دعا مفكرون ورجال دين مسلمون ومسيحيون ويهود يشاركون يوم الاربعاء
في ملتقى دولي بتونس بشأن حوار الاديان التوحيدية الرئيسية الى ضرورة
التسامح والتعايش بين جميع الاديان لتدعيم السلم فى الالفية الجديدة.
واجمع المشاركون في هذا الملتقى الدولي لحوار الاديان الذي يحضره
عدد كبير من رجال الفكر والدين منهم الحاخام الامريكي دافيد روزان
ودليل بوبكر عميد جامع باريس والمفكران ميلاد حنا ورفعت السعيد من مصر
على أن الاختلاف العقائدي لا يبرر باي شكل الانغلاق ورفض الاخر.
ويأتي هذا الملتقى الذي ينظمه كرسي بن علي لحوار الحضارات والاديان
بجامعة تونس المنار في وقت تشتد فيه المخاوف من أن يؤدى ما يسمى "الارهاب
الاسلامي" والحملة العالمية ضده الى تقلص مساحات التعايش بين الديانات
والحضارات فى العالم.
ودعا الاستاذ الجامعي التونسي محمد فنطر الى ضرورة الانفتاح الثقافي
على الاخر واقامة حوار معه مهما كان دينه وثقافته حتى يمكن التعايش في
سلم.
واضاف فنطر انه على المسلمين والمسيحيين واليهود تدعيم القواسم
المشتركة بينهم بما ان ابراهيم هو أب هذه الديانات الثلاثة داعيا الى
اقامة حوار فعلي وانفتاح أوسع ومعرفة الاخرين واحترام الخصوصيات
الدينية والحضارية.
وقال "ان العولمة شيء مهم متى ارتبطت بمعرفة الاخر حضاريا ودينيا
وانسانيا وليس تكنولوجيا واقتصاديا فقط".
وقال جوزيف سيتروك كبير حاخامات فرنسا في كلمته للملتقى انه يأمل في
احلال سلام حقيقي بين الحضارات والاديان من خلال حوار فعلي لانه السبيل
الوحيد لوقف هذا الاختلال السياسي والحضاري الذي يشهدة العالم.
واضاف ان الانفتاح يبدأ بالتعرف على الاخر واحترام عقيدته وقبوله
بخصوصياته الثقافية دون تعصب.
وقالت التونسية منجية السوايحي استاذة أصول الشريعة ان "سيدنا
ابراهيم جمع الديانات المسيحية والاسلامية واليهودية وحقق تلاقيهم
بكلمة لا اله الا الله فلماذا نتفرق اليوم و لا نتلاقى."
وأضافت "ان حوار الاديان هو حجر الاساس لتواصل الحضارات الانسانية
عبر كل انحاء العالم في وقت نرى فيه تنازلا عن الانسانية بقتل مدنيين
ابرياء واحتلال دول".
واعتبر جوستو بالدا لاكونزا وهو مفكر ايطالي انه من حق كل حضارة
الاحتفاظ بخصوصياتها والتشبث بدينها والمحافظة عليه لكن مع الانفتاح
على الديانات الاخرى لانها مهما اختلفت فهي تلتقي في كون الانسان هدفها
الاسمى متابعا "أنا مع حوار حقيقي تأخر كثيرا للديانات لهدم الفجوات
الحضارية التي عمقتها الانانية وحب الذات وعدم التفكير في الاخرين."
من جهة اخرى دعا مؤتمرون في العاصمة الالبانية تيرانا الى تعليم
الاجيال الجديدة ثقافة التعايش الديني والتسامح العرقي وايجاد ارضية مشتركة
لقبول التعددية الثقافية والدينية والعرقية كأمر اساسي لحياة المجتمعات
الحديثة.
وجاءت الدعوة في المؤتمر الذي شارك فيه قادة دول جنوب شرق اوروبا
وقرابة 100 شخصية ثقافية ودينية من المنطقة والعالم وتناول موضوع
تعايش الاديان.
واوضحت المتحدثة باسم المؤتمر افروديتا سوكولي حت ان رؤساء
التجمعات الدينية الاسلامية والمسيحية من الطائفتين الارثوذكسية
والكاثيوليكية قد شاركوا في اعمال المؤتمر الذي تنظمه منظمة الامم
المتحدة للتربية والثقافة (يونيسكو) بالتعاون مع الحكومة الالبانية
وانهم قدموا ورقة عمل تحث على اتخاذ اجراءات عملية "لتربية الاجيال على
قبول الاخر والاعتراف بحقوق الاخرين الدينية والثقافية والمدنية
وبالتساوي".
وشددت على ان رؤساء ستة دول من جنوب شرق اوروبا قد شاركوا في
المؤتمر هم رؤساء
كرواتيا والبوسنة وصربيا - مونتنيغرو ومقدونيا وبلغاريا والبانيا
اضافة الى شخصيات سياسية وثقافية من بقية دول جنوب شرق اوروبا وزعامات
روحية من اوروبا وانحاء العالم جاؤوا بدعوة من الامين العام لليونيسكو
كيشيورو ماتسورا.
واوضحت ان رئيس حكومة النرويج كيل ماغني بونديفيك ومنسق الاتحاد
الاوروبي لجنوب شرق اوروبا ايرهارد بوسيك وعدد من حملة جائزة نوبل
للسلام وكتاب وشخصيات ثقافية اوروبية عريقة شاركوا في هذا المؤتمر
الذي يشكل تظاهرة "تصر على ضرورة احترام التعددية الدينية والتسامح
العرقي والديني".
واشارت الى ان المؤتمر شدد على اهمية "الحوار كوسيلة وحيدة"
للتفاهم ومعالجة التباين الديني وحل المشكلات العرقية والسياسية بين
الشعوب المختلفة.
وذكرت ان الزعماء السياسيين تحدثوا اليوم في المؤتمر مجمعين على
اهمية فتح صفحة جديدة من العلاقات التي يلزم ان يسودها التسامح
والتعايش وسن تشريعات لحماية حقوق القوميات والاديان المختلفة فيما
سيتحدث غدا الجمعة الزعماء الدينيون من دول المنطقة والذين سيوجهون
رسالة تسامح وتعايش لشعوب المنطقة.
وابلغت سوكولي وهي المستشارة الاعلامية لرئيس البانيا الفريد
مويسيو انه جرى اليوم على هامش المؤتمر تدشين تمثال (للام تيريزا)
الالبانية الاصل في ساحة عامة في العاصمة تيرانا وذلك كتقدير لجهود
هذه الراهبة التي امضت عمرها في الاعمال الانسانية في الهند وجنوب شرق
اسيا والتي حازت على جائزة نوبل للسلام وجوائز عدة لجهودها في عمل
الخير والاهتمام بالشعوب المحرومة. |