ان العملية الارهابية في الحلة الفيحاء والتي قامت بها مجموعات
متطرفة وهابية سلفية كانت ام غيرها وتحت الشعارات الاسلامية والاسلام
بعيد عنهم وعن رغباتهم الدموية واعمالهم الاجرامية واللاانسانيه كانت
ابشع واكثر الاعمال الاجرامية والارهابية بل واكثرها اراقة لدماء زكية
طاهرة وحصد ارواح اناس ابرياء،وقد زادت من المصائب والفتن التي اصيب
بها الاسلام وفسح المجال امام قوى الشر والكفر والظلام والعدوان لترويج
سمعة سيئه عنه وادى هذا الحادث الاجرامي العنيف وغيره الى ترويج سمعة
سيئه عن الاسلام والمسلمين واتهامهم بالارهاب والهمجية والتخلف.
ان ظاهرة العنف والارهاب والعدوان هي ظاهرة تتكرر منذ العصور
القديمة الى عصرنا الحاضر لدى كافة الشعوب والامم،
وان الاسلام هو دين يدعو الى استعمال الطرق السلمية في التعامل
مع الاخرين وهو دين الامن والسلام، قال
تعالى: "ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظه
الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن".
فهذه الاية الشريفة تشير الى الحوار والاعتراف بالآخرين والتقارب
والتفاهم، كذلك الاسلام يدعو الى السلم واللاعنف وان العنف والارهاب
ليس له علاقة بالجهاد وان العنف والارهاب لايؤدي الى حل المشكلات التي
تواجه الانسان والمجتمع لذلك فأن الاسلام يتبنى شعار السلام.
وقال تعالى: "يأيها الذين امنوا ادخلوا
في السلم كافة ولاتتبعوا خطوات الشيطان انه عدو مبين".
كذلك يؤكد الاسلام على ان تسود روح الاخاء والمحبة والاحسان والبر
والعدل بين المسلمين وغيرهم ويدعو دائما الى الحوار والسلام والامن
والابتعاد عن التسلط والظلم والعدوان وانكار حقوق الاخرين.
قال تعالى: "ادفع بالتي هي احسن فأذا
الذي بينك وبينه عداوه كأنه ولي حميم". وقال ايضا:"وتعاونوا على البر
والتقوى ولاتتعاونوا على الاثم والعدوان".
وقال الرسول (ص) في خطبة الوداع:
"ايها الناس ان ربكم واحد، وان اباكم واحد..ايها الناس كلكم
لادم وادم من تراب".
وقال الامام علي (ع): "الناس صنفان اما
اخ لك في الدين او نظيرك في الخلق".
ان الارهاب يعني قلة الوعي والحقد والانانية وهو اداة لتدمير
الانسان والحضارة البشرية وان الذي يحارب الارهاب يجب ان لايمارسه
فالارهاب والعنف والظلم والاستبداد كان السبب في انهيار وسقوط
امبراطوريات وممالك ودول وحكام واصبحوا لعنة التاريخ ويجب ان تتظافر
الجهود التربوية والاعتماد على منهج تربوي للوصول الى فلسفة تربوية
شاملة ومتكاملة لانهاء الصراعات الاجتماعية الحادة ووقاية الكثيرين كي
لايكونوا عنيفين وهو السبيل الوحيد لاصلاح العقل والتخلص من الفكر
الارهابي الذي يسعى لتدمير الشخص ذاته ومن حوله، ويجب ان لاننسى بأن
اكثر مشاكل الارهاب والجريمة والعدوان التي يعاني منها العراقيون
الشرفاء تأتي من الخارج ومن الذين دخلوا العراق بصورة غير شرعية وعلى
الحكومة القادمة اصدار قوانين واجراءات امنية صارمة تحمي العراقيين
الشرفاء والابرياء من هذه الاعمال العدوانية الجبانه واللاانساتية
والقضاء على جماعات العنف والجريمة والارهاب والتعصب الاعمى.
*بلغراد-صربيا والجبل الاسود
sabah@sezampro.yu |