هبت جموع الملايين من شعبنا العراقي النبيل قبل ثلاثة أيام في الخارج
واليوم 30 / 1 / 2005 في الداخل إلى تلبية واجبها الوطني المقدس لإجراء
الإنتخابات في ظروف مناخية باردة قارصة ومادية قاسية في الخارج، وفي
الداخل تجاوزت متحدية كل العصابات الإرهابية والحركات الأصولية
التكفيرية المتطرفة وفلول نظام البعث الدموي وعملاء النظام من العرب
والفضائيات والصحف العربية، من أجل إعادة كرامة العراقيين وعزتهم
ومكانتهم المرموقة بين دول العالم المتحضرة، بعد أن ذاقت أشد أساليب
العنف والقتل والإرهاب والتهجير والحروب منذ مئات السنين .
و هكذا قالت جماهير شعبنا العراقي كلمتها : نعم نعم للإنتخابات ولا لا
للإرهابيين والبعثيين القتلة ومن له جذور بعثية قديمة، متحدية الصواريخ
والمدافع والسيارات المفخخة وعملاء صدام من الشخصيات السياسية وبعض
الأنظمة العربية والفضائيات والصحف العربية العميلة .
أثبت شعبنا العراقي البطل بقيادة المرجع الديني الأعلى سماحة السيد علي
السيستاني والأحزاب الوطنية العراقية الدينية والديمقراطية والكوردية
والشخصيات العراقية الوطنية أنه شعب الحضارات وشعب البطولات قادر على
قهر الصعاب مهما طال أمدها وسحق الخونة من فلول النظام الفاسد وعملائه
العرب المتسللين الذين عاثوا في العراق فسادا ودمروا البنى التحتية
واختطفوا وقتلوا آلاف العراقيين معظمهم مدنيين من النساء والأطفال
والرجال والشيوخ وأهانوا كرامة الإنسان العراقي بمثل ما فعل المجرم
طاغية العوجة .
نهنئ شعبنا العراقي الحبيب في الخارج والداخل وأنفسنا بهذا العيد
المبارك، عيد الكلمة الحرة، عيد الكرامة العراقية، وعيد الإستقلال
والديمقراطية، وعيد الخلاص من المنظمات الإرهابية والتكفيرية كالقاعدة
والسلفية وأنصار الإسلام وطالبان وفلول القتلة البعثية التي قامت
بالإبادات والمجازر الجماعية في كل شبر من أراضي العراق المطهرة النقية
.
لقد عانى شعبنا العراقي الكريم منذ مئات السنين وخاصة منذ مجيئ
البعثيين والقوميين إلى الحكم في الثامن من شهر شباط عام 1963 بقطار
أنجلو – أمريكي، كما صرح رئيس وزراء البعث علي صالح السعدي، أشد أنواع
التعذيب والحرمان والإهانات والقتل والتجويع والتسميم والتهجير
والإبادات الجماعية في كردستان العراق وفي وسط وجنوب العراق وفي الحروب
الجائرة التي خاضها نظام البعث ضد الجارة الشقيقة الجمهورية الإسلامية
الإيرانية وفي غزوه البربري لدولة الكويت الشقيقة وحرب تحرير الكويت من
الغزو الصدامي في شهر فبراير / شباط 1991 وعند سقوط طاغية العوجة في
التاسع من نيسان الأغر عام 2003 .
وقد هجر نظام البعث المخلوع أكثر من أربعة ملايين نسمة من العراقيين
معظمهم من الشيعة العرب والأكراد الفيلية بعد أن أذاقهم سوء العذاب
وصادر بيوتهم وأملاكهم وهوياتهم وجنسياتهم وكل شيئ يثبت على إنتمائهم
للوطن العراق .
ساهمت بعض الأنظمة والشخصيات السياسية العربية الذليلة والصحف
والفضائيات العربية العميلة بدعم النظام البعثي الجائر في حروبه
العدوانية وسلب خيرات وثروات العراق على حساب شعبنا العراقي المظلوم من
الشيعة والأكراد والتركمان وغيرهم .
