تصاعد رقم المصابين بالإيدز مازال يشكل سبباً لتخويفات أكثر من هذا
المرض الفتاك.
يدرج التنبيه من مخاطر وباء الإيدز ضمن إجراءات التثقيف الصحي
الشخصي والاجتماعي بصورة عمومية وبمعنى آخر فإن لنشر الوعي والتواعي
بهذا الصدد بين أفراد المجتمع المدني هو وسيلة عملية متقدمة وتكاد تكون
فيها أهم ضمانة في نطاق المكافحة لأي مرض ومن ذاك الإيدز الذي طال
الحديث عنه كما مل الرأي العام داخل كل بلدان الدنيا من السماع المجرد
لما يؤديه هذا المرض من تسبيب الموت للعديد من الأبرياء وبالذات منهم
الأطفال وكذلك النساء العفيفات والشيوخ الأتقياء أيضاً نظراً لأن وسائل
إنهاء حياتهم لم تعد تتعلق بما يقترفه هؤلاء بحق أنفسهم من أخطاء مثلاً.
والمتابعة والإطلاع المستمرين على فعائل مرض الإيدز مهمة جداً دون
أدنى شك وخاصة لدى شرائح الشباب الذي يتطلب أن يصونوا أنفسهم عن
الممارسات الجنسية المحرمة هذا إذا تذكر الجميع أن من نتائج تلك
الممارسات كما ثبت في التجارب التي أكدتها الإحصاءات أنها تسبب الإصابة
بالإيدز ولذا فإن النصائح بقدر ما هي ذخيرة كل فرد فإن على الشباب
المسافرين إلى خارج بلدانهم لأسباب سياحية على الغالب أن يتجنبوا
الإنجرار لأي ممارسة جنسية محرمة لأن المصابات به وربما المصابون به لا
يتورعون من إخفاء هذه الحقيقة عن أنفسهم ثم تسهيل الأمر المغري ومع
غيرهم لإقامة نزوة جنسية لما يسره مع أي من السواح الأجانب الواصلين
إلى بلدان فيها هذا النوع الرخيص من الأجساد المباحة للجميع لقاء دفع
مبالغ قليلة.
ومن المراتع التي تشكل مجالاً خصباً للإصابة بوباء الإيدز هو طريق
نقل الدم بالنقل من شخص مصاب بالإيدز أو عن طريق استخدام الحقن الطبية
الملوثة أو غير المعقمة تماماً ولعل من مصائب عدم الانتباه أو التأكد
من نظافة هذه الأنواع المستخدمة أنه قد لوحظ أن الأم المصابة بالإيدز
تنقل فيروسه لجنينها سواء أثناء حملها له في بطنها أو بعد الولادة
بقليل مما يسبب هذا الطفل المصاب الذي يحمله حتماً بعض الكبار من أفراد
عائلته أو أقربائه أو أصدقاء العائلة أن ينتقل منه المرض أوتوماتيكاً
إلى هؤلاء الكبار ويلحق بهم وبعوائلهم الكوارث غير المتوقعة لأنه قد
ينهي حياة معيل لعائلة.. مثلاً فتتشتت تلك العائلة ويصبح مصيرها في مهب
الريح.
إن انتشار وباء الإيدز في العديد من البلدان وبهذه السعة ينذر
بمخاطر شديدة إذ تقول إحدى إحصاءات منظمة الصحة العالمية بهذا الصدد: (إن
هناك ما لا يقل عن 6000 شاب يصاب يومياً بمرض الإيدز من ذوي الأعمار ما
بين (15 – 24 سنة) ناهيكم عن إصابة الكبار وأن هناك الآن (1.4) مليون
طفل مصاب بداء مرض العوز المكتسب (الإيدز) وأن من حصيلة ذلك أن ترك
(14) مليون طفل قد أمسوا يتامى بسبب وفاة ذويهم بالإيدز).
إن للبرامج البلدانية لمكافحة الإيدز والتأكيد على رفع معدلات الوعي
لدى شرائح المواطنين وحشد الطاقات والموارد الكفائية والعلمية والمالية
ضرورات ستؤدي في نهاية المطاف لاكتشاف علاج للإيدز. |