اختتم يوم الاثنين 29/11/2004م الماضي مؤتمر الوعظ والإرشاد
الإسلامي العالمي أعماله في جامعة اليرموك بالأردن الذي نظمته وزارة
الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في الأردن بمشاركة علماء وباحثين
من الدول العربية والإسلامية والأجنبية.
أول ما يتبادر إلى الذهن بعد الإطلاع على ما أفرزه (مؤتمر الوعظ
والإرشاد الإسلامي العالمي) من حوارات مركزة استمرت على مدى ثلاث أيام
نوقشت خلالها نقاط مثل التحديات والمؤثرات الممكن أن تلعب دوراً من
بناء أو هدم المستقبل العراقي وربما تؤثر على آفاق الصلة بين جماهير
المسلمين على مختلف مذاهبهم.
ودائرة الظاهرة الدينية الإسلامية الآخذة بالاتساع بتوجيه أكثر من
خطاب إسلامي، ولكن كل خطاب يفضل أن ينظر لمفرداته الإسلامية من باب
الانسجام مع غاياتها النبيلة فالذي يستشهد بآية القرآن الكريم (واعتصموا
بحبل الله جميعاً ولا تعرفوا) عليه أن يستوعب أن مسألة الإخاء الإسلامي
ينبغي أن تسود بين المذاهب الإسلامية وعلى نحو إيجابي إذ لا يفوت على
البال أن كل البلدان العربية والإسلامية بحاجة لمزيد من التعاون في
مجالات تيسر وسائل وطرق العيش واستحصال الخيرات وتبادلها.
وحيث أكدت الكلمات الملقاة في المؤتمر على ضرورة إتباع أسلوب الحوار
في مواجهة الأخطار عبر بيان اعتزاز المسلمين بأصول المبادئ المشتركة
التي تقرها توازنات عالم اليوم عبر الاحتكام إلى منطق الحق والإنسانية
إذ أن مثل هذه النقاط قد نوقشت بطروحات سريعة لكنها كانت مهمة ومهدت
لإمكانية الاعتماد على معطيات حضارية أكثر فاعلية في التعريف بسماحة
وعدالة الدين الإسلامي.
والمؤتمر الذي افتتحه في عمان زياد الدين الأيوبي وزير الأوقاف
الأردني تحت شعار (نحو خطاب إسلامي معاصر) كان قد طرح محاور إسلامية
لها أهميتها بهذه المرحلة التي يواجه فيه الدين الإسلامي الحق مغالطات
متعمدة من حيث الإساءة لنهجه الإلهي الثابت الذي يريد الله سبحانه
وتعالى أن يلتزم به كل إنسان لأن فيه طريق الصلاح، ولعل من أبرز تلك
المحاور محور (المعاصرة والاصالة في الخطاب الإسلامي..) وكذلك توضيح
الثوابت في الإسلام.
والمتمعن في قرارات المؤتمر يشعر أن طرح أسئلة حساسة من قبيل من
يحمي الإسلام الحقيقي ومن الذي يغض النظر عن روح السماحة والأخلاق
الفاضلة التي يدعو لها ولماذا تضع بعض الدول غير الإسلامي كدول غربية
تحفظاتها على الإسلام إلا أن المبادرة التي كانت الجماهير الإسلامية
تنتظرها هي إصدار إشارة صريحة أن المذهب السني بكل فروعه والى جانب
المذهب الشيعي هي مذاهب إسلامية فيها من نقاط الاتفاق ما يزيد كثيراً
على نقاط الاختلاف وهذا ما ينبغي استثماره على ارض الواقع كي يبرز
الإسلام بصفته دين واحد لا فرق بين مذاهبه أولاً كما ولا تفرق تلك
المذاهب بين كل المعتنقين لها. |