تصاعدت في السنوات الأخيرة المطالبة لتشكيل (لوبي إسلامي في الغرب)
على غرار تشكيل اللوبي الصهيوني هناك ولمواجهة الدعايات المغرضة التي
توجه ضد الإسلام كـ(دين سماوي) وكـ(إسلاميين مسالمين).
والمراهنة على تشكيل لوبي إسلامي في العراق مازالت حامية إلا أن
اتصالات رسمية بين أعضاء مؤتمر الدول الإسلامية أو غيرها لم تتم وهذا
شيء حسن لأن العالم الإسلامي ليس بحاجة للدخول إلى مأزق جديد سوف لن
يكون بالمستطاع الخروج منه. فالغرب ليس مفتوحاً ولا حيادياً اتجاه
الدين الإسلامي حتى الآن كما تقول التجربة الراهنة وأن الغرب غير مستعد
للاعتراف بتشكيل لوبي إسلامي داخل بلدانه بوقت يرفع هذا الغرب ذاته
نعرة وصف الإسلاميين حتى العاديين بأحيان كثيرة على كونهم (إرهابيين!).
كما أن البناء الإسلامي نفسه وهو في بلدانه يعاني من حالة شبه
انهيار معنوي بسبب التمسك بشكلية الإسلام وليس بجوهره ويكفي مثلاً بهذا
الصدد أن العديد من الدول التي دونت أن الإسلام دين الدولة لديها أو
أنها تستمد قوانينها من شريعة الإسلام تحارب المسلمين العاديين في عقور
دورهم وبعض الدول الإسلامية بالاسم تعتبر أداء المسلمين للفرائض
كـ(الصلاة والصوم) من المحرمات أو التي تثير الشبهات السياسية حولهم
لذلك فإن تلك الحكومات لا تتردد ولو للحظة واحدة من التهديد بإطلاق
الرصاص على كل مسلم مؤمن بالإسلام رغم علمها أنه غير سياسي وإيمانه هو
لله بالله وذلك بسبب وجود هاجس لدى تلك الحكومات من كل من هو غير مصطف
مع فريقها السياسي فهو (عدو مؤجل).
ففي ظل أجواء عدم استطاعة تقديم خدمات الدولة الإسلامية بالاسم أو
المدعية أن دستورها يستند إلى الشريعة الإسلامية إذا كانت تحاسب
مواطنيها المسلمين على ذاك الهاجس السلبي فكيف ستثق بمن سيحاول أن
يناضل لصالح الدين المحمدي الحنيف وهو بين شكيمات بلدان غربية لا تسمح
لمن يسمعها إن الإسلام هو عن حق دين سلام.
أما عن ضرب المثل لضرورة العمل على انبثاق لوبي إسلامي مع الاستشهاد
باللوبي الصهيوني في الغرب فلا وجه للمقارنة الممكن إذ أن الدول
الغربية هي ذاتها التي عملت على تشكيل وإنجاح اللوبي الصهيوني على
أراضيها ضمن خطة مواجهة الإسلام المحتمل أن يتقوى في الجانب الشرقي من
الكرة الأرضية لذلك فمن غير المستبعد أن محاربة الإسلام في بلدانه
الشرقية يتم بإيعاز غربي مريض وتقوم به الدول المسماة بالإسلامية أو
المتمسحة باسم الإسلام في دساتيرها المزيفة.
إن في طرح المطالبة بتأسيس لوبي إسلامي في الغرب فيه الكثير من
السذاجة السياسية وحتى لا يستغل الدين الإسلامي بسلبية أكثر وحتى لا
يكون تابعاً للغرب أو عاملاً تحت إرضائه فلا يفضل سوى قلع فكرة تأسيس
لوبي إسلامي في الغرب من العقول والانحياز بهذه المرحلة ينبغي أن يكون
لبناء الإسلام الحقيقي المستند إلى روح السلم والمحبة والإخاء العالمي
من داخل البلدان الإسلامية قبل أن يتم التفكير بنقل ذلك خارج حدوك
البلدان غير الإسلامية. |