقة طروحاتهم السياسية
والمكاسب التي يريدونها من الجمعية ؟ آم يخافون أن تنكشف شهيتهم
الفضيعة للمناصب الوزارية ؟ أليس الأجدر بهم أن يكونوا حريصون على
البلد ، ويكون شعارهم التنازل عن أي مغنم في سبيل البلد وأهله. أم أنهم
نسوا ما قالوا ؟
ـ ألا يعد التأخير سبباً في زعزعت مكانتهم بين الأمم وفي الاجتماعات
الدولية بعد ذلك ؟. بل وقد تطرح قرارات دولية توجب الجمعية إلى التحكيم
إلى جهة دولية تفرض الحلول عليها؟ وبالتالي كما يقول المثل (كأنك يا
زيد لا رحت و لا غزيت ).
ـ هل إن اختيار رئيس البرلمان ونائبيه هو المبرر لكل هذا التأخير ؟
فلا يتمكن النواب من حل هذه المعضلة علنياً أمام الجمهور ؟ هل يعقل آن
هناك ما يتخوف منه آو آن تتكشف صورته عند طرح هذا الموضوع للمداولة ؟
ـ أم أن اختيار رئيس الوزراء ، وأعضاء حكومته مبرراً مقبولاً لكل
هذا التأخير في عقد الجلسات و في حتمية الاتفاقات قبل الجلسات ؟ هل شك
النواب في قدرتهم على الحوار وطرح الحجج أثناء المداولات ؟ أم أنهم
يفتقدون للخبرة والمعرفة في ثقافة الحوار واتخاذ القرارات والتصويت
عليها؟ هل أن النواب (كما يشاع) مسيرون من خارج البلد ، فلا يملكون
حرية الحوار العلني أو القدرة على التصرف داخل الجمعية من دون الرجوع
إلى أسيادهم ؟
والكثير الكثير الذي يقال في سلبيات وأضرار ما حدث من تأخير بإنتظار
ما تكشف عنه الاتفاقات السرية أو المطولة بين الكتل ( آو النواب).
والكثير الكثير الذي يقال في ايجابيات المداولات العلنية والمستمرة
لجلسات الجمعية الوطنية.
لذلك أيها النواب احترموا فكرنا وتداولوا فيما بينكم تحت أنظارنا
ومسمعنا ً، فنحن الذين نقيمكم ونقيم طروحاتكم، ولستم انتم الذين تقيمون
بعضكم البعض . وكونوا حريصون على صورتكم بأعيننا لا على صورتكم فيما
بينكم. أنتم متنافسون فيما بينكم لإرضائنا، لا أن ترضوا بعضكم البعض
على حسابنا. ولا تحملونا ما لا نصبر عليه منكم ، إذ أن للثقة السياسية
بكم والصبر الإعلامي والجماهيري حداً لا تتجاوزوه...
alazeerjawi@hotmail.com |