إن البدانة أو الوزن الزائد وإن كانت من
علائم الصحة لكنها إن تعدت الحدود الحمراء تحوّلت إلى داء قاتل مما
أجبر الأطباء إلى إعلان التحذيرات، فعلى هامش تحذير التجمع العلمي في
مدينة اديلاد الأسترالية من أن الدهون المتراكمة في منطقة البطن التي
تعرف شيوعاً (بالكرش) وتصيب عدداً متزايداً من الأستراليين، وهي في
الواقع (قنابل موقوتة) تؤدي إلى أزمات قلبية وسكتات دماغية، فأطرف
طريقة للحدّ من البدانة أوصى بها الأطباء الأستراليون الذين حثوا حكومة
بلادهم على مكافحة انتشار البدانة عن طريق فرض (ضريبة بدانة) على
الوجبات السريعة والمشروبات التي تحوي نسبة كبيرة من السكريات بعد أن
وصلت معدلات السمنة بين الأستراليين مستويات قياسية.
فقد أظهرت دراسة شملت أكثر من (11) ألفاً أن نحو (60%) من
الأستراليين يعانون من السمنة وهي نسبة تزيد على الضعف مقارنة بعشرين
عاماً مضت، وتسببت العادات الغذائية السيئة وقلة ممارسة التدريبات
الرياضية بزيادة عدد الأطفال المصابين بالسكري، وتعاني أستراليا من
أعلى معدلات إصابة بين الأطفال بالمرض في العالم حيث إن طفلاً من كل
خمسة أطفال بدين.
ومع الميل المتزايد إلى الوجبات الجاهزة الدسمة وقضاء الساعات
الطويلة أمام التلفزيون وألعاب الكمبيوتر ارتفعت نسبة السمنة في
استراليا لتحتل المركز الثاني بعد الولايات المتحدة في هذه المشكلة.
وتظهر البيانات أن السمنة بين أطفال أستراليا ترتفع بمعدل واحد في
المائة سنوياً وهو اتجاه يشير إلى أن نصف الشبان الأستراليين سيعانون
زيادة الوزن بحلول عام (2025).
ودفعت زيادة نسبة السمنة في أستراليا الهيئات الصحية وحكومات
الولايات إلى البحث عن سبل لتشجيع الناس على الحركة والتخلص من بضعة
كيلو غرامات في حين أن مجال إنقاص الوزن يحقق ربحاً قيمته مليار دولار
أسترالي سنوياً.
ليس فقط استراليا هي وحدها من تعاني من السمنة فقد ذكرت جمعية صحية
إيطالية أن واحداً من كل اثنين من الإيطاليين فوق سن الخمسين يعانون
زيادة في الوزن فيما يقاوم الأطفال والشبان البدانة. وذكرت الجمعية
الإيطالية للأغذية بعد فحصها مجاناً (120) شخصاً أن الوزن الزائد أصبح
وضعاً خطيراً في البلاد خاصة بين الأطفال تحت عشر سنوات والبالغين فوق
الـ(50) سنة. وحذرت الجمعية من تقليد الأمريكيين حيث يوجد (54) مليون
شخص يعانون السمنة وأكثر من (50%) زيادة في الوزن.
أما بالنسبة للبدانة عند الأمريكيين فقد ذكر تقرير سابق أن عدداً من
الذين يعانون زيادة مفرطة في الوزن قد رفعوا دعوى قضائية ضد عدد من
مطاعم الوجبات السريعة الكبيرة بتهمة تقديم وجبات تسبب البدانة
والأمراض بالرغم من معرفتها بالمخاطر. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية
أن الدعوى التي تقدّم بها الأمريكيون إلى محكمة نيويورك العليا في
ضاحية برونكس تضمنت الشكوى من خداع هذه المطاعم للزبائن بإغرائهم
بوجبات مليئة بالدهن والملح والسكر. وقال سيزار باربر البالغ من العمر
(57) عاماً ويزن (125) كليوغراماً وهو أحد الشاكين (إن الطعام السريع
دمر حياتي) مضيفاً أنه كان يأكل الوجبات السريعة حتى عام (1996) عندما
حذره الأطباء من أنها ستؤدي إلى وفاته بعدما أصيب بأزمة قلبية مرتين
ويعاني مرض السكري. |