ذكرت دراسة حديثة أن نحو ثلاثة من كل أربعة منازل يمتلكون واحدا أو أكثر من أجهزة الكمبيوتر الشخصية في سنغافورة البارعة في التكنولوجيا. وترتفع الارقام الواردة من هيئة تنمية إتصالات المعلومات بنسبة  68 في المئة عن عام 2002. وقالت الهيئة ان هناك وعيا كبيرا بين العائلات عن أهمية استخدام تكنولوجيا المعلومات وبرامج التعليم الوطني.. كما ساعدت الصفقات المالية الجذابة على تزايد دخول الانترنت إلى المنازل. وأسفرت خطط نظام الاشتراك الشهري لخدمة الانترنت الممكن تحملها إلى اشتراك  40 في المئة من المنازل التي جرى استطلاع آرائها في النظام العام الماضي 2003 مقارنة بنسبة  24 في المئة عام 2002.

 

إنَّ سكينةَ القلبِ تُوجبُ الاتزانَ في التفكيرِ، وهو بدورهِ يوجبُ التحرُّكَ الصحيحَ نحوَ الأهدافِ الرفيعةِ.

ايران في جولة ثانية: انكشاف اوراق اللعبة.. انتخاب السيئ لتفادي الاسوء
إغلاق صحف إيرانية جديدة بسبب إشكالات الانتخابات الأخيرة
استجواب صدام واعوانه تمهيدا للمحاكمة الكبرى
إنجاز 70 - 80% من صياغة الدستور العراقي الجديد
75 بالمائة من الفلسطينيين يؤيدون تخلي حماس عن العنف
ندوة الوثائق التاريخية للقدس محاولة عقلانية لإيقاف تهويدها
التغذية السليمة تضمن للانسان ذاكرة نشطة حتى سن التسعينات
 
 
 
 

 

كارثة آسيا والاسماك ابتلعت جيلاً

 

ثوان معدودة كانت كافية تماما ليضيع مستقبل شيفا شانكاري وقريتها.

وينحو زوجها باللائمة عليها لانها لم تمسك بقوة كافية طفليهما عندما اجتاحت موجات المد العاتية المندفعة من المحيط الهادي قريتهم في جنوب الهند.

قالت الشابة البالغة من العمر 22 عاما وهي تكاد تختنق من البكاء في مخيم للاجئين في معبد نيلا داياتشي امان الهندي «كان طفلاي هما مستقبلي. معهما كنت استطيع ان ابني هذه الاسرة».

وتابعت «ماذا أفعل. لقد ضعت. قال زوجي لي لماذا بقيت على قيد الحياة وقتل طفلاي».

وقتل ثلاثة أرباع الاطفال في قريتها الذين يشكلون في الواقع جيلا كاملا في كارثة الاسبوع الماضي. ودفن أكثر من 500 في مقبرة جماعية وبعضهم لم يتمكن اباؤهم من القاء نظرة أخيرة عليهم.

والاطفال الذين هم أصغر وأضعف من أن يجروا بسرعة كافية أو يسبحوا أو يمسكوا بأي شيء للنجاة يمثلون الشريحة الاضخم بين الضحايا في احد أسوأ ما تعرض له العالم من كوارث. ويقول صندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) ان ما يصل الى 50 الف طفل قتلوا في المنطقة المنكوبة أي ثلث حصيلة القتلى الاجمالية التي تبلغ 144 الفا.

وتحول عشرات الالاف من الاطفال الى أيتام. والتعليم الذي هو الامل الوحيد في حياة أفضل لكثير من اطفال اسيا الفقراء تعرض لضربة قاسية حيث المدارس والمعلمون ابتلعتهم الامواج فيما يكافح كثير من الاطفال الناجين من أجل مجرد البقاء على قيد الحياة.

عزوف عن شراء الأسماك خوفاً من التهامها جثث الضحايا

تعرض الصيادون في سريلانكا بعد ان نجوا مع زوارقهم من طوفان أمواج المد العاتية الاسبوع الماضي لضربة اخرى حين تجنب الناس شراء صيدهم من الاسماك خشية أن تكون قد تغذت على جثث الضحايا الذين ابتلعهم المحيط.

