ماذا يقول واقعنا الإسلامي؟ هل ابتعدنا نحن المسلمون عن الدين
المحمدي؟ وهل يكفي أن ندعي الإسلام ولا نعمل به أسئلة كثيرة تلح على
التفكير وخصوصاً بالنسبة للأناس الذين ينوون أداء فريضة الحج بهذه
المرحلة الزمنية القاسية التي لم تحل مشاكل الجياع المسلمون وطبقاتهم
القلقة.
إن الأزمة النفسية العالمية اليوم تجتاح مجتمعات بكاملها وتجمعات
البشر لم تتفق بعد على ما يمكن أن ينقذها من العوز المادي والمعنوي
أيضاً وتأتي مناسبة أداء فريضة الحج لتدق في الرؤوس الإسلامية الحقة دق
الفأس بالحجر وكأنها تريد أن تنبه إلى ضرورة تحسين أوضاع المسلمين
بكافة أرجاء المعمورة ولكن ما هو ملموس ليس بمقدور أحد أن يعطي ضماناً
لحل مشاكل المسلمين المشتتين ومجتمعاتهم بلا تنامي حقيقي ويمكن لهذا
الحال أن لا يحول إلى نهب ثروات البلدان الإسلامية أو على الأقل حقيقة
تشتيت الجهد وتبديد تلك الثروات بما هو غير مطلوب فما هو السبيل الأنجع
الذي على مسلمي العالم أن يفكروا به؟ ومن أين تأتي مراقبة كل النشاطات
للمجتمعات الإسلامية التي تكاد أن تعرف بالاسم فقط أكثر مما تعرف
هويتها بالفعل الإيجابي الشامل.
إن قبلة غالبية من المسلمين أو المحسوبين عليهم هو (المال) وبالعملة
الصعبة والعجب أن كل يوم يمر على مأساة المسلمين والأوضاع كما هي راكدة
على محور اللامبالاة إن بمجرد وجود الإنسان بأي مكان كان فهناك مسؤولية
تقع على عاتقه إذ أن الحياة غير مؤهلة بدون أن تكون للحقائق صداها، وفي
الحج مناسبة عظيمة لتذّكر كل ذلك باعتبار الإسلام ديناً للهداية قبل كل
شيء وديناً للإيمان بالغيب الإلهي قبل كل شيء أيضاً وأن في أداء مناسك
الحج فرصة جانبية يمكن لتجمعات المسلمين أن يتدارسوا فيما بينهم
وخصوصاً (الوجهاء عند المسلمين) للعمل على وثيقة تكفيل تحل مشاكل
المسلمين (أفراداً و عوائل و مجتمعات) والإسلام يريد ذلك فعلاً فكم من
المسلمين يعملون الآن لتحقيق ذلك؟!
وأنه لمن العجب أن يدعي البعض وهم في الوجاهات الإسلامية ولا يرعون
مصالح المسلمين ويبدو أن مثل هؤلاء المنبهرين بهزيمتهم أمام الحقائق
الإسلامية التي تتطلب ترجمة ما هو مطلوب بحسب ما جاء في القرآن الكريم
وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) وتعاليم أهل البيت (عليهم السلام)
إلى أعمال كي يسترشد بها كل المسلمين وبذاك نكون قد خلقنا مجتمعاً
إسلامياً واعياً لمبادئه ومطبقاً لها. |