اعتبر الخبير الكويتي في الشؤون الاجتماعية جاسم المطوع التطرف
كالمرض او الفيروس مبينا ان اكثر الناس تعرضا له هم الاشخاص غير
المحصنين او قليلو المناعة. وقال المطوع ان "التطرف الديني هو الذهاب
لاقصى الدين دون المرور عبر علومه حيث تصبح النظرة غير مكتملة". وذكر
ان الناس ينقسمون الى عدة اصناف فهناك من يهتم بالاشياء او الاشخاص او
الافكار مضيفا ان "المتطرفين يهتمون بالافكار للوصول الى التغيير".
واوضح ان الاسلام هو منهج متكامل ولكن المتطرفين يأخذون جزءا منه وهو
الجهاد دون الاهتمام بباقي الجوانب ثم يطبقونه تطبيقا خاطئا مبينا "انهم
يتركون مجالات العمل الرحبة وهي الاقتصادية والتربوية والاعلامية التي
تنمي الامة وتعود على مجتمعاتها وعلى البشرية بالنفع". وحول توجيه تهمة
التطرف الى مجتمعات او طوائف معينة قال المطوع ان "هذا امر خاطئ لانه
مبني على انطباعات وليس على دراسات علمية دقيقة". ودعا المسلمين الى
نشر الخير في كل مكان وبكل الوسائل الممكنة والى اجراء حوار بين الآباء
والمدرسين من ناحية وبين الابناء والطلبة من ناحية اخرى.
من جهته قال النائب الكويتي يوسف الزلزلة للشرق الاوسط ان هناك أدلة
على وجود مواد متطرفة في المناهج الدراسية في 11 كتابا من مواد التربية
الإسلامية تدعو إلى التطرف وتثير الطائفية، لمختلف المراحل التعليمية
وكذلك في المعهد الديني، تحتوي أفكاراً تكفيرية ومتطرفة، وذلك بعد
قيامه بمسح جزئي لإعداد دراسة بهذا الشأن. وهناك بعض الأطروحات في هذه
الكتب تقوم بتكفير بعض الأشخاص وتضع قطاعا كبيرا من المسلمين في خانة
الشرك، وبالتالي تعمل على استصغار واحتقار وتكفير معتقدات الآخرين
نتيجة لاجتهاد معين يختلفون في معانيه، فهناك مدارس فقهية مختلفة تختلف
في اجتهاداتها، لذلك لا بد من وقفة متأملة من قبل المسؤولين في وزارة
التربية لإعادة النظر في بعض المناهج.
ويوق الزلزلة ان هناك كتاب للتربية الإسلامية للصف العاشر، حيث
يتحدث في مقدمته إلى حاجة المسلم لمعرفة أسباب الضلال للعمل على
اجتنابها والحذر منها، وعلى الرغم من أن الكتاب موجه للمسلمين يأتي
ليقول: «إن من ضمن الشرك الأكبر هو التقرب بالذبائح والنذور لغير الله
من القبور والجن والشياطين وأيضاً كالذين يعبدون العجل والكواكب
والأحجار والأصنام». فإذا كان الحديث موجها للمسلمين فلا يوجد مسلم
يعبد حجارة أو صنما أو بقرة أو شجرة، فبالتالي وضع هذه العبارات بهذه
الطريقة يدعو إلى التحريض على مجموعات كبيرة من الناس، وإعطاء صورة غير
صحيحة عن معتقدات المسلمين وأيضاًَ يوجه قطاع الشباب من صغار السن
ليعيشوا حالة متشنجة وحالة ضدية وندية ضد المسلمين والآخرين، الأمر
الذي يدلل على أن هناك فكرا تكفيريا يدعو الناس بأنهم مشركون. كما أن
هذا الكتاب يتحدث عن الشرك الأصغر فيقول: «أما شرك الأفعال فمثل لبس
الحلقة والخيط لرفع البلاء أو دفعه ومثل تعليق التمائم خوفاً من العين،
فمن اعتقد بأن هذه الأسباب لرفع البلاء أو دفعه فقد أشرك»، وهذا غير
صحيح فهناك كتب للمسلمين تحتوي على الكثير من الأدعية والآيات التي
يستحب أن يضعها الإنسان في جيبه أو تكون معه حتى يحفظه الله، فالمشكلة
هنا تجيير الآيات. |