للثقافة الإسلامية أسس رحبة لا يمكن الوقوف موقف الحياد السلبي منها
أو موقف اللامبالي عنها وإن كان ذلك يضطرنا كـ(أناس باحثين عن الحقيقة)
إلى الرجوع بلا مفر منه إلى صفحات محددة من التاريخ الإسلامي لمعرفة
أبطاله الحقيقيين من أعدائه المفضوحين فليس كل من ولد عن أبوين مسلمين
هو (مسلم) وأن سموه بذلك على سبيل المجاز.
ولتبيان المواقف الإسلامية على حقيقتها ينبغي أن تعزز الحقائق
التاريخية على أفضل صورة إذ تشكل الثقافة الإسلامية مشروعا حيويا قائما
بحد ذاته وهذا المشروع قابل للتجدد دوماً إذ ما علمنا أن دين الإسلام
ليس لفظاً عابراً ممكن النطق به دون أي التزام ثقافي حقيقي به إذ أن كل
مسلم إيجابي هو داعية لدين الله سبحانه وتعالى إلى الإسلام بطريقة
وبأخرى.
ومفهوم الثقافة الواسع الذي يشمل التراث الإسلامي بكل ما فيه وكل ما
عليه إذ كان بعض المسلمين من الناحية التطبيقية له على نقيض للكثير من
تعليماته وخصوصاً في موضوع (العدل) وملف الثقافة الإسلامية الواسع
بشموليته يمكن استخراج مقاربات عديدة منه (على سبيل المقارنة) مع وقائع
حال بقية اليوميات الثقافية لمعرفة مدى انطباق ما يدعى عنه وما هو
ملتزم فيه حيث يشكل الإسلام سلطة ضميرية لا يستطيع أحد أن يقدر مدى
فاعليتها في لحظة تاريخية معينة.
ومع أن حالة تحقيق ضوابط ممكن أن تكون منطلقاً لإعادة كتابة تاريخ
الحقائق الإسلامية فإن ما يخشى على العقل.. الإسلامي أن يصاب على يد
مناوئيه الذين يتصدرون بعض الواجهات السياسية من باب كونهم مسلمين
سياسيين إذ لا يستبعد جراء عدم وجود محاكم إسلامية أن يسيء لأعداء
المسلمين (واللامنؤمنون بالإسلام في الواقع) وما يعني الرأي العام
الإسلامي هو تعزيز العلاقات الثقافية الحقة بين جمهور المسلمين وعلى
اختلاف مذاهبهم الإسلامية السنية والشيعية سواء عبر إقامة الندوات أو
المنتديات ففي ذاك ستزول الكثير من التحفظات التي لا وجود لأي مبرر لها
وإلا ما معنى أن نكون مسلمين عادلين ولا نتقبل معرفة ما جرى على
التاريخ الإسلامي وكيف كان يتم تثقيف الناس بالمسائل الإسلامية خلال
عهود استمرت لقرون عديدة.
إن شريعة الله سبحانه وتعالى المتمثلة في الإسلام الحنيف ينبغي أن
تعزز كل ما من شأنه أن يطور النظرة الجامدة عند عدم المتحاورين أو
الذين يكتفون بتأدية المراسم الدينية ويعتبروها كافية لأداء رسالة
الإسلام في الحياة وهذا غير صحيح لأن ملاقاة المفاهيم الخاطئة حول أمر
ما أو شخصية ما في التاريخ الإسلامية كانت أو غيرها هو من باب التمسك
بالثقافة الإسلامية المطلوبة.
وإن استظهار الحقيقة مهما صغرت أو كبرت أو اصطدم أصحابها السامعين
لها لأول مرة هي خطوة عظيمة باتجاه تحقيق المشروع الاستنهاضي الحضاري
الإسلامي ولعل في قراءة الكتب المشتركة والرجوع إلى المصادر الأولى
التي دونها المسلمون القدامى وتحليل وقائعها والتثبت من معلوماتها على
أساس التحقيقات العلمية على مضامينها ما يوصل أكثر إلى اليقين الجازم
بأن نصاعة تاريخ أهل البيت (عليهم السلام) وصحبهم المنتجبين هو الأجدى
بالإقتداء بما فيه. |