نقدم بادئ الأمر إلى الشعب العراقي الكريم والقراء الأعزاء أطيب
التهاني وأحلى الأماني بحلول العام الجديد سائلين العلي القدير أن
يجعله عاما سعيدا مكللا بنجاح الإنتخابات وتشكيل الحكومة العراقية
الدائمة والنصر المجيد على أعداء العراق والعراقيين الميامين من أعوان
وعملاء الطاغية وأنصاره من الإرهابيين البعثيين والمتسللين العرب
القتلة العبيد، وأن يمن على شعبنا العراقي النبيل بكل طوائفه وقومياته
وأحزابه الوطنية والشعوب العربية والإسلامية الكريمة والعالم أجمع
بالعزة والنصر والسلام، إنه سميع مجيب .
بعد سقوط نظام البعث الفاشي في التاسع من نيسان المبارك عام 2003 سعت
للأسف جامعة الدول العربية وبعض الأنظمة ووسائل إعلامها المرئية وغير
المرئية وفضائياتها العميلة والشخصيات السياسية العربية والصحف
والمجلات الرخيصة المشبوهة العميلة ومعليقيها التي كانت ومازالت
متعاونة مع نظام الطاغية المخلوع إلى جر العراق وإشعال الفتن
والإضطرابات وإقحامه في حرب طائفية عنصرية أهلية مدمرة، تؤدي بالنتيجة
إلى المزيد من سفك الدماء والمقابر الجماعية الرهيبة إضافة إلى تدمير
كل البنى التحتية وعرقلة الإنتخابات الديمقراطية لتشكيل حكومة عراقية
وطنية فيدرالية تعددية تحترم الإنسان العراقي بغض النظر عن معتقده
ومذهبه وقوميته وكذلك المبادئ الإسلامية والتقاليد في العراق .
نحن لا نفهم هذه المعايير المزدوجة بشأن الإنتخابات . ان الإنتخابات
العراقية في نظرهم ممنوعة وحرام على شعبنا أن يختار حكومته الوطنية
التي تمثله وينال حقوقه وسيادته الكاملة، بيد أنهم لا يحرمون
الإنتخابات في فلسطين . أي منطق سقيم هذا !!!
منذ تشكيل مجلس الحكم العراقي شنت الأنظمة المعادية للشعب العراقي
والعملاء المذكورين أعلاه حملات شرسة متعددة بحجج واهية مختلفة ضد قوات
التحرير التي حررت العراق من أبشع نظام ديكتاتوري جثم على صدره حوالي
أربعة عقود بحجة الإحتلال تارة ورفض الإعتراف بمجلس الحكم العراقي
المؤقت وحتى الحكومة العراقية الإنتقالية الحالية لأنهما عينا من قبل
قوات الإحتلال حسب زعمهم والدستور العراقي الجديد لإدارة العراق في
المرحلة الإنتقالية تارة أخرى .
وقد ألحت تلك الأنظمة والجهات المشبوهة بلزوم إنهاء الإحتلال ومغادرة
قوات التحرير والتحالف العراق ليس حبا للعراق والعراقيين، بل لأنها
فقدت كوبوناتها النفطية ومصالحها ومواردها الإقتصادية التي كان النظام
الفاشي وسيدهم المجرم صدام يتصدق بها عليهم، بسقوط الطاغية في التاسع
من نيسان الأغر عام 2003 .
و أصرت وبكل وقاحة فضائياتها وصحفها الصفراء بإنهاء الإحتلال بأسرع وقت
ممكن وزرع المخاوف والفتن الطائفية والعنصرية والتحريض على قيام حرب
أهلية في العراق وإرسال إرهابيين ومتطوعين من بلدانهم إلى داخل العراق
للقيام بعمليات القتل وتفجير السيارات المفخخة وقتل الأبرياء من أبناء
الشعب العراقي من أطفال ونساء وشباب وشيوخ زاد عددهم لحد الآن أكثر من
55 ألف شهيدة وشهيد .
و هؤلاء يطالبون بإنهاء الإحتلال ومغادرة قوات التحرير والتحالف العراق
بأسرع وقت ممكن قبل إعادة إعمار العراق واستتباب الأمن والإستقرار
وتأسيس الجيش ورجال الشرطة العراقية والأمن الوطنية الكافية لحماية
أرواح المواطنين ومؤسسات الدولة وحدودها والقضاء على الإرهابيين القتلة
من البعثيين والعرب المتسللين .
نقول لهؤلاء أن قوات التحرير والتحالف والإحتلال ستبقى في العراق
لسنوات حتى يتمكن العراق من الذود عن الوطن وحماية المواطنات العراقيات
والمواطنين العراقيين من الإرهابيين القتلة من البعثيين والحركات
الأصولية الهدامة .
إن هذا الموضوع شأن عراقي لا يهم أحدا غير العراقيين، والعراقيون
الأشاوس أعرف باحتياجاتهم ومصالحهم من غيرهم . على هؤلاء العرب
الإهتمام بشأنهم ولا يتدخلوا في الشأن العراقي .
فمن الغباء أن يطالب هؤلاء العرب ترحيل قوات التحرير والتحالف التي
حررت العراق من أبشع نظام دموي سبب قتل وتشريد الملايين من الشعب
العراقي طوال حكمه الأسود البغيض . يا للوقاحة والغباء !!!
كل من يطالب بهذا التعجيل والإسراع لإنهاء الإحتلال يهدف إلى إعادة
النظام الديكتاتوري المقبور وعرقلة إجراء الإنتخابات الديمقراطية
وإعادة سيادة الدولة للعراقيين الشرفاء وإعاقة بناء البنى التحتية في
العراق الحبيب .
و إذا كانت تلك الأنظمة العربية المشبوهة والمعروفة صادقة وحريصة على
مصالح الشعب العراقي وسيادة العراق، كان لزاما عليها عدم التدخل في
الشأن العراقي، بل تقديم المساعدات الضرورية والإنسانية إلى الشعب
العراقي باعتبارهم إخوة عرب، كما فعلت دولة الكويت الشقيقة مشكورة بعد
سقوط النظام البائد.
إن التاريخ سيكشف لاحقا وفي السنوات القادمة كل نظام أو جهة أو شخصية
عربية ساعدت النظام البائد ونهبت ثروات العراق وخانت مواثيق جامعة
الدول العربية والإخوة العربية كما فعلتها سابقا بخيانة الإخوة
الفلسطينيين وبيت المقدس قبل وبعد تأسيس الدولة الصهيونية وذلك من خلال
لقاءات بعض الملوك والزعماء العرب السرية ببن غوريون وغولدامائير
ومناحين بيغن وبيريز ورابين وغيرهم قبل بدء المفاوضات الفلسطينية
الإسرائيلية وبعدها .
إن هذه الأنظمة والزعامات العربية تريد للعراق نفس مصير الفلسطينيين،
ولكن هيهات أن تتحقق أحلامهم ونواياهم ومصالحهم الدنيئة، بعون الله
وهمة شعبنا العراقي النبيل .
ومن أجل أن يطلع القارئئ العربي الكريم والأخوات القارئات على كيفية
قيام النظام البعثي المخلوع بتبذير وتبديد ثروات وأموال العراقيين
وتوزيع الملايين والمليارات من الدولارات على الشخصيات والأنظمة
العربية والأجنبية على هيئة كوبونات نفطية وبأسماء شركات وهمية نورد في
أدناه ما نشرتها صحيفة المدى سابقا وأعاد نشره مشكورا موقع صوت العراق
.
نأمل أن تنشر الوثائق والمستمسكات التي كانت بحوزة مكتب الدكتور أحمد
الجلبي والتي صودرت من قبل قوات التحالف والإحتلال في العام الماضي
بأقرب وقت ممكن .
عاش شعبنا العراقي النبيل بكل طوائفه وقومياته وعلمائه الأشراف الخزي
والعار لمن ساعد ويساعد النظام الدموي المخلوع، والنصر للعراقيين من
عند الله .
ماربورغ في 3 / 1 / 2005
adnan_al_toma@hotmail.com
|