إن معايشة الوسط الثقافي المتثاقف هو غير المنظور إليه من خارجه.
العاملون في الأوساط الثقافية – المتثاقفة أي غير الملمة بغنية ما
ينبغي أن يكون عليه من دراية يكاد يكون قد أصبح من الألغاز في الوسط
الثقافي وهذا ما يضيف للمثقف الحقيقي هماً جديداً فوق همه واليوم فإن
ظاهرة الدخلاء المخترقين للوسط الثقافي العام يشكلون النسبة الأكبر من
بين مجموع العاملين فيه وباستثناء بعض الدوريات المحترمة (صحف مجلات..).
وفي الحوار مع هؤلاء الدخلاء التي غالباً ما تكشفهم الصدفة لمعرفة
مستواهم المؤهل أو اللامؤهل للعمل الجدير في الأوساط الثقافية يكتشف (المثقف
الحقيقي) كم هو الحال مزريٍ لدى العديد من هؤلاء المثقفين بالاسم رغم
أن لبعضهم أسماء راكزة في مجاله الإعلامي، وما يمكن تفسيره لغير صالح
أولئك الأوغاد العاملين في بعض الأوساط الثقافية أنهم يعرفون (من أين
تؤكل الكتف!) فترى أن سهمهم في تصاعد مع أنهم غير معروفين بأي نتاج
ثقافي موثق بأسمائهم لدى أي دورية لا في بلدهم ولا خارجه لكن صعودهم
لتبوء مركز ثقافي قيادي غالباً ما يأتي لأن الساحة الثقافية التي يسيطر
عليها الآن (المموّل بالدولار) هو الذي يكون له قرار القطع بالسيف لكل
حالة.
وبديهي جداً فإن الكاتب المتثاقف أي غير المؤهل للكتابة لديه ميل
شديد ليقول عنه الناس أنه فلان وأنه يشغل منصباً ووظيفةً ثقافيةً عالية
في الجهاز الإعلامي أو الثقافي الفلاني لكنه لا يعلم أن إطلاق مثل هذا
التقييم من اللاعارفين لفضيحة أميته لا يمكن أن تستمر لصالح اسمه
النكرة الذي صعد على كل الأسماء لأن ممول الدولار معه أرادا استكمال
مهزلة دورة الزمن لصالح الأمية الثقافية على حساب العلمية الثقافية.
إن التطورات الحاصلة في الأوساط الثقافية تشير بوضوح لا يقبل الجدل
أن السمة الغالبة الآن فيها هي لصالح الانتهازيين المتثاقفين الذين
يفرضوا مناخات التآمر على الثقافة الملتزمة تحت حجج ومبررات تحسباً من
أن يكشفهم الزمن عبر فضح مستوياتهم المتثاقفة التي بدونها يكون العمل
لدى أي جهاز إعلامي أو دورية صحفية أفضل فهؤلاء الغير دقيقين في عملهم
فتسببوا في عروض أنماط لا تُبرّئ أزمة الثقافة العربية من مستنقع
التكرار وتقليد المثقفين الحرفي الظاهر في استجماع الكلمات والجمل
والتعابير من هنا وهناك التي يصفق لها لوحده (الممول) الذي لا يهمه سوى
تقديم شيء كيفما يكون ليظهر أمام الرأي العام بأنه راع للثقافة في حين
أنه ليس أكثر من راعٍ للأمية الثقافية وما أكثرها هذه الأيام. |