معظم الشركات العملاقة لا تكتفي بتاريخها الطويل واسمها المحفور في
ذاكرة الاغلبية بل يراودها الحلم ان ترعى مهرجانا فنيا او برنامج شهير
او حدث رياضي او تبرم عقود مع مشاهير السينما والرياضة والغناء، كل ذلك
من اجل ان تبقى اسهم الشركات بحالة جيدة في الاسواق.
ولكن بعض العلامات التجارية تظهر فجئة وتتصدر قائمة الدعاية بل تغزو
حتى نشرات الاخبار... تولد فجأة وتظهر بقوة وتتجاوز شهرتها ماركات
عملاقة من نوع ( سوني، توشيبا، كولا، وووو ) مع انها لم تندمج مع شركة
اخرى ولا تمتلك راس مال ضخم جدا لكنها بقدرة قادر اصبحت الراعي الرسمي
حتى لنشرات الاخبار والمفاجأة انها احتلت تلك المرتبة الدعائية ومن دون
ان تدفع ولو سنتا واحدا قبال الاعلانات، ليس ذلك فحسب بل تقبض من
الجميع وبلا استثناء... ذكاء خارق للعادة اليس كذلك؟!!!
هذه الشركة العملاقة التي فاقت ارباحها الشهرية ما حققته مايكروسوفت
خلال نصف عام هي شركة ( لا اله الا الله، محمد رسول الله ) هذه الشركة
التي لا تستخدم اختصارا لعنوانها الطويل بل تفضل ان يكون كما هو حتى
تكون الارباح اطول وافضل..
واذا ما كانت الشركات تدفع ملايين الدولارات من اجل اعلان يقدمه
فنان او مغني او رياضي فأن الشركة المعنية ليست بحاجة الى ذلك المجهود
المالي.
يالها من شركة عبقرية فعلا.. اتعظوا يا رجال الاعمال ويا طابور عمال
البناء الذين تقفون صباح كل يوم فجرا في صيف العراق الحار وشتائه
البارد، لستم بحاجة الى شهادة اكاديمية او تزكية من احد كما تفعل
الاحزاب ودوائر الدولة، بل انتم بحاجة فقط الى ضمير قاسي ظاهر او مستتر
طالما كان نائب الفاعل هو الارهاب السلفي والفاعل مجهول المصير.
اننا امام ازمة خطيرة جدا ولابد من حلول، لقد استقطبت اعمال
الاختطاف والقتل والذبح والترويع مافيات العالم وجميع العاطلين عن
العمل في بلدانهم حتى اصبح
العراق دولة مثل كولومبيا او البرازيل لا تعيش الا على المخدرات
وعصابات الاختطاف، والراعي الرسمي للجميع مجموعة شركات (لا اله الا
الله، محمد رسول الله)، هزلت وبقيت السلفية.
يكفي مجاملات ولسنا بحاجة الى مزيد من الدمار فلابدّ ان يحدد المجرم
ويحدد من يستمر بالدفاع عنه واعطاءه الشرعية وجلبه الى ارض السواد..
فعلى بعض النقاط الجغرافية المعروفة في العراق ان تحدد موقفها مما يجري
من ذبح حتى للعراقيين لاسباب طائفية آيدلوجية، لقد بلغ السيل الزبى ومن
يعزف على وتر السلفية وهذه الزيجة البائسة بين ايتام البعث ولحى
الزرقاوي فانه يا سادتي قد يمهل قليلا لكن ردود الافعال قد لا تكون
منضبطة وقد نقع جميعا في الهاوية.
ان ذلك المنطق الخاطئ المتشدد الذي اتبعه البعض حيّد عنه معظم
قطاعات الشعب ويرفع عنه شيئا فشيئا حتى غطاء المقاومة ولم تبق لهم سوى
دعوات بعض وسائل الاعلام، وهذه الاخيرة ايضا لا تدوم طويلا، فالاعلام
له لعبة ايضا ولا يقف مراهنا دائما على جماعة بعينها.
لقد حاول العراقيون نسيان الماضي الاسود واللجوء للمصالحة الوطنية
والصفح عمن اساء، ولكن البعض لا قابل الصفح بالاصرار على الاساءة ولسان
حاله يقول:اما ان استحوذ بمفردي على الكعكة او اعبث في الارض الفساد.
ان الجميع امام مرحلة متقدمة من التخريب والارهاب واستحقاقات ذلك هو
مرحلة متقدمة من الوضوح والشفافية في المواقف ازاء بعض الجماعات وازاء
ما يفعلون.
* كاتب عراقي
mosawi_gamal@hotmail.com |