أدت تغطية كارثة الطوفان الذي ضرب جنوب اسيا الى ارتفاع كبير في
نسبة مشاهدي سي.ان.ان. في الاسبوع الحالي في نهاية عام انخفضت فيه
معدلات الاقبال على مشاهدتها وعلى الشبكات المنافسة بعد ارتفاعها
الكبير عام 2003 بسبب الحرب على العراق.
تشير الارقام النهائية للمسح الذي اجرته مؤسسة نيلسن ميديا ريسيرش
ان أعداد مشاهدي قنوات المشتركين الاخبارية التلفزيونية مثل فوكس نيوز
وسي.ان.ان. وام.اس.ان.بي.سي. وسي.ان.بي.سي. انخفضت على النقيض من 2003
عندما اندلعت الحرب على العراق.
وبقيت فوكس نيوز على قمة القنوات الاخبارية للعام الثالث على
التوالي على الرغم من ان عدد مشاهديها اليومي انخفض بنسبة 11 بالمئة
الى 913 الف مشاهد.
وهبط عدد مشاهدي سي.ان.ان التي تأتي في المرتبة الثانية بنسبة 28
بالمئة وام.اس.ان.بي.سي. التي تحتل المركز الثالث بنسبة 23 بالمئة.
ويرى بعض المحللين ان الانخفاض يشير الى ان المشاهدين قد ضاقوا ذرعا
بعد انتهاء جاذبية مشاهدة الاخبار على مدار الساعة حتى في عام جرت فيه
حملة انتخابات الرئاسة الامريكية.
وكانت سي.ان.ان اكثر القنوات استفادة من كارثة طوفان موجات المد
التي دمرت مناطق في اندونيسيا وسريلانكا والهند حيث قفز عدد مشاهديها
بين الاحد والاربعاء الماضيين بنسبة 75 بالمئة بالمقارنة مع الاسابيع
الثلاثة الماضية.
من جهتهم فسر كثير من رجال الاديان الكارثة التي لم تميز بين مسلمين
ومسيحيين وهندوس وبوذيين ويهود على أساس أنها اظهار لقدرة الله وعقاب
للبشر على خطاياهم.
ورفعت امرأة في ولاية تاميل نادو الهندية كفيها الى السماء وتساءلت
باكية "لماذا فعلت هذا بنا يارب.. ماذا فعلنا لنثير غضبك.."
حدث هذا في أعقاب اجتياح الامواج العاتية التي اثارها زلزال يوم
الاحد سواحل عدة دول في اسيا في كارثة أدت حتى الان الى مقتل أكثر من
120 ألف شخص.
وقال عزيزان عبد الرزاق رجل الدين ونائب رئيس الحزب الاسلامي
الماليزي المعارض ان الكارثة تذكرة من الله بأنه "خلق العالم ويستطيع
تدميره."
وقال رجل الدين الاسلامي البريطاني الشيخ ابراهيم مقريء من ليستر
بانجلترا "نؤمن بأن لله القدرة المطلقة على الخلق أجمعين. ومن واجبنا
أن نحاول استدرار عطف الله ورحمته بنا وألا نفعل شيئا يحق به علينا
غضبه."
وقال شلومو عمار كبير الحاخامين في اسرائيل لرويترز "هذا تعبير عن
غضب الله من العالم."
وأضاف "هذا عقاب للعالم على أخطائه سواء الكراهية التي لا ضرورة لها
بين الناس أو انعدام روح الخير أو التفسخ الخلقي."
ويرى هاريكريشنا شاستري الكاهن في معبد بيرلا الهندوسي في نيودلهي
أن الكارثة نتيجة "لكم هائل من الشر...صنعه الانسان على الارض."
وفي بعض المعتقدات الدينية أن الكوارث تنذر بقرب نهاية العالم ومجيء
المسيح المنتظر. ويتوقع بعض المسيحيين أن يشيع الدمار والفوضى في
العالم حسبما جاء في سفر الرؤيا.
وقالت ماريا من جماعة شهود يهوا في قبرص "هذه من علامات اقتراب
نهاية الزمان."
ولكن على الجانب الاخر البعيد عن التدين التقليدي تطرح الكارثة
تساؤلات يصل بعضها الى التشكيك في وجود الاله ما دام يسمح بكوارث كهذه
مثلما فعل الكاتب العلماني مارتن كتل في صحيفة الجارديان البريطانية.
وقال الحاخام الامريكي دانييل ايزاك ان هناك رؤية دينية غير تقليدية
مفادها أن الرب لا يتدخل في شؤون خلقه وان الظواهر الطبيعية مثل
الامواج التي أعقبت الزلزال انما تحدث للاسباب التي يذكرها العلماء.
وقال ايزاك "ليس هذا شيئا فعله الرب. فالرب لم يختر مجموعة بعينها
من الناس في مكان بعينه ليقول انه سيعاقبهم." واضاف "في العالم أوجه
نقص في صلب النظام الطبيعي وعلينا أن نتعايش معها. فالقضية ليست لماذا
فعل بنا الرب هذا وانما كيف نراعي نحن البشر بعضنا البعض."
وعبر كوستاس كيرياكيدس عالم اللاهوت من كنيسة الروم الارثوذكس في
قبرص عن وجهة نظر مماثلة قائلا "أنا شخصيا لا أرى أي مغزى ديني للامر.
انني أستمع الى ما يقول العلماء."
وأضاف "نحن نلوم الرب على كل شيء. اننا نقحمه في الامر بلا مبرر على
الاطلاق." |