زار رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكنيندي الاحد مسجدا في
ايندهوفن (جنوب) بمناسبة عيد الفطر وسط توتر طائفي شديد تشهده البلاد
منذ اسبوعين.
وقال هينك برونس الناطق باسم بالكنيندي لوكالة فرانس برس ان رئيس
الوزراء زار مسجد الفاتح بدعوة من احد مساعدي عمدة المدينة واعضاء في
ادارة المسجد.
واوضح الناطق ان هؤلاء "صدموا صدمة كبيرة لاغتيال ثيو فان غوغ في
الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر وما تلاه من توتر ودعوا في هذا الاطار
رئيس الوزراء للالتقاء بهم".
وفي اعقاب اغتيال المخرج الهولندي الذي اتهم بقتله هولندي مغربي في
السادسة والعشرين من العمر يعتقد انه ارتكب الجريمة باسم الاسلام
المتطرف وقع 15 هجوما على مساجد ومدارس اسلامية وكذلك كنائس بدون ان
يؤدي الامر الى اصابات.
وزارت الملكة بياتريكس الجمعة منزلا في حي اسلامي لالتقاء شبان
يتحدرون من عائلات مهاجرة وبحث سبل ملموسة لتحقيق التعايش.
وقال برونس ان رئيس الحكومة لم يلق خطابا الاحد على المصلين في
المسجد بل توجه اليهم "من صميم القلب". وشجب بالكنيندي مجددا في المسجد
اغتيال ثيو فان غوغ واعمال العنف التي تلته.
وتابع برونس ان "رئيس الوزراء طلب من الجميع توحيد صفوفهم من اجل
مجتمعنا لادانة التطرف وابقاء الحوار بين مختلف الطوائف في البلاد".
وبعد كلمته المرتجلة واصل بالكنيندي زيارته واختلط بالمسلمين الذين
كانوا يحتفلون بعيد الفطر.
وقدم له امام المسجد باقة خزامى موضحا انها "زهرة من اصل تركي لكنها
ترمز الى هولندا وهي اشارة على اننا نشعر اننا في بلدنا هنا".
وقد تواصلت الهجمات في عطلة نهاية الاسبوع. فقد القى مجهولون ليل
السبت الاحد زجاجتين حارقتين على مدرسة في هيرلين جنوب هولندا قرب
الحدود البلجيكية بدون ان يؤدي الامر الى اصابات او اضرار.
وافادت قوى الامن الاحد ان الحريق الذي اتى صباح السبت على مسجد
هيلدن الخشبي جنوب هولندا كان على الارجح متعمدا.
وازاء هذه الاضطرابات سرعت السلطات التحقيقات الجارية ما اتاح توقيف
اشخاص يشتبه بانهم كانوا يعدون لعمليات ارهابية في هولندا.
وتلقى عدد من النواب المعروفين لمواقفهم المتشددة حيال الاسلام
تهديدات وامنت لهم السلطات حماية.
غير ان الحكومة ارفقت اجراءات تعزيز الامن بدعوات متكررة الى عدم
استهداف طائفة برمتها بسبب جريمة ارتكبها شخص.
كذلك شدد المسؤولون الهولنديون على اهمية الحوار بين الطوائف من اجل
احلال تعايش متناغم بينها. |