توصل الاميركيون والاوروبيون ليل الجمعة في بوينوس ايريس الى حل وسط
بشأن الالتزامات المتعلقة بخفض انبعاثات الغازات المسببة لارتفاع حرارة
الارض المنصوص عليها في بروتوكول كيوتو والتي تنتهي مهلتها في 2012 مما
اسهم في انقاذ مؤتمر التغيرات المناخية الذي نظمته الامم المتحدة على
مدى 12 يوما.
وكان الجانبان يتجادلان على مدى الاسبوعين الماضيين حول فرص تنظيم
اجتماعات غير رسمية في 2005 لبحث مستقبل المفاوضات المتعلقة بالمناخ
وما ينبغي فعله مع انتهاء المهل المنصوص عليها في بروتوكول كيوتو لسنة
1997.
وحصل الاميركيون على مطلبهم بعقد اجتماع واحد غير رسمي في ايار/مايو
وليس عدة اجتماعات كما يطالب الاتحاد الاوروبي.
في المقابل حصل الاوروبيون على مطلبهم المتعلق بان يستمر هذا
الاجتماع عدة ايام وان لا يقتصر على تبادل المعلومات حول السياسات
الحالية المتبعة في مكافحة التغير المناخي وان يشمل كذلك السياسات
المستقبلية.
وكان عدد من كبار المسؤولين قد غادر الجمعة وبدا لعدة ساعات ان
المؤتمر سينتهي دون التوصل الى اتفاق في ظل اجواء وصفها وزير البيئة
الفرنسي سيرج لوبلتييه بانها "متوترة".
وبسبب عدم تصديقها بروتوكول كيوتو ستكتفي الولايات المتحدة بدور
المراقب خلال الجولة الجديدة من المفاوضات المتعلقة بخفض الغازات
الملوثة.
ويصر الاتحاد الاوروبي على ان اي اتفاق بعد كيوتو لن يكون ذا معنى
بدون الولايات المتحدة التي تنتج وحدها 23% من الغازات الملوثة.
وهكذا اقترحت الارجنتين عقد "حلقة للخبراء" وافقت واشنطن على حضورها
طالما لم يتم التطرق فيها الى المستقبل.
وجاء في نص الاتفاق الذي حصلت عليه وكالة فرانس برس ان الاجتماع
سيشكل اطارا "لتحسين تبادل المعلومات حول العمليات التي من شانها ان
تقلل (غازات الدفيئة) والتكيف" مع تبعات التغيرات المناخية. والهدف من
الاجتماع مساعدة الدول على "مواصلة ايجاد ردود فعالة ومناسبة على
التغيرات المناخية".
وستتبادل الحكومات كذلك معلومات حول "السياسات المتبعة لوضع
التزاماتها الحالية موضع التطبيق" وفق النص الذي يشير الى الاتفاقين
المناخيين اللذين تم التوصل اليهما في اطار الامم المتحدة وهما اتفاقية
1992 التي وقعتها الولايات المتحدة وبروتوكول كيوتو الذي رفضت التصديق
عليه.
ولكن تبني الاتفاق بصورة رسمية ووجه بتحفظ سعودي في اليوم الاخير من
المؤتمر الذي نظمته الامم المتحدة بمشاركة 160 بلدا منذ 6 كانون الاول/ديسمبر.
ويدور التحفظ السعودي حول المطالبة بتعويضات عن النضوب التدريجي
لثروتهم النفطية. ويشجب السعوديون جهود الدول الصناعية لتقليل اعتمادها
على النفط مصدر الطاقة الاحفوري المسبب لانبعاث قسم كبير من غاز ثاني
اوكسيد الكربون الملوث.
واحتجت المنظمات الاميركية المدافعة عن البيئة بصورة شديدة على
الموقف الاميركي الجمعة. وقال ستيف سوير من منظمة "غرينبيس" انه "خلال
السنوات الثلاث الماضية فعلوا ذلك خلف الكواليس. اليوم يفعلونها في
العلن. هدفهم هو تقويض" بروتوكول كيوتو.
وقالت جنيفر مورغان من "صندوق الحياة البرية" ان "امورا مريعة تحصل.
ادارة بوش قالت بوضوح انها غير راغبة في الحديث عن المستقبل تحت اي ظرف".
ويؤكد العلماء ان هناك حاجة ملحة لخفض انبعاثات الغازات الملوثة
بنسبة 60% لتفادي حدوث اضرار كارثية على البيئة. |