إلا أن إرادة شعب الحضارات لم ولن تنهار، صارعت النظام البائد بسواعد
أبناء وادي الرافدين الأشاوس وبقيادة المرجعيات الدينية والأحزاب
الوطنية العراقية الديمقراطية والكوردية، في الداخل والخارج طوال حكم
البعث البغيض، وتمكنت بإرادة الله وأبناء العراق وبدعم قوات التحرير
والتحالف والإحتلال إلى إزالة النظام المقبور في التاسع من نيسان
المبارك 2003 .
فلم تقف للأسف الشديد تلك الجهات المذكرة أعلاه مكتوفة الأيدي، بل أنها
شنت حروبا وحملات نفسية جائرة وبشعة ضد الشعب العراقي بوسائل إعلامها
الخبيثة تارة كالفضائيات والصحف من أجل إثارة النعرات الطائفية
والعنصرية وبلبلة وتمزيق وحدة الصف العراقي بدلا أن تواسي شعبنا
المظلوم وتقدم له المساعدات الإنسانية . كما ساهمت مباشرة أو بصورة غير
مباشرة في إرسال عملائها أو السماح للإرهابيين العرب إلى التسلل داخل
الأراضي العراقية للقيام بعمليات إجرامية كالإختطاف والنهب وحز رؤوس
الأبرياء العرب والأجانب والعراقيين خاصة منتسبي الشرطة العراقية
والحرس الوطني العراقي، وتفخيخ السيارات في العمليات الإرهابية التي
راح ضحيتها الآلاف من العراقيين معظمهم من النساء والأطفال والرجال
والشيوخ بحجج مختلفة عنصرية كانت أم طائفية أو سياسية .
إن هذا اليوم الأغر، يوم الثلاثين من كانون الثاني عام 2005 يعتبر لنا
نحن العراقيين بكافة قومياتنا وأدياننا ومذاهبنا وطبقاتنا الإجتماعية
واتجاهاتنا الفكرية والسياسية عيدا وطنيا وفرحة عظيمة لإعادة الكرامة
والعزة والهوية العراقية .
لذا نناشد من الأعماق مرجعيتنا الدينية الشيعية والسنية والأحزاب
الوطنية والديمقراطية والكوردية والشخصيات السياسية العراقية إلى
الجلوس حول طاولة الحوار السياسي الهادئ البناء من أجل تأسيس الجبهة
الوطنية العراقية، جبهة الخير، ضد قوى الشر البعثية والإرهابية لتحديد
السياسة العراقية ووضع الخطط اللازمة لكتابة الدستور العراقي الدائم
وانتخاب رئيس الجمهورية يتفق عليه كل أعضاء الجعية الوطنية الإنتقالية
والقيام بمعالجة البطالة والمشاكل الإجتماعية والصحية وحفظ الأمن
ومحاكمة المجرمين من النظام السابق المخلوع والإرهابيين الذين تم القبض
عليهم أمام الشعب العراقي ووفق القانون والعدالة والدستور .
كما نرجو من الحكومة المنتخبة أن تبلور وترسم وتعيد علاقاتها مع الدول
العربية والإسلامية على أساس مصلحة العراق والعراقيين أولا ومصلحة
الطرفين تانيا وعدم السماح بالتدخل في الشأن العراقي .
كما نأمل أن يتم إستبدال المحافظات إلى ولايات عراقية متحدة مستقلة
وغير منفصلة عن الحكومة المركزية في بغداد، من أجل توزيع الثروات
العائدة من النفط على الولايات، كل ولاية حسب احتياجها وعدد نفوسها،
لغرض بناء المشاريع والدور والمصانع والمستشفيات والمدارس والكليات
والجامعات وغير ذلك من المشاريع الضرورية .
فإليك يا شعبي العراقي العزيز أزف لك التهاني بهذا اليوم الخالد !
المجد والرحمة والخلود لشهدائنا الأبرار، الموت والخزي واللعنة على كل
من ساهم بقتل ضحايانا وسلب خيراتنا !
العزة والكرامة للعراقيين والعراق!
adnan_al_toma@hotmail.com |