من غرفة تزين جدرانها آيات قرآنية مذهبة ويغطي ارضيتها بساط تمتد
عليه خطوط ظاهرة تتجه صوب مكة المكرمة ارتفع صوت المؤذن ليتردد صداه
بين ابنية جامعة جورج تاون الامريكية داعيا الطلاب المسلمين لاداء
الصلاة.
وتدفق الطلاب نحو الغرفة التي جعلوها مسجدا وهم يتحدثون بلغات
مختلفة فقد كانت وجوههم تنطق باختلاف اوطانهم اذ انهم اتوا من آسيا
والشرق الاوسط وافريقيا وامريكا ليقفوا جميعا خاشعين فى صلاتهم.
ولا يقتصر لقاء الطلاب المسلمين في جامعات الولايات المتحدة على
موعد الصلاة اذ تلتقي الايدي مع موعد الافطار في ايام رمضان لاعداد
الافطار فهناك من يقسمون التمر ومن يضعون الاكواب والاطباق و من
يجلبون الارز.
ان رمضان يجمع الطلاب المسلمين ليس في جامعة جورج تاون وحدها ولكن
في كل الجامعات الامريكية ايضا اذ يحرص هؤلاء الطلاب على اعداد موائد
الافطار الجماعية في تقليد يتناقلونه عاما بعد عام.
وبعد الافطار يتسامر هؤلاء الطلاب فيما بينهم او يتحدثون مع طلاب
آخرين من غير المسلمين ممن يظهرون فضولا لمعرفة حقائق الدين الاسلامي.
وتعد جمعية الطلاب المسلمين احدى اكبر المنظمات الطلابية في
الولايات المتحدة اذ ان لديها قاعدة من الفروع يتجاوز عددها 500 فرعا
في الولايات المتحدة و كندا و هي جمعية تهتم بالدعوة والتوعية
الاسلامية في الجامعات.
وقالت آمبارين جان وهي باكستانية امريكية تبلغ من العمر 22 عاما
وتقود فرع جمعية الطلاب المسلمين في جامعة جورج واشنطن ان وجود 4 او 5
طلاب فقط من الطلاب المسلمين المتحمسين يؤدي الى نتائج ايجابية كبيرة.
وفي حالة الحسين مدهني الذي يعد رسالة الدكتوراة في التاريخ
الاسلامي بجامعة شيكاغو فان مجموعة من الطلاب المسلمين في الجامعة
ساعدته على معرفة اسس الدين وحقائقه فما لبث ان اعلن اعتناقه الاسلام.
وقال مدهني "كنت ابحث عن الحقيقة و تصادف ان كان عدد من اقرب
اصدقائي في الجامعة من المسلمين فساعدوني على العثور على الطريق و
هداني الله بعد ذلك الى دينه".
واواضح الدكتور جون اسبوسيتو وهو استاذ بجامعة جورج تاون ان
الطلاب المسلمين في الولايات المتحدة اصبحوا يشكلون عبر النشاط الذي
يقومون به جسرا بين الاسلام وغير المسلمين.
ويرى الدكتور اسبوسيتو ان الطلاب المسلمين في الولايات المتحدة
يمثلون جيلا شابا يستطيع التعامل مع جوانب الحياة الامريكية المتعددة
التي يحتك بها المسلمون مثل ان يشرح الطالب المسلم لاقرانه لماذا لا
يستطيع ان ياكل او يشرب خلال رمضان او ان يجلس صائما بين طلاب
يتناولون طعامهم.
ويوضح الدكتور اسبوسيتو ان كثيرا من الابناء المسلمين يصبحون اكثر حرصا
على الحفاظ على مبادئ دينهم مما كان عليه الاباء وذلك عند مواجهتهم
لجوانب سلبية في الحياة اليومية الامريكية.
وقالت هادية مبارك انها تشعر ان وجود المسلمين في الولايات
المتحدة بات مهددا لانهم تركوا غيرهم يتحدثون باسمهم وان عليهم
التواصل مع الاخرين اذا كان لهم ان يكتسبوا مكانة لائقة.
واضافت هادية ان واحدة من تجارب التواصل تمثلت في دعوة غير
المسلمين لصوم يوم واحد ثم تناول الافطار مع المسلمين عند غروب شمس في
احتفال ويحصل الصائم من غير المسلمين فيه على قميص كتبت عليه عبارة "لقد
صمت ليوم واحد".
ويعتقد مدهني انه من غير جمعية الطلاب المسلمين او الجمعيات التي
تشبهها والتي تحاول التفاعل مع غير المسلمين فان رمضان سياتي ويذهب من
دون ان يشعر به احد.
وقالت الدكتورة ايفون حداد وهي متخصصة بارزة في شؤون المسلمين
وضعت بعض ابرز المؤلفات التي تتناول اوضاعهم في الولايات المتحدة ان
الطلاب من المسيحيين ينظرون الى اقرانهم من المسلمين كنماذج تحتذى
بسبب اخلاصهم وحماسهم وعملهم الدؤوب على التواصل مع الاخرين.
ويقول الطلاب المسلمون انهم يتجهون الى الله حين يواجهون مهمة
بلورة هوية اسلامية امريكية متميزة وتوضح جانا ذلك قائلة انها تحفظ
بحجابها في كل الاوقات على الرغم من انها تشارك اقرانها العابهم
ومنقاشاتهم وتتواصل معهم انسانيا كي تبلور هذه الهوية في اذهان الجميع.
المصدر: كونا
|