اكدت وزيرة الداخلية النمساوية ليزا بروكوب اليوم انه لا توجد خطط
لدى حكومتها بمنع ارتداء المدرسات المسلمات للحجاب في المدارس
النمساوية.
وورد هذا التاكيد في بيان صحافي مشترك مع رئيس الهيئة الاسلامية في
النمسا انس الشقفة وزع على الصحافة في اعقاب تصريحات صحافية نسبت
لوزيرة الداخلية امس تطالب بمنع المدرسات من ارتداء الحجاب داخل
المدارس النمساوية العامة كونه لا يتفق مع القيم السائدة في المجتمع
النمساوي.
وذكر البيان ان الدين الاسلامي معترف به كدين رسمي في دستور البلاد
منذ عقود طويلة من الزمن وهو مقبول من جميع فئات وشرائح المجتمع
النمساوي وينص على حق المراة في ارتداء الحجاب في البلاد.
وتناول البيان مسالة الحريات الدينية التي يكفلها الدستور في البلاد
ومنها ارتداء الحجاب مشيرا الى ان الوزيرة اكدت بوضوح انها ليست على
الاطلاق من الذين يعارضون ارتداء المراة المسلمة للحجاب في البلاد
وتعتبر ما نسب اليها مجرد سوء فهم من بعض الصحافيين لما ارادت قوله.
وذكر البيان ان هناك خلطا بين مفهوم الدين والعادات مشيرا في هذا
الصدد الى ان اعتبار بعض مظاهر التعصب الاجتماعي كضرب النساء وجرائم
الشرف والاكراه على الزواج من مبادىء الدين الاسلامي تجنيا على طبيعة
الدين الاسلامي الذي يرفض هذا السلوك الظالم بشكل مطلق.
وخلص البيان في الختام الى القول بان الوزيرة بروكوب والسيد الشقفة
انتهزا فرصة لقائهما اليوم للنظر في مدى التعاون وتقديم الحكومة الدعم
الممكن لبعض مشاريع الهيئة الاسلامية في المستقبل.
وعلى صعيد متصل قال رئيس الهيئة الاسلامية انس الشقفة ان وزيرة
الداخلية اعربت عن اسفها لما احدثته تصريحاتها الاخيرة بشان ارتداء
المدرسات للحجاب من شعور بالغضب لدى الجالية الاسلامية مؤكدة في الوقت
ذاته بان تصريحها في هذا الخصوص قد "اخرج عن سياقه الطبيعي".
واضاف الشقفة على هامش اعمال مؤتمر المنتدى الاسلامي الغربي الذي
يعقد حاليا في العاصمة فيينا و يهدف الى دعم الحوار بين العالم
الاسلامي و الغرب وسبل التصدي لما يسمى بصراع الحضارات قائلا "ان رئيس
البرلمان النمساوي اندرياس كول وعدد من المسؤولين الكبار في الدولة
اتصلوا به للتاكيد على موقف النمسا الثابت و الداعم لحقوق الجالية
المسلمة في البلاد وعدم وجود اية خطط لدى الحكومة بمنع ارتداء المدرسات
المسلمات للحجاب في المدارس النمساوية" .
وطبقا لاحصاءات وزارة الداخلية النمساوية فان عدد المسلمين في
النمسا تضاعف منذ عام 1991 بحيث اصبح الاسلام ثاني اكبر ديانة في
العاصمة النمساوية فيينا بعد الديانة الكاثوليكية اذ زاد عدد المسلمين
من نسبة اثنين بالمائة من عدد سكان النمسا عام 1991 الى حوالي خمسة
بالمائة مؤخرا.
وذكرت الاحصائية ان عدد المسلمين في البلاد يصل الى 340 الف نسمة
بينهم 96 الف نسمة يحملون الجنسية النمساوية. |