|
بعد سقوط الحزب الذي كان حاكما في العراق في 9/ 4 / 2003 شهد العراق
تحالفا اكثر مافيه انه مثير للاستغراب، وذلك لانه جمع بين اطراف من
المفروض ووفقا للمنطلقات المعلنة لكل منهما ان لا يكون بينهما الا اشدّ
العداء..
ولكن نقطة الالتقاء الوحيدة ( حتى لا نغفلها ) التي بينهما هي قص
الرقاب وذبح الادميين كما تذبح الخراف، بيد ان هذه وحدها لا تكون مبررا
لزيجة من هذا النوع، والتي تجاوز فيها بقايا صدام جميع لا فتات البطولة
وشعارات القومية والتقدمية والمبادئ والتضحيات التي عودونا على تقديم
العراقيين من اجلها كبشا للفداء ولا ضير في في ذلك مادام ابو حلة مبتسم
وفايخ.
انهم تحالفوا مع جماعة تريد ان تعيد البشر الى قبل الف عام، تلك
الجماعة التي من المفترض بها ان لا تضع هي الاخرى يدها مع من تفتي
بكفرهم وتعتقد بعمالتهم وخيانتهم للدين، ولكن اللحظة الراهنة خلطت
الاوراق على الطرفين فاظهرت زيف المبادئ السلفية وكشفت حقيقة البعث
اللقيط، فلا البعثيون مستعدين للدفاع عن استحقاقات شعاراتهم السابقة
التي يلوكونها كل مرة ولا السلفيون بعيدون عن ممارسة التقية مع انهم
يستنكرون على غيرهم العمل بها ولو حتم عليهم ظرف معين، انها الاهداف
التي لا يهمها الوسيلة، والشعارات دائما هي اول ضحية في لعبة السياسة
وعهر السلفيين، فهناك شريحة من البشر لا يشفي غليلها لقمة العيش
الكريمة بل تنشد الاستمتاع بامتصاص الدماء والعيش فوق اجساد الابرياء،
انها شياطين الارض واحفاد ابليس ذوو الادمغة المفخخة التي تدين الاسلام
المشوّه.
لكني ولو لمرة واحدة اريد ان اخاطب السلفيين ولو كنت مقتنعا مسبقا
ان عقول هؤلاء مجمدة وعاطلة عن العمل فهم عبارة عن روبوتات مسيرة عن
بعد بذبذة العمائم المفخخة... ومع ذلك دعوني اخاطب فلعل الجدران تجيب..!
ولا اريد في هذه الاسطر ان ارسل موعظة دينية ولا اعد بجنات النعيم
ولا ولدان مخلدون فلا ادعي ذلك، معاذ الله حيث اني لست ناطقا رسميا
باسم الاله الذي لو اراد ان يكذب من يوظفون انفسهم للتحدث بالنيابة عنه
لكذب جميع هذه اللحى التي تربى في كل شعرة منها الف شيطان، بيد اني
اقول:
تحالفوا ايها السلفيون من من تشاؤون ومع من ترغبون حتى لو كان
حليفكم ذئاب البراري، لكن ان تتحالفوا مع بقايا البعث وايتام صدام فهذا
يا سادتي سوف يوعدكم بمستقبل مظلم جدا، فلا نقطة ضوء تأملونها في نهاية
النفق ولا هم يحزنون.
ان العقلية التي تحكم النظام السابق ومن بقي من ايتامه اشتهرت
بالانقلاب على الاصدقاء اكثر من عدائها للخصوم ولكم في التاريخ عبرة ان
كنتم معتبرين:
- كانت لهم اتفاقية مع مصطفى البارزاني عام 1970 ولكن ما حلّ
بالاكراد وبمصطفى البارزاني بعد ذلك معروف لكل العراقيين.
- اتفاق عام 1975 في الجزائر مع ايران وكانت النهاية تمزيق
الاتفاقية على الملأ.
- عقد البعثيون اتفاق الجبهة الوطنية مع الشيوعيين 1973 وبعد
الاتفاقية ملأ الشيوعيون سجون ومقابر العراق ومنافي العالم.
- 1979 انقض البعثيون على قياداتهم ومزقوهم اربا اربا ولستم اكرم او
اعزّ عندهم من قيادات الحزب بكل تاكيد.
- وقع حزب البعث بقيادة الامين القطري للحزب ورئيس الوزراء اللواء
احمد حسن البكر عام 1963 اتفاقية يعترف فيها بان الكويت دولة وما فعله
البعثيون في الكويت ملأ الخافقين.
ان السلفيين سيكونون في مقدمة الموتى والمعذبين لو ظفر بهم البعثيون
على غير وفاق في لحظة من الزمن والف عافية
عليكم جميعا يا اكلة لحوم البشر.
كاتب عراقي
[email protected] |
