تحت لافتة كُتب عليها "يداً بيدٍ ضد الارهاب" شارك أكثر من 20 الف
مهاجر تركي ومواطن ألماني في مسيرة بمدينة كولونيا رابعة كبرى مدن
المانيا يوم الاحد لإدانة العنف سواء من جانب المسلمين أو ضدهم.
ووسط مخاوف من احتمال امتداد الهجمات من هولندا حث المستشار جيرهارد
شرودر في مقابلة تلفزيونية نحو 3.4 مليون مسلم في ألمانيا يشكلون نسبة
4.2 في المئة من اجمالي عدد السكان على المساعدة في مكافحة التطرف وبذل
قصارى جهدهم من أجل الاندماج في المجتمع الالماني.
وتفجرت توترات دينية في هولندا مع مقتل المخرج الهولندي ثيو فان جوخ
الشهر الحالي. واتهم هولندي مغربي الأصل بقتله مما فجر موجة من الهجمات
على أهداف دينية اسلامية ومسيحية.
وقال شرودر في مقابلة مع التلفزيون الالماني يوم الاحد "ينبغي أن
نقول بوضوح ان هؤلاء الذين يعيشون هنا ويريدون الاندماج يتعين عليهم
احترام القوانين ويتعين عليهم تعلم لغتنا."
وقال فولفجانج هوبر رئيس الكنيسة البروتستانتية في المانيا انه
يتعين استخدام اللغة الالمانية في المساجد. وقال هوبر لمجلة فوكس "سيكون
من مصلحة المساجد أن تقول ليس لدينا ما نخفيه."
وفي المسيرة التي شهدتها مدينة كولونيا انضم زعماء الجالية
الاسلامية الى سياسيين من اليمين واليسار في إدانة العنف الاسلامي.
وقالت ماري لويز بيك محققة شكاوى الاجانب في حكومة شرودر في كلمة
ألقتها في التجمع أمام أعلام تركيا والمانيا والاتحاد الاوروبي "افتحوا
أبواب المساجد وأظهروا الجانب الحسن للاسلام."
وتابعت "لقد صُدمنا جميعا بمقتل فان جوخ. لن نسمح للعنف بأن يمتد
الى المانيا. الاندماج عمل شاق."
وأظهر استطلاع للرأي اجرته شبكة تلفزيون (ار.تي.ال.) يوم الاحد ان
81 في المئة من الالمان يعتقدون ان الاجانب لا يقومون بما يكفي لدمج
أنفسهم في المجتمع ولو ان 52 في المئة يعتقدون أن الاجانب والالمان
يتعايشون بشكل جيد.
ويقول مسؤولون في الشرطة والمدارس ان المسلمين يعيشون في "مجتمعات
موازية" في عدة مدن كبرى دون تعلم اللغة أو تقبل العادات والتقاليد
الالمانية.
وقال جونتر بيكشتاين وزير داخلية ولاية بافاريا وهو محافظ متشدد في
كلمة أمام التجمع "الاسلام دين سلام...الارهابيون مجرمون. هؤلاء الذين
يحرقون المساجد ليسوا ألمانا. انهم مجرمون."
وكانت قنبلة بنزين أُلقيت الاسبوع الماضي على مسجد بمدينة سنسهايم
الالمانية ودمرت مدخله دون اصابة أحد.
وكان منظمو التظاهرة "الاتحاد الاسلامي التركي" ينتظرون مشاركة 15
الف شخص في هذه التظاهرة التي اقيمت تحت شعار "يدا بيد من اجل السلام
وضد الرعب".
ورفع المتظاهرون الذين ساروا في مجموعتين منفصلتين احدهما انطلقت من
مسجد واخرى من كاتدرائية العلمين الالماني والتركي واتجهوا الى وسط
المدينة.
وقالت ماري لويز بيك المسؤولة الحكومية الالمانية عن الهجرة
واللاجئين والاستيعاب ان هذه التظاهرة "بادرة واضحة وضرورية. لقد صدمنا
جميعا لمقتل ثيو فان غوغ والتعرض لمؤسسات اسلامية في هولندا".
وشارك في هذه التظاهرة وزراء في مقاطعة رينانيا- وستفاليا الشمالية
ومسؤولون حزبيون.
وتتساءل الطبقة السياسية الالمانية منذ ايام عن نجاح استيعاب اكثر
من ثلاثة ملايين مسلم في المانيا التي تضاعف الجهود لتحسينه في ظل
التوتر الذي اثاره في هولندا حادث اغتيال فان غوغ.
وفي هذا السياق تجمع اكثر من 15 الف شخص مساء الاحد في امستردام رغم
الجو الشديد البرودة لحضور حفل غنائي شارك فيه نجوم هولنديون واخرون من
اصل مغربي للتشديد على الوحدة بين الفريقين بعد ثلاثة اسابيع على
اغتيال المخرج ثيو فان غوغ.
وقال علي بي. الهولندي من اصل مغربي الذي اصبح نجما معروفا لموسيقى
الراب خلال اشهر قليلة "نحن هنا لان الاوضاع ليست جيدة ومن المهم ان
يرى الجميع انكم هنا معا لتشكيل جبهة مشتركة".
وتجمع الحشد في ساحة المتاحف وضم خليطا من الشبان الهولنديين واخرين
من اصول مغاربية قدموا مع عائلاتهم واولادهم للتصفيق بحرارة للمغنين
رغم البرد الشديد.
وكان المخرج الهولندي ثيو فان غوغ الذي عرف بمواقفه المتشددة تجاه
الاسلام اغتيل في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري في احد شوارع
امستردام. وقد اتهم الهولندي من اصل مغربي محمد بوييري المولود والمقيم
في امستردام بقتله وبانه تصرف بدوافع اسلامية متطرفة.
وبعد حادثة الاغتيال واعتقال بوييري تعرضت مؤسسات اسلامية من مساجد
ومدارس لاعتداءات. كما جرت محاولات لاحراق كنائس.
ويعتبر الكثير من المراقبين ان الهوة لم تكن يوما اكثر عمقا مما هي
عليه اليوم بين الهولنديين الاصليين والهولنديين من اصل مغاربي.
المصدر: وكالات |