من يحاول أن يحصي عدد الفقرات الإخبارية التي تناولتها أجندة
الإعلام المطبوعة المتناقلة إعلامياً لوقف على حقيقة أن الأخبار
المنشورة عن مرض الإيدز تفوق ما نشرته عن مرض السرطان وبما لا مجال
للمقارنة بما نشر عن المرضين.
وأحد الأخبار الوافدة من اليونان توضح أن فريق عمل طبي ياباني قد
ابتكر تقنية جديدة لإجراء عملية التخصيب بين المرأة والرجل في المختبر
ومن شأن ذلك أن تسمح للنساء بإنجاب أطفال أصحاء على الرغم من أن آبائهم
يحملون فيروس الإيدز ولعل في هذا الخبر البسيط ما يثير الغرابة لأن
علماء الطب اليابانيين فكروا بحل أحد نتائج المرض (حيث الأب المصاب)
بدل أن يفكروا بنفس القوة العلمية لإيجاد علاج طبي لمرض الإيدز برمته.
ولأن بلد مثل جنوب أفريقيا يعاني من أعلى معدل إصابة من أي بلد آخر
في العالم فقد تقرر منذ مدة ليست بقصيرة إصدار نشرة هناك أعطي لها اسم:
(النشرة الأفريقية لبحوث الإيدز) إذ يبلغ عدد المصابون بالمرض في تلك
البلاد بمعدل 11% من نسبة السكان الإجمالية وبطبيعة الحال فهذه هي نسبة
عالية جداً وبحسب مجلس أبحاث العلوم الإنسانية في جنوب أفريقيا وعلى ما
ورد من تصريح توماس ديلي وأوليف شيسان العضوان البارزان في المجلس
الآنف بـ(أن هناك 4.69 مليون شخص من سكان البلاد يعيشون وهم مصابون
بالمرض من بين عدد السكان البالغ عددهم (45) مليون نسمة.
ويمكن إرجاع انحسار المرض ببرامج التوعية فقط كإجراء سليم وحذر في
الوقت الحاضر لقلة الوعي وإلا فإن رؤى هذا المرض ستتصاعد أكثر مما هي
عليه في الأماكن التي يعاني بعض أفرادها من الإيدز سواء من هذا المرض
أو من ردود الفعل حوله وبسببه إذ بالوعي سيكون هناك التزام بتغيير
السلوك الجنسي.
وحتى لا يقال أن وراء كل إنسان مصاب بالإيدز إنساناً آخر مصاب كان
السبب الذي انتقل منه فيروس مرض الإيدز إلى الغير فإن ما لا يفهم حتى
الآن أن الإيدز مرض لم تحدّه حدود حتى الآن فقد انتقل بقدرة غير مصدقة
أن تكون قدرة فائقة بحيث وصل المرض وانتشر في ربوع عديدة من البلدان مع
أن أغلب المصابين بالإيدز لم يكونوا بالأصل يلتقون مع غيرهم من
المصابين وهذا ما لم توضحه تماماً منظمة الصحة العالمية إذ تشير أقوى
التقديرات المعتمدة من حيث المصداقية أن لسياسيي العالم الكبار علاقة
بهذا المرض بيد أنهم يتسارعون لإلهاء الرأي العام بكل مكان من العالم
بأخبار الإيدز غير المفيدة بعد أن تلكأ معظم الأطباء البيولوجيين
العاملين لإيجاد علاجات ذكية لصالح الإنسان تحسم أزمته مع هذا المرض
الذي يحصد بملايين الناس الأبرياء ممن لا علاقة لهم بالإيدز بأي حال من
الأحوال.
إن الحقائق المعلنة عن مرض الإيدز وبالتواريخ والأرقام تشير حقاً
إلى مآسي ويبدو أنه أحد الأسلحة البشرية الممكن أن توجه ضد أي شعب في
مرحلة تاريخية قادمة بعد أن نجح هذا المرض في نصب فخاخه لملايين البشر
الذين أصيبوا به منذ أن أعلن عنه لأول مرة في أوائل ثمانينات القرن
العشرين الماضي ولعل مما لم يفهمه أحد بعد كيف أن مرض الإيدز يجدد
نشاطه بهذا الزخم الذي أصبح فيه العالم عاجزاً عن مواجهة أخطاره إذا ما
طال أي مجتمع بصورة مفاجئة. |