قام النظام السابق خلال سنين حكمه السوداء بمجازر عديدة شملت جميع
الاعراق والطوائف وكان من بين تلك المجازر جريمة حلبجة ومجزرة الانفال
والمجازر التي تلت انتفاضة عام 1991 وبلغت اعداد القتلى في هذه المجازر
مئات الالوف من ابناء الشعب رجالا ونساءا واطفالا وشيوخ واستمرت مجازره
حتى لحظاته الاخيرة حيث قام باعدام المساجين والموقوفين السياسيين قبل
ان يهرب هو وزمرته.
وبعد التحرير قامت جموع الشعب بالبحث عن المقابر الجماعية فوجدت
المئات منها في عموم العراق، منها ما حوى على عشرات الشهداء ومنها ماضم
رفات المئات من الشهداء الذين قتلوا على يد جلاوزة النظام البائد بكل
صلف وبرودة دم وبمختلف الاساليب فمنهم من قتل تعذيبا ومنهم من قتل
برصاصة في الراس وكان بينهم اطفال في عمر الورود قتلوا وهم بيد امهاتهم
اللواتي قضين معهم.
وكان المجرمون يتفننون بالقتل حتى انه وجدت سيارات نقل مدفونة
بركابها بعد قتل البعض منهم بالرصاص ودفن الباقي احياء.
لقد ارتبط اسم صدام والبعث بالمقابر الجماعية كما ارتبط اسم هتلر
والنازية بالمحارق البشرية وسيبقى شعبنا يذكر مئات الالوف من ابنائه
البررة الذين قتلهم صدام والبعث بدون مبرر سوى حقده على العراقيين من
اهل الشمال والجنوب، شيعة واكراد مع انه لم ينجد من اعداماته جميع
اطياف الشعب العراقي ولم ينج من الاعدامات حتى بعض اهله واقاربه
ومساعديه.
واليوم تقوم منظمات المجتمع المدني بالمشاركة مع ابناء الشعب بالبحث
عن المقابر الجماعية وتساهم في كشفها وبذل الجهود في الكشف عن اسماء
وهويات الشهداء وتوثيق هذه المقابر بالصور والافلام ونشر المعلومات
عنها والتعاون مع مختلف المنظمات الدولية والعالمية من اجل توثيق تاريخ
هذه الجرائم كي لاينسى شعبنا مرحلة من اسود ايام تاريخه.
سيبقى التاريخ وشعبنا العراقي يذكران صدام والبعث باعتبارهما من
اكثر الطغاة اجراما في التاريخ وسيبقى اسم صدام والبعث مرتبطا بالمقابر
الجماعية التي دفنوا فيها المئات ان لم يكن الالوف من ابناء شعبنا
البريء، وسيبقى العراقيون يتذكرون المقابر الجماعية كي يمنعوا تكرارها
على يد جلاد جديد قد يظهر بيننا، لذلك علينا ان نوثق قصص عوائل الشهداء
وننشرها كي لاتنسى ما حصل وكي نمنع أي تجاوز على حقوق الانسان الاساسية
ومنها حقه في حياة حرة كريمة ينعم بها في ربوع وطنه بامن وسلام.
* الامين العام لمجلس أهالي مدينة كربلاء
المقدسة |