وذكرت صحيفة «ايلاند» ان الصيادين الذين عادوا الى البحر من أجل كسب بعض المال لاصلاح ما دمرته الكارثة وجدوا صعوبة في بيع صيدهم.

وقال انتون كومارا أحد الصيادين على الساحل الشرقي لسريلانكا «قد يكون أمامنا وقت طويل قبل أن يعودوا الى أكل الاسماك».

وقالت وزارة المصايد ان عشرة من 12 منطقة صيد تعاونية دمرتها الامواج.

وتحطمت مئات الزوارق وقتل الاف الصيادين.

ويعتمد عشرات الالاف على امتداد سواحل سريلانكا على المحيط الهندي لكسب الرزق كما انه مصدر أساسي لطعامهم.

من جهتها ناشدت جماعة بارزة في مجال الدفاع عن حقوق الحيوان الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر ان يمنح السمك السكينة والسلام.

وحثت الجماعة ومقرها الولايات المتحدة كارتر الفائز بجائزة نوبل للسلام على التوقف عن صيد السمك على أساس ان هذا لا يتسق مع الجهود الانسانية التي يبذلها.

ووجهت جماعة (المدافعون عن المعاملة الاخلاقية للحيوانات) مناشدتها في خطاب ارسلته الى مركز كارتر الخيري يوم الاثنين. وقالت الجماعة ان خطابها جاء كرد فعل لظهور كارتر مؤخرا في البرنامج التلفزيوني (تونايت شو الذي يقدمه جاي لينو).

وقال كارتر الذي تولى الرئاسة الامريكية من عام 1977 الى عام 1981 وفاز بجائزة نوبل للسلام عام 2002 لمقدم البرنامج انه تألم عندما أصابت الصنارة وجهه خطأ أثناء رحلة صيد.

وقالت رئيسة الجماعة انجريد نيوكيرك في بيان صحفي "ندعو الرئيس كارتر ان يفكر في الامر مليا وان يمنح السمك السكينة بتركه في الماء حيث بيئته."

وقال متحدث باسم مركز كارتر ان المركز لا يعلق على المراسلات الخاصة بكارتر.

طفلة هندية ناجية من موجات المد عاشت وحيدة اياما داخل غابة

عاشت طفلة هندية عمرها عشرة أعوام وحدها لمدة أربعة أيام داخل غابة تتغذي على حبات التوت وثمار جوز الهند بعد أن جرفت موجات المد العاتية التي دمرت جزر نيكوبار في بحر اندامان أفراد اسرتها.

وقال النائب البرلماني مانورانجان بختا الذي وصف حالة الطفلة بعد أن جمع شملها مع جدها يوم الاثنين "إنها في حالة صدمة شديدة. تنبس كلمات قليلة ثم تلوذ بالصمت."

وهربت الطفلة وأسمها الميش جافيد والتي تنتمي إلى قبيلة نيكوباري إلى غابة كثيفة بعد أن رأت المياه تجرف والديها وشقيقتها إلى البحر عندما ضربت موجات المد العاتية منزلهم في جزيرة نانكوواري في 26 ديسمبر كانون الاول الماضي.

وقال بختا إن الطفلة وصلت إلى مستشفى محلي بعد عدة أيام وهي مصابة برضوض خطيرة واصابات بعد أن سارت على قدميها عدة كيلومترات.

وساعد النائب في تحديد مكان جد الفتاة الذي يعيش في جزيرة أخرى نجت من الامواج القاتلة.

وقال بختا "كان شيئا مهما أنها رأت بعض أعضاء أسرتها على قيد الحياة."

ويخشى أن يكون خمسة الآف شخص على الاقل لقوا حتفهم في جزر نيكوبار الاستوائية والتي تبعد 1200 كيلومتر عن الساحل الشرقي للهند وغالبية القتلى من قبيلة نيكوباري كبري القبائل في الجزر والتي يعيش أفرادها في قرى بامتداد الساحل.

وهؤلاء الضحايا ضمن أكثر من 15 ألف شخص قتلوا أو أعتبروا في عداد القتلى بالهند والتي كانت ولاية تاميل نادو المطلة على الساحل الجنوبي لها من أكثر المناطق تضررا بموجات المد العاتية.

الناجون من الكارثة يقعون ضحايا الاحتيال

اللصوص والمغتصبون والمختطفون والمخادعون لم يرحموا الناجين من كارثة الاسبوع الماضي في اسيا ولا عائلات الضحايا في مخيمات اللاجئين والمستشفيات وفي بلدان بعض السياح الاوروبيين الذين ابتلعتهم الامواج العاتية.

فقد جاءت تقارير وتحذيرات من بريطانيا والسويد وسريلانكا وتايلاند وهونج كونج من أن مجرمين يستغلون حالة الفوضى في سريلانكا لاغتصاب النساء أو سرقة منازل السياح الاوروبيين المفقودين.

وفي تناقص صارخ مع موجة التعاطف العالمي وتدفق المساعدات الانسانية من شتى أنحاء العالم بعد كارثة يوم 26 ديسمبر كانون الاول الماضي قالت جماعة نسائية في سريلانكا ان رجالا يغتصبون النساء المشردات.

وقالت الجماعة التي تسمى جماعة المرأة والاعلام في بيان "تلقينا تقارير عن وقوع حالات اغتصاب واغتصاب جماعي وتحرشات وانتهاكات جسدية للسيدات والفتيات خلال عمليات انقاذ غير خاضعة للاشراف واثناء الاقامة في ملاجيء مؤقتة."

وحذرت جماعة لاغاثة الاطفال من أن الصغار الذين فقدوا ذويهم في أمواج المد هم عرضة للاستغلال الجنسي. وقالت تشارلوت بتري جورنيتزكا رئيس الفرع السويدي لمؤسسة انقذوا الاطفال "خبرة الكوارث السابقة تشير الى أن الاطفال بصفة خاصة يتعرضون لانتهاكات."

وفي تايلاند تنكر اللصوص في زي رجال الشرطة وعمال الانقاذ وسرقوا حقائب وصناديق الامانات الخاصة بنزلاء الفنادق على شاطيء خاو لاك حيث قتلت الامواج العاتية ثلاثة الاف. وأرسلت السويد سبعة من ضباط الشرطة يوم الاثنين الى المنطقة للتحقيق في خطف طفل سويدي عمره 12 عاما ابتلعت الامواج والديه.

وتعد السويد من أسوأ الدول غير الاسيوية تضررا من الكارثة حيث فقدت 2500 وتأكدت من مقتل 52. الا أنها تحتفظ بالاسماء سرا بعدما استهدف اللصوص بعض المنازل.

وقال لارس دانيلسون وزير الدولة لراديو محلي "للاسف حدث أن بعض الناس المعروف أنهم فقدوا... نهبت منازلهم وأفرغت تقريبا."

ولم تعط الشرطة السويدية تفاصيل لمثل أعمال السطو هذه لكنها قالت إن حوادث مشابهة وقعت في 1994 بعد غرق اناس في استونيا حيث قتل 551 سويديا.

وقال متحدث باسم الشرطة "هذا سبب أننا الان حريصون للغاية بشان توزيع الاسماء في الوقت الحالي."

وفي النرويج المجاورة أعلنت الشرطة حالة التأهب القصوى تحسبا لاي محاولات من جانب المجرمين لوضع اسمائهم على قوائم الضحايا للحصول على هويات جديدة أو لارتكاب جرائم خاصة بتعويضات التأمين.

وقال كجيرستي اوبن من جهاز التحقيق الجنائي الوطني في اوسلو ان قائمة المفقودين النرويجيين فحصت بحثا عن أسماء لهم ملفات جنائية أو عليها ديون كبيرة.

ووقعت أعمال احتيال مماثلة بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 على الولايات المتحدة.

وفي بريطانيا التي قتل لها 40 مواطنا قالت الشرطة انها ألقت القبض على مخادع أرسل رسائل عبر البريد الالكتروني لاناس وجهوا نداءات من أجل أي معلومات بشان أقارب أو اصدقاء عبر التلفزيون أو الانترنت. وزعم الراسل أن لديه معلومات من "وزارة الخارجية" في تايلاند.

وفي هونج كونج حيث يتبرع الناس بسخاء لجهود الاغاثة حذرت منظمة اوكسفام من رسائل الكترونية تحمل اسمها ويطلب فيها محتالون وضع تبرعاتهم في حساب مصرفي في قبرص.

من باتريك لانين وستيفان براون

بعض السياح سعداء ولا يريدون مغادرة جزر أصابها المد

البحر كان عاتيا لكن عشرات من السياح الشبان على جزيرة هافلوك بالمحيط الهندي لم يسمعوا بالاثار المدمرة للمد الزلزالي الذي اجتاح سواحل المحيط الا عندما توالى وصول ابائهم وامهاتهم قاطعين الاف الاميال بحثا عن ذويهم.

وتلقى العديد من الاقارب والدبلوماسيين وعمال الانقاذ الذين جاءوا للاطمئنان على سلامتهم واعادتهم لبلادهم ردا مهذبا وبسيطا مفاده "نحن بخير وسعداء هنا ولا نريد العودة الان."

وتضم هافلوك بعضا من اشهر الشواطيء في ارخبيل اندامان ونيكوبار الذي يقع على مسافة 1200 كيلومتر قبالة الساحل الشرقي للهند. وأسقط المد الوف القتلى على الطرف الجنوبي من الارخبيل لكن شواطيء هافلوك نجت.

وقال ماور ديدي (22 عاما) من اسرائيل الذي يقضي عطلة بعد الخدمة الالزامية في الجيش وقبل أن يدخل الجامعة "هنا لم نشهد سوى فيضان محدود افزعنا قليلا صباح ذلك الاحد."

وأضاف "كنا نتصور انه حدث محلي ولم ندرك سوء الوضع في مناطق أخرى من مجموعة الجزر الا عندما بدأ اباء يتوافدون بالفعل قادمين من اسرائيل."

وقال ديدي إن والدته بكت على الهاتف عندما سمعت صوته أخيرا قبل يومين.

ومضى يقول "حتى عندما كنت في الجيش وبعيدا لم أسمعها بهذا القلق. لذلك أعتقد أنني سأعود ولكن لا داعي للعجلة. المكان جميل هنا لا يسعني تركه."

وتقع هافلوك على مسافة تقطع بحرا في ساعتين من بورت بلير عاصمة جزيرة اندامان وكل عام يزورها نحو اربعة الاف أجنبي للتمتع بالشمس والشواطيء والبحر.

ولان الجزر المجاورة تحميها لم يعان سوى عدد محدود من جروح وكدمات عندما غمرت الامواج الاكواخ المصنوعة من جذوع النخيل والخيزران ولم يسقط اي قتلى.

وعاد بعض من السياح الشبان وكان عددهم نحو مئة كانوا موجودين وقت الطوفان الى ديارهم. لكن بقى نحو 30 على الجزيرة أغلبهم من اسرائيل وبريطانيا والسويد.

وكان ريكي كلارك (28 عاما) وهو سائق سيارة اسعاف من فولهام بلندن يقوم بزيارته الثالثة لجزيرة هافلوك وهو مطمئن تماما حتى أنه لم يفكر في الاتصال بأهله.

وقال بابتسامة واسعة وهو جالس على الشاطيء "أعلم أن والداي قلق بالتأكيد لكن شخصا اتصل من المفوضية العليا قبل يومين وأنا واثق من أنه طمأنهما."

وأضاف "انا هنا منذ شهر وسأتصل بالمنزل على الارجح عندما أعود الى بورت بلير بعد نحو ثلاثة ايام."

وقالت سوزانا سوكويست (27 عاما) وهي سويدية تعمل مصممة لمواقع الانترنت في لندن وأمضت عشرة ايام في الجزيرة انها أكثر تصميما على السفر الان من أي وقت مضى.

وأضافت "هذه الماساة زادتني اقتناعا بأنه ايا كنت وأينما كنت لا يمكنك الهرب من مصيرك. وبدلا من أن يخيفني ذلك من السفر كان له أثر عكسي."

شبكة النبأ المعلوماتية - الأربعاء 5/1/2005 - 23/ ذو القعدة/1425