كيف يرجع البعثيون ولم يقدم حزب البعث حتى هذه اللحظة ولو اعتذار هزيل
عن جرائم الماضي ؟ كان لابد من الاعتذار على الاقل قبل كل شئ للشيعة
والاكراد حتى تتهيأ الارضية للمصالحة الوطنية، والا فقد كفانا تنازلات
من طرف واحد.هل اصبحنا بحاجة مرة اخرى الى اعادة سياسة التطهير البعثي
بعد ما اصر البعثيون على سياسة الدم . على جميع الجماعات الدينية في
جميع العراق (جميع العراق) ان تعلن بوضوح موقفها من البعث وعودته
يكفينا مجاملات وعلينا تجربة الحلول المقترحة في سبيل الوصول الى الحل
والمعالجة المناسبة لواقع من هذا النوع وبالتالي فان التماهل والتاني
المفرط يعني استفحال الحالة البعثية والسلفية من جديد مما يعني مزيد من
التصعيد، والخاسر الوحيد انتم يا ( اولاد الخايبه ) ينبغي على جميع
الكيانات السياسية والدينية ومنضمات المجتمع المدني ان تلزم مثيلاتها
في مناطق التوتر بان توضح معلنتا موقفها من بعض الاحداث الاخيرة فاما
انهم يرفضون تلك العمليات الفوضوية ضد جماعة دينية وسياسية معينة
وبالتالي فعليهم ان يصدروا فتاوى وبيانات لجميع وسائل الاعلام تعلن
موضحة ذلك باوضح السبل.
اما ان كانت لديها موانع حول خطوات ومبادرات في اتجاه الوحده الوطنية
والعقلانية في معالجة الوجود الاجنبي في العراق اذا كان الموقف الاخر
كذلك فقد يصار الى حلول اخرى من شانها المعالجة لهذا الواقع الكارثي،
تلك المعالجات ليس بالضرورة ان يكون في اولوياتها الحرب الاهلية لكن
الخيارات الاخرى سوف تبقى مفتوحة على مصراعيها ما دام الطرف الاخر مصرا
على سياسة الدم المراق.
اما الانتخابات وما اثير حولها من لغط فيما يخص التاجيل او المطالبة
بالغائها من الاساس من قبل البعض وهنا لابد من الاشارة الى نقطة مهمة
جدا ، تفيد بان جميع من في العالم يحق له التحفظ او الاعتراض او حتى
رفض مبدا الانتخابات الا البعثيون فانهم ( وعلى علم الجميع ) ليس لهم
الحق في ذلك، ليس فقط لان تاريخهم في الحكم لم يشهد ولا حتى مرة واحدة
انتخابات لا تمثل بطولتها المهزلة، ولكن اضافة الى ذلك ان الفكر
التنظيري للبعث لا يعير للانتخبات شيئا من الاهمية على الاطلاق ،
فالبعثيون تعودوا على سياسة المفاهيم المعكوسة وهم دائما يفضلون فهم
الواقع على عكسه تماما، اذ انهم وبعد ثمان سنوات من الدم وهدر الثروة
العراقية خرجوا من الحرب في قاموس البعث منتصرين، وحينما غزا العراق
الكويت وكانت طامة اقتصادية تكبدنا فيها كارثة من نوع ام المهالك من
الطبيعي جدا ان نخرج منتصرين محققين حلم التاريخ العربي بل اصبحنا
واصبح قائدنا ابو حله بعدها
فارس الامه العربية حينما انتها به المصير الى حفرة الذل، حينها صطعت
علينا بيانات البعث مبشرة بالانتصار رغم جميع ما تكبلنا من ديون
وانهيار للكيان العراقي بشكل عام.
وحينما تكون الانتخابات خطوة في اتجاه معالجه موضوعية سياسية عقلانية
للوجود الاجنبي في العراق يصر البعض على رفضها وينصب عدائيته بكل وقاحة
للانتخابات، يلوح بحنين منشود الى عصا البعث حتى بدون ان يكلف نفسه في
طرح مشروع بديل يعالج الحالة العراقية بعيدا عن خيار الاقنعة السوداء .
كاتب عراقي
Mosawi_gamal@hotmail.com |