يخطئ من يظن أن توجيه النقد الموضوعي لمذهب إسلامي فيه تفريق بل
العكس هو الصحيح.
فتوجيه النقد في الإسلام مسألة كانت سارية ويتقبلها ويجيب عليها
قادة وحكماء المسلمين ولا يثير ذلك غضباً لديهم إذ أن في توجيه
الانتقاد بين المسلمين على منطلق ما أو حكم ما سيجعل البحث عن الحقيقة
مدعاة عند الجميع حتى إذا ما وقف المسلمون على حقيقة تاريخهم الإيماني
الناصع واستطاعوا أن يفرقوه عن بعض صفحاته السوداء المصبوغة بـ(اللون
الأبيض) ستتوفر قناعات جديدة ممكن أن تزيل الكثير من الإبهامات التي
توارثها الأبناء من الآباء والأجداد عن طريق النقل المتوارث الخاطئ
الذي يمتاز بابتعاد عن الوقائع وعما كان قد حدث في الأزمنة الغابرة من
مماحكات وأحداث ولمناسبات عدة.
إن التراث الإسلامي مثقل في إجراء منه بمعلومات غير مضبوطة تماماً
حول تاريخ بعض الأشخاص ممن كان لهم دور إيجابي أو سلبي أو دور حاوٍ على
سلوك النقيضين من قبل بعض هؤلاء الذين تصدروا الوجاهة سواء في الحاكمية
أو الدين ولذا فإن عملية التبادل المعلوماتي المستندة إلى الانتقاد
الموضوعي وليس إلى غيره وبالاعتماد على المعلومات الموثقة أولاً في
مصادر وكتب المؤرخين السنة أولاً وما تأيد من ذلك لدى مؤرخي الشيعة
أيضاً دون غيرهما من المراجع يمثل أساساً سمحاً ومسؤولاً في تفسير
الوقائع الإسلامية منذ ظهور دين الله الإسلام على يد أبي الأحرار
الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وصحبه الأبرار.
إن إعادة تقييم الأمور الإسلامية حول النقاط المختلف عليها في تفسير
آيات من القرآن الكريم ودراسة بحث صحة الأحاديث النبوية الشريفة وأقوال
أئمة أهل البيت (عليهم السلام) من آل الرسول محمد (صلى الله عليه وآله
وسلم) ونقد أفعال ممن خرج عن حدود الأنفاس الإسلامية السلمية ممكن أن
تربي جيلاً إسلامياً جديداً متسلحاً بمعلومات مضبوطة كان قد أقرها
علماء السنة والشيعة معاً ضمن مؤلفاتهم العتيدة حيث يؤمل أن ذلك لو حصل
لأمكن تربية الأجيال الإسلامية القادمة على أسس من التربية الوقائية ضد
كل من تسوّل له نفسه ويسيء إلى الإسلام انحرافاً أو اصطفافاً مضاداً
لجوهر الإسلام.
إن في تبني الإسلام صلاح للنفوس والأمة واستهزاء بكل من يحاول تحريف
الإسلام المصداق عن جادة أمجاده التي بناها أهل البيت (عليهم السلام)
والصحابة النجباء على هُدى إرشادات النبي محمد (صلى الله عليه وآله
وسلم) ونصوص كتاب الله القرآن الكريم الذي لا بعده من كتاب. وإن من
الحرام الشديد والكبائر التي لا تغفر أن يتخذ بعض المسلمين أخوتهم
المسلمين الآخرين بمثابة أعداء!
إن في تقوية آصرة المسلمين فلاح للدين المحمدي وتلبية لتوصية الرب
سبحانه وتعالى ومع أن الإسلام في غنى عن توجيه أي ضربة لصفه المتراص من
مؤمني السنة والشيعة ومن لطائف أخبار المسلمين في مسألة توجيه الانتقاد
الموضوعي أن تظاهر مئات المؤمنين في صحن المسجد الأزهر بالقاهرة قبل
أشهر ضد شيخ الأزهر (الدكتور محمد سيد طنطاوي) وطالبوا باستقالته لكونه
قد صرح خلال لقائه وزير داخلية فرنسا (نيكولا ساركوزي) مجاملاً بعزم
فرنسا على إصدار قانون يحظر المظاهر الدينية في المدارس الرسمية لما
قال طنطاوي: (إذا كانت المرأة المسلمة تعيش في دولة غير مسلمة وخضعت
لأحكامها وقوانينها تكون في حكم المضطر